الميثاق نت -

الثلاثاء, 06-يونيو-2017
عبدالله محمد الإرياني -
هو ذاك المنهاج الوضعي الشيطاني المبتدع ، وهو ايضاً ذاك النهج الذي اورثته حركة النورانيين للماسونية العالمية التي بدورها اسقت فكرها لتفرعاتها المتمثلة بالصهيونيه العالمية والشيوعية والرأسمالية والنازية فانبثق عنها كافة حركات التشدد والتطرف الديني والعقائدي ، في سعي منها لتقسيم العالم بناء على قاعدتها الاساسية المعروفة بمصطلح جويم (الجويم معناها في اليهودية التقسيم الى جماعات متعددة وزرع الفتن بينها وتغذيتها بالمال والسلاح لتتصارع بينها وتعم الفوضى).
إذاً فالاسلام السياسي هو مناقض تماماً لقواعد السياسة الاسلامية السمحاء ، فهو فكر أتى لتدمير الحضارات وتمزيق الشعوب وطمس الهويات وتشويه المعتقدات باسم الدين، رافعاً رايات التشرذم صارخاً بشعارات الفرقه، زارعاً الاحقاد والبغضاء، مستبيحاً النفس التي حرمها الله، ناشراً ثقافات مخالفة للفطرة البشرية كثقافة القتل والتفجير والسحل، معولماً مناهج الرذيلة والانحطاط الخلقي ، مبتعثاً ثقافات الجاهلية الاولى كثقافة الاصطفاء العنصري او السلالي أو المذهبي أو العشائري ، والكثير من المبادئ والقيم التي خطط لها أعداء الفضيلة الاسلامية بهدف تشويه الاسلام بالاسلام لتشتيت أمة الاسلام وإضعافها.
اتخذ الاسلام السياسي له من الدين الاسلامي والقرآن الكريم والشريعة المحمدية سبيلاً لبلوغ غاياته وتحقيق اهدافه التي ينشدها ، والساعية بمجملها لمسخ الامم جمعاء والقضاء على الدين الاسلامي الحنيف الذي حرمهم من امتيازات المخلوق على المخلوق وأعادها لوضعها الطبيعي سيادة الخالق على المخلوق ، وساوى بين العباد فلا سيد ولا عبد ولا شيخ ولا غفير، وجعل معيار التقوى والعمل الصالح قاعدة التمييز بين العباد أجمعين امام خالقهم.
فمنذ الوهلة الاولى لانطلاق الرسالة الاسلامية كان للرسول الكريم ومن حوله المؤمنون الصادقون كل ما ارادوه، وبلغوا كل هدف رسموه بإيمانهم واخلاصهم وفضائل اخلاقهم والتزامهم بسياسة الاسلام الحنيف.. بالمقابل منذ ان توالت حالات التشتت والتمزق والانكسار للامة الاسلامية والتي بدأت تقريباً في القرن الرابع هجري بتسلل الفرقة الى جسد الامة على أسس مذهبية ، ورشحت عبر شقوقها قيم الجاهلية والتجهيل ، فتحرك أعداء الامة من حينها بخطوات ثابتة مدروسة وبخطط مرحلية طويلة المدى وادراك عميق لنقاط الضعف لدى امة الاسلام وهشاشة إيمان بعض وجاهاتها وقاداتها وزعاماتها ومرجعياتها ، فتمكن رعاة ومنظّرو نهج الاسلام السياسي من بلوغ غاياتهم وتحقيق كل هدف أعدوا له العدة يهدف لتمزيق امة الاسلام لإضعافها والقضاء على نهجها ومنهاجها ، واستعباد كل من ينضوي تحت لوائها وتدمير مصادر قوتها واستباحة ارضها واعراضها والقضاء على كل موروث حضاري والترويج لثقافة العولمة الانحلالية التي لا قيم تسيرها ولا مبادئ تحكمها تمهيداً للوصول بالعالم لدولتهم المنتظرة الدولة الكونية التي تذوب فيها كل الحضارات وكل اللغات وكل الحدود الجغرافية والاخلاقية وكل الاديان، ويصبح العالم امام قانون وضعي واحد ودين واحد ورب واحد يسود على العالم وهو دين الشيطان قال تعالى (قال ربي بما أغويتني لأزينن لهم في الارض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين).
وهذا ما تعيشه الآن الامة بفعل شتاتها وتمزقها، وما ينتظرها أشد واعظم.. فيا أمة الاسلام افيقي من سباتك واشحذي هممك ووحدي صفوفك وانفضي عنك غبار الذل والوهن واعيدي النظر في نهجك ومنهاجك الذي شوهه الصابئون، واعملي على أعادة إحياء قيمك ومبادئك وثقافتك وموروثك الديني والحضاري ، فكل ذلك اصبح في الوقت الحالي فرض عين يستوجب على الجميع المبادرة فيه حفاظاً على هويتنا ومعتقداتنا واعراضنا ومقدراتنا وديننا وشريعتنا التي كانت في الماضي سر قوتنا واصبحت اليوم سبباً لضعفنا نتيجة تفرقنا كما ارادوا لنا إلى جويمات بمسميات عدة تحكمها ولاءات ضيقة- كما قال رئيس الاستخبارات الامريكية في العام 2006م (سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا ونجعلهم ينقسمون إلى فرق وطوائف ويتصارعون فيما بينهم ثم نزحف عليهم وننتصر)، وهذا هو ماخططوا له، ومانشهده اليوم وما سنشهده غداً هو بفعل تراكم عوامل القوة لأعداء امتنا الاسلامية بالمقابل تراكم عوامل الضعف في نسيج وكيان وعقيدة أمتنا الاسلامية.
اللهم ارحمنا برحمتك وأعزنا بديننا عزاً لايهان وانصرنا على اعدائنا وأمدنا بقوة الايمان وثبات المبادئ لترسيخ شريعة رسولك وتعميق نهجك ومنهاجك الإلهي المقدس.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:33 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50550.htm