عبدالفتاح علي البنوس - كلما قلنا عسى أن يصحو ضميره، ويعمل عقله، ويحترم المهمة الموكلة إليه، ويراعي طبيعة الأوضاع التي يعيشها ما يقرب من ثلاثين مليون يمني ويمنية في الداخل والخارج جراء العدوان والحصار المفروض عليهم من قبل تحالف بعران الخليج ومرتزقة البشير والميليشيات الإخوانية والداعشية الإرهابية ،يأبى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد ذلك ويصر على تقديم نفسه كخصم وغريم لليمن واليمنيين، حيث تشعرنا إحاطاته التي يقدمها لمجلس الأمن بأنها عبارة عن تقارير خاصة بمكتب الناطق الناعق باسم تحالف العدوان المسخ أحمد العسيري أو وزير خارجية الدياثة السعودية عادل الجبير، بدليل أنها تبدأ بتقديم الشكر والثناء للنظام السعودي وتسبّح بحمده ولم يحصل أن تضمنت أي إشارة لا من قريب ولا من بعيد للعدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على بلادنا، وتتعمد إغفال وتجاهل هذا الأمر برمته، ويصر هذا المسخ الأممي على تصوير الوضع وتكييفه على أنه صراع داخلي يمنياً-يمنياً، متجاهلاً معاناة ومكابدة ملايين اليمنيين لعدوان وحصار أكثر من عامين بكل ما فيها من مآسٍ وآلام ومتاعب وخسائر وأضرار على مختلف الأصعدة، وكأن ريالات السعودية أعمت بصره وبصيرته وأماتت ضميره وجردته من قيمه ومبادئه وسلبته حياديته التي كان من المفترض أن تكون أشبه بشوكة الميزان.
حقارة هذا المسخ بلغت الحد الذي لا يطاق على الإطلاق وخصوصاً ما يتعلق بمضامين إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن والتي أظهر فيها ( يَهْوَدة ولَيْعَنة) لم ولن ينافسه فيها لا سابق ولا لاحق ،والتي طالب فيها بتسليم الحديدة وكذا تسليم ما تبقى من فتات الإيرادات لطرف محايد -على حد تعبيره- كشرط ضروري لتسليم مرتبات الموظفين المتأخرة والتي تم البسط عليها ونهبها من قبل قوى الغزو والعمالة تحت إشراف أممي وبتأييد منه شخصياً.. بالله عليكم هل من يمني حر يقبل بأن يسلم حياته ويربط وجوده ومصيره بيد عدوه ؟ !! وهل يقبل عاقل بأن يسلم محافظة يمنية للأجنبي ليدير شؤونها وكأننا قصار ولم نبلغ مرحلة الرشد حتى نتمكن من إدارة شؤوننا بأنفسنا ؟! وبالنسبة للإيرادات وتسليمها فلا أعلم ما الذي تبقى من إيرادات حتى يتم تسليمها ؟! أكيد ولد الشيخ يقصد ما تبقى من فتات الفتات والتي تشبه الدم الذي يبقى في عروق المواشي بعد الذبح والتي يذهب الجزء الأكبر منها في تغطية تكاليف المجهود الحربي، حيث باتت هذه المبالغ الزهيدة شغلهم الشاغل وصار كل همهم العمل على قطعها ضمن وسائل الضغط والتضييق على أبطال الجيش واللجان الشعبية لإجبارهم على الخضوع والخنوع والاستسلام، وهذا يشبه إلى حد كبير عشم ولد الشيخ والدنبوع وسلمان اللعين ونجله المهفوف ومحمد بن زايد والسفاح البشير وبقية الدمى الخليجية القطرية والبحرينية في دخول الجنة .
لقد بلغ ولد الشيخ من العمالة والخيانة والسقوط ما يستدعي قطع كافة أشكال التواصل معه والمطالبة بحزم بتغييره قبل أن يتسبب في وقوع المزيد من الكوارث والنكبات بانحيازه الفاضح وتعصبه القبيح للجلاد على حساب الضحية، وتحوله من ميسر إلى معسر ومن وسيط إلى غريم ومن مبعوث أممي إلى مندوب سعودي يملي على الأطراف الوطنية الشروط والإملاءات السعودية تحت طابع أممي.. وخلاصة القول لا خير لليمن واليمنيين مع هذا المسخ بعد اليوم، ومن العار علينا القبول به مهما كانت التداعيات ولن نخسر أكثر مما خسرناه (وما نزل من السماء استلقفته الأرض).
وحتى الملتقى .... دمتم سالمين.
|