عبدالرحيم الفتيح ٭ - يتميز الزعيم الصالح برؤى استراتيجية ثابتة مكنته ولا تزال من إدارة دفة الأحداث الوطنية واستشراف آفاقها، حتى يخيل للمراقب أن هذا الرجل يمتلك نفحة ربانية أو عسس نبي الله سليمان وخدامه..
إذ وقبل أن يستوعب البعض طروحاته التي صرح بها خلال لقائه بكوادر الإعلام المؤتمري، وتحدث بكلام غير مسبوق، لتأتي نتائجه المجسدة لصدق ما ذهب إليه الزعيم الذي لم تخذله الأحداث بل جاءت لتؤكد صحة ودقة كل ما ذهب إليه من القول، وهذا تأكيد على أن الزعامة ليست ألقاباً تُمنح بل مواقف تؤكدها معطيات الاحداث ومنها تُكتسب وبصورة تجعلنا نتساءل عن رؤى وفهم ومواقف حزب الاصلاح -إخوان مسلمين- الذين رعتهم ومولتهم قطر وانفقت عليهم مليارات وليس ملايين الدولارات من عام 2011م وحتى اليوم، الإصلاح الذي حقق ثروة طائلة من دعم قطر ودول تحالف العدوان لينقلب على الشرعية الدستورية عام 2011م تحت شعار ثورة الشباب، هذا الإصلاح الإخواني الذي حشد كل طاقاته لتشويه نظام الرئيس صالح وهو الذي كان شريكاً فعلياً لصالح على مدى 33 عاماً وكان الشريك الأوفر حظاً في النهب والفساد..!
ومع ذلك دعونا من استجرار الماضي، ولنقف أمام حاضر الإخوان ومواقفهم، فهم مع علي محسن وحميد الأحمر تلقوا من قطر مليارات ومن دول التحالف تحت مسمى تكاليف «تحرير» تعز، هذا إلى جانب ان هذه الجماعة تكدس أسلحة كافية لتحرير فلسطين لا نعلم متى؟ وكيف سيتم استخدامها..؟ ومع ذلك لم «يحرروا» تعز، رغم الأموال الطائلة التي استلموها ورغم الأسلحة الحديثة والمتطورة التي يخزنونها ويكدسونها في مخازنهم، ولكنهم لم يرغبوا بهذا بل يريدون استمرار ازمة تعز ومعاناتها ومعاناة سكانها لقاء إبقاء حنفية التمويل الخارجية مفتوحة لهم..؟!
اليوم وبعد هذا التحول في المواقف نتساءل هل الإخوان في اليمن إخوان مسلمون؟ ام انهم أنهم قد أصبحوا (إخواناً علمانيين)؟!!
ذات يوم حكم الرئيس صالح القرآن بينه وبين الإخوان ولكنهم رفضوا الاحتكام لكتاب الله وأصروا على الاحتكام للشارع ورفعوا شعار «ارحل»، وفعلاً سلم لهم السلطة بانتخابات ولم يجبروه على الرحيل ولم يخلعوا بثورتهم الزائفة والكاذبة، بل جرت انتخابات توافقية وسلم الزعيم السلطة لنائبه هادي بتوافق الجميع، ثم تطورت الاحداث، وخرج الناس في مسيرات ومظاهرات واصدر علماء الإخوان فتاوى حنانة طنانة تحرم الخروج على الشرعية وطاعة ولي الأمر في تناقض فاضح يكشف زيف أطروحات الأخوان الذين يمارسون الانتهازية الوقحة بأبشع صورها ويتاجرون بالدين والقيم وكل الاخلاقيات..بدليل ان مواقفهم الانتهازية في تعز شاهدة على هذه الحقيقة حتى فيما يتصل بآلية العدوان وقصف الطيران بصورة يومية اعتماداً على الاحداثيات التي يعتمدها التحالف في غرفة العمليات بالرياض والتي ادت إلى تدمير منازل وجهاء وأعيان تعز من المؤتمريين وهي اهداف لا تندرج في سياق الاهداف العسكرية ولكنه الحقد للقيادات العسكرية الهاربة وكذا الحقد الإخواني البشع والمقزز الذي جعلهم يرفعون إحداثيات بمنازل خصومهم وكأن في تدميرها نصراً عسكرياً لقوات تحالف العدوان، ونستغرب كيف تنساق هذه القوات وراء إحداثيات الإخوان بل كيف قد تسمح هذه القوات التي تحارب جماعة الإخوان بأن تجعل من إخوان اليمن مصدراً للمعلومات ويأمنوهم على التعامل مع غرفة العمليات الأساسية التي تدار من الرياض..
لكن تبقى تساؤلاتنا مشروعة فيما يتعلق بمواقف البعض من جماعة الإخوان وهل سيتم تطبيق استراتيجية تجفيف منابع الإرهاب على هذه الجماعة بمن فيها إخوان اليمن، خاصة وأن أموال الإخوان وغالبية استثماراتهم في عدة دول..؟!
لقد استبق الإصلاح وأصدر بياناً أعلن بموجبه عن تحالفه مع دولة قطر، وهو بيان انتهازي اكد فيه تحالفه مع الإمارات والسعودية، لكن هل هذا الموقف كافٍ ليخرج إخوان اليمن من دائرة الاستهداف الذي تعاقب بموجبه قطر -وأنا ضد هذه الدويلة التي دمرت الأمة- لكن كيف يتمكن الإصلاح من الإفلات من العقاب الذي يفترض ان يطاله..؟!
إن الإصلاح اكتسب ملايين الدولارات، وقادته يستثمرون هذه الأموال في عدة دول منها السعودية وتركيا ومصر والإمارات، وفي هذه البلدان يستثمر ايضاً حميد الاحمر وعلي محسن وعدد من قيادات الإصلاح.. وكل ما نأمله ان يطبق القانون على الجميع دولاً كانت او أحزاباً أو أفراداً.. فهل نسمع قريباً إجراءات بحق هؤلاء.. أم ان مشهد الموقف السعودي سيتكرر بهذا الجانب، فالرياض التي سبق واعلنت تحريم جماعة الإخوان وضعت 35 إخوانياً يمنياً في القائمة في الاسبوع الأول وفي الاسبوع الثاني كان الـ35 قيادياً إخوانياً في الرياض كحلفاء لها فيما اطلقت عليه «عاصفة الحزم»، واصحاب هذه الاسماء صاروا مستشارين لعبدربه، ووزراء وقادة ميدانيين تستقبلهم الرياض في قصورها الملكية..!!
و.. سلام الله على عفاش..
٭ رئيس تحالف «تعز مسؤوليتي»
|