الميثاق نت -

الثلاثاء, 13-يونيو-2017
أحمد الزبيري -
مؤسف ما تشهده منطقة الجزيرة العربية والخليج.. مؤسف حقاً مشهد الوضع الذي وصل اليه استحكام العداء بين أسر ممالك ومشيخيات النفط ومدن الملح وحالة العداء المفاجئ لقطر من السعودية والبحرين والامارات.. ومؤسف أكثر الدور العدواني الإرهابي الذي قامت به قطر والسعودية وبقية الدول المتحالفة في العدوان على اليمن وتدمير الدول العربية بالحروب والإرهاب والحصار التي ذهب ضحيتها الملايين من أبناء الشعوب العربية وبالطبع يأتي في الصدارة اليمن والعراق وسوريا وليبيا وكلها اصطلت بنار التآمر القطري السعودي الإرهابي، واليوم تتدحرج إحدى كتل النار التي أشعلتها في صراع مشاريع ليست لمصلحة العرب ولا دول مجلس التعاون الخليجي ولا لمصلحة السعودية أو قطر، وإنما لتنفيذ مشاريع قوى اقليمية ودولية طامعة، والصراع السعودي القطري الاماراتي يأتي في سياق تصدر الموقع القيادي الوظيفي في تلك المشاريع التي في النهاية سوف تستهدفها هي.. خلافها تصاعد بصورة متسلسلة من الحملات الاعلامية الى قطع العلاقات الدبلوماسية وصولاً الى الحصار البري والبحري والجوي والأمور تشير الى أنها تتجه الى الأسوأ.
اليمن الذي تعرض لتآمر يستهدف وحدته وأمنه واستقراره منذ فترة طويلة من دولة قطر وصولاً الى الحرب العدوانية القذرة والمباشرة الشاملة للتحالف السعودي المستمرة للعام الثالث على التوالي، كان يدرك ذلك حتى قبل العدوان الهمجي الذي بدأ في 26 مارس 2015م.
قطر تصدرت مؤامرة ما سمي بثورات الربيع، ولعبت فيها دول خليجية أدواراً تختلف وتتعارض في بلد عربي وتتلاقى معه في بلد آخر وتصل حد العداء كما حصل في مصر وتونس.. هذا الاختلاف والتلاقي والعداء محكوم بمصلحة ضابط الايقاع لهذه الأدوار الخليجية وصاحب الأجندة التي تحقق أهدافه والتي تتلخص في تدمير الدول والشعوب العربية وتقسيمها والاستيلاء على ثرواتها ومواقعها الجيوسياسية في مشروع الهيمنة العالمية الأمريكية لتأمين إسرائيل اقليمياً واعطائها الدور القيادي للمنطقة بعد أن يكون تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد قد نجح في ايصال الصراع والفوضى الى الدول النفطية والأزمة الراهنة قد تكون بداية.
وهنا فإن اليمن الذي تعرض لتحالف عدوان سعودي اقليمي دولي كان لقطر حضورها فيه عسكرياً ميدانياً مباشراً وداخلياً من خلال فرع تنظيم الاخوان المسلمين «حزب الاصلاح».. ولأن الشعب اليمني ليس من طبعه الحقد والتشفي رغم الجراح الغائرة والآلام العميقة الناجمة عن الحرب العدوانية القذرة المتواصلة ضده التي لم يسبق لشعب أن تعرض لها من دول وانظمة لطالما كان يعتبرها شقيقة وجارة مع ذلك يشعر بالأسف والأسى تجاه قطر بعد أن وصلت الحرائق التي اشعلتها في المنطقة اليها في حالة من التدمير للأمة ولذاتها بيدها وأموالها التي يُفترض أن تكون عامل بناء وتنمية وتطور وأمن واستقرار وسلام تعيد للعرب والمسلمين دورهم الحضاري الريادي في الارتقاء بالانسانية كلها، ولكن من أين لممالك ودويلات أقامتها القوى الاستعمارية القديمة والجديدة لأسر على بحيرات النفط لتؤدي وظيفة تمكينها من الاسيتلاء على هذه الثروة وتنفيذ مخططات مشاريعها في السيطرة والهيمنة على منطقة الشرق الأوسط.. وبالتالي من أين لدول تابعة امتلاك مشاريع نهضوية كبرى ولهذا ستظل تؤدي دورها بوعي وبدون وعي حتى نهايتها لأنها أنظمة مسلوبة الإرادة ترى بقاءها مرهوناً باستمرار الوصاية البريطانية والأمريكية والاسرائيلية عليها وبالتالي كان عليها أيضاً أن تستلب شعوبها إرادتها عبر الاستبداد والرفاهية المدمرة من عائدات النفط وتتطور أدوارها في هذا الاتجاه الى تدمير العرب بالإرهاب واغراء الأنظمة بالمال النفطي الذي لم يحقق إلاّ الدمار للدول والسقوط في مستنقع هذا المال المدنس.
وهو ذات المال الذي كان وراء التنظيمات التكفيرية الإرهابية حتى تغولت ولافرق على اختلاف مسمياتها بين الإخوان المسلمين «والتكفير والهجرة» والقاعدة وغيره من المسميات.
عموماً العداء غير المسبوق ضد قطر مفتوح على احتمالات عدة إما أن يتدخل الأمريكي في مرحلة ما بصورة مباشرة أو عبر وساطات دول أخرى «الكويت» أو اعطاء الضوء الأخضر للسعودية والامارات باجتياح قطر والاحتمال وفي كلا الحالتين فشل المشروع الأمريكي في المنطقة واحتراق ورقة الإرهاب الاخواني والقاعدي والداعشي.. وهنا يبرز السؤال ما هو الثمن الذي على الشعوب العربية أن تواصل دفعه؟! أما الاحتمال الآخر فهو يأتي في مسار استبدال سيناريوهات الفشل الأمريكي الغربي الى إعادة ترتيب الأوراق وتوزيع الأدوار في تموضع جديد لتنفيذ مشاريع قديمة.
المؤشرات في هذا السياق يحددها الاتجاه الذي سيتخذه العدوان على اليمن.. فإذا اتجهت المواقف نحو وقف الحرب العدوانية الظالمة ورفع الحصار على شعبه المظلوم المسالم فإن الأمور ذاهبة نحو إنهاء كارثة الدمار والموت التي اجتاحت المنطقة بسبب الأنظمة الخليجية المنخرطة في الصراعات والحروب الإرهابية العبثية في المنطقة وضد بعضها البعض، أما اذا كان الهدف اخضاع قطر بهدف امتلاك السعودية أوراق اللعبة كلها لاستكمال مشروع الدمار العربي والاسلامي فإن الأمور تتجه الى الأسوأ ولكن هذا ليس على اليمن وسوريا والعراق وليبيا وإنما على السعودية وقطر وبقية الأنظمة الخليجية المنخرطة في مؤامرات مخططات الخراب والدمار المناطقي والطائفي والمذهبي والعرقي الإرهابي التقسيمي في هذه المنطقة.. وعلى قطر والسعودية والإمارات إنهاء حروبها العدوانية وإرهابها الدموي والتوجه نحو سلام حقيقي والبداية من اليمن.. فهل أنتم فاعلون؟!!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50636.htm