مطهر الاشموري - لأول مرة نسمع أن ناقلة نفط تعرضت لاطلاق نار وفي باب المندب، فالحدث أو المادة الإعلامية ليس أطلاق قذيفة «آر بي جي» وإنما مجرد اطلاق نار!
رئيس اللجنة الثورية محمد الحوثي قال إن هذا الحدث مسرحية لا علاقة لنا بها، بمعنى أنها من اختلاقات وفبركات النظام السعودي لاستعمال التأثير والضغوطات تجاه ما يجري.
ومع ذلك فاستعمال عبارة «اطلاق نار» يعني أنها حادثة عارضة أو عابرة لا تفيد حتى في استعمالها برمي التهمة على الحوثيين «أنصار الله» وكأن النظام السعودي أراد ذلك لتأثير محدود أو بسقف محدود لاستعمال محدود.
النظام السعودي ربما أراد مجرد تجربة أو تجريباً لإحياء ضجيجه الإعلامي منذ بدء العدوان بأن ميليشيات الحوثي وصالح يشكلون خطراً على الملاحة الدولية في باب المندب، وكأنه أراد إرسال رسالة أن بمقدورنا اللعب بهذه الورقة وأدواتنا جاهزة لتنفيذ مثل هذا الحادث كما قدراتنا في أعلى جاهزية لتثبيت التهمة أو الادانة عليكم.
النظام السعودي لابد أنه عرف أن القيادة السياسية لليمن المواجهة للعدوان لن تستطيع الصبر الى مالانهاية على الابادة الجماعية للشعب بعد تدمير البنية الكاملة للوطن، وأن ما تسمى معركة الحديدة التي يهدد بها النظام السعودي ستصبح تلقائياً معركة الساحل الغربي حتى باب المندب.
بمعنى أن النظام السعودي حين يوصل شعباً الى ما تسمى الخيارات الانتحارية فلن يظل الطرف الذي يحدد مكان أو سقف المعركة الحاسمة.
وإذا الأمم المتحدة المشتراة بالمال السعودي -كموقف- لم تتحرك في الجانب الانساني لوضع حد لهذه الابادة للشعب اليمني، يصبح من حق الشعب اليمني الدفاع عن وجوده وعن بقائه على قيد الحياة وبكل السبل والوسائل.
ربما تُجرى محادثات ومستوى من التفاوض بين وسائط ووسطاء من الدول كما عمان وألمانيا وروسيا التي لها اتصال وتواصل بالنظام السعودي وباليمن الطرف الوطني المواجه للعدوان، وقد تكون هذه الحادثة المفتعلة من النظام السعودي لها صلة بما يجري في هذا السياق أو على ما يجري.
ولعل احاطة ولد الشيخ الأخيرة الى مجلس الأمن قدمت تفكير وعقلية النظام السعودي بجلاء حيث حولت المحاور الانسانية الأساسية الى أوراق ضغط أو تفاوض لصالح النظام السعودي كما فتح مطار صنعاء وصرف المرتبات ليتفاوض مقابل ذلك على تسليم ميناء الحديدة، فإذا المقصور بالتسليم كتفعيل -افتراضاً- هو الاستسلام، فما الذي أُبقي لإنسانية وحقوق إنسان ولحقوق شعب ووطن.
النظام السعودي ببساطة مارس تفعيل و«فعلة» ما سُمّي اطلاق نار لإدراكه أن باب المندب وميناء الحديدة لم يعد يحتمل أو يتحمل هذا اللعب الخطير بالنار، وأن حدثاً أو حادثة أكبر من ذلك وفي باب المندب قد تفجر الوضع وتشعل معركة لن تكون نتائجها بالتأكيد لصالح النظام السعودي أياً كانت قدراته وأمواله تحديداً!!
حتى لو هرّب سلاح ايراني أو غير إيراني كما يزعم النظام السعودي، فهل يحتاج لأن يكون عبر ميناء الحديدة الذي هو موضع تركيز كل أنظار التحالف العدواني العالمي على اليمن؟!
هل النظام السعودي يريد في قضية ميناء الحديدة منع تهريب سلاح كما يزعم.. أم يريد دفع اليمن الى الاستسلام من خلال بوابة الحديدة أو مينائها؟!
أستطيع الجزم أن النظام السعودي أكثر من يعرف أنه لا يهرّب أي سلاح عبر الحديدة، وكل ما يريده هو المستحيل وصوله اليه وهو «الاستسلام»!!
|