الميثاق نت -

الإثنين, 19-يونيو-2017
عبدالرحمن مراد -
لا يبدو أن المؤتمر استوعب كل الأحداث التي عصفت به منذ الانتخابات الرئاسية عام 2006م الى أحداث عام 2011م وما تلاها من أحداث الى يومنا المشهود، ولاتزال الصورة النمطية هي نفسها دون أن يحدث في تفاصيلها تبديل أو تغيير، ومثل ذلك من الخطأ الكبير الذي قد يحدث لأي تنظيم أو حزب سياسي.
من المبادئ التي تعارف الفكر السياسي عليها أن الثابت فيها نسبي، والتفاعل معها يتم وفق المعطيات التي يفرزها الواقع وتفرزها حركة العلاقات في المستويات المتعددة، ولذلك فالقول باستمرار الصورة النمطية في التفاعلات والنشاط العام الذي يقوم به المؤتمر استغراق في التيه والضياع وإن ظنّ القائمون عليه عكس ذلك، لكن الحقيقة تظل صادمة، والوعي بها يبدأ بالاعتراف بها، فالاعتراف بالحقيقة في الاشتغال السياسي من أساسيات النجاح فيه،س ويبدو أن المؤتمر لم يدرك حقيقة المرحلة وحقيقة المستقبل وحجم المتغير الذي حدث، ومايزال يتمحور في النقاط المضيئة التي كان فيها، وخدمته خلالها السلطة، وكل تلك العلائق والتشابكات لم تعد قائمة بفعل عوامل الزمن ولذلك من المنطق أن يقوم المؤتمر بإعادة ترتيب نسقه التنظيمي وأن يعي الحلقات المفقودة في بنيته التنظيمية والمؤسسية وفي حلقات التطور التي يتحدث عنها الفكر الإنساني، ولذلك فالذي يحدث اليوم ليس من الضرورات التي يتطلبها البناء، ولكنه استعراض في ظاهره حتى تمرَّ العاصفة، بيد أن مواجهة العاصفة التي تتهيأ في رحم الغيب تتطلب قدرات نفسية ووجدانية وثقافية وقدرات مادية، وأمام مثل ذلك من المنطق أن يقوم المؤتمر بترتيب نسقه البنائي حتى يتمكن من مواجهة العاصفة السياسية التي تنتظره في المستقبل لأنها لن تكون معتادة، وهي وفق ضرورات التبدل والتغيرات في العلاقات الجيوسياسية والديمغرافية لن تشبه شيئاً مماثلاً في ماضي المؤتمر التفاعلي، فالذي يحدث اليوم في المنطقة العربية بكاملها يجري وفق خطط واستراتيجيات تدرك من خلال المقدمات المنطقية النتائج المترتبة على المقدمات، ولذلك لن يتشابه الماضي مع المستقبل ولن يكون العدد معياراً للقوة وللوجود ولكن ستكون الرؤية والبناء المنظم، والتضافر المؤسسي، والفكرة هي معايير الوجود والقوة والنفوذ والصناعة للتاريخ وللمستويات الحضارية التي ينتظرها اليمن.
قد تكون ظروف نشأة المؤتمر فرضت واقعاً ظل سائداً عقوداً من الزمن، لكن ما حدث منذ عام 2007م الى اليوم قد أحدث تبدلات جمَّة، وعميقة في البناء الثقافي والبناء الاجتماعي، وفرض واقعاً حضارياً جديداً على البناء السياسي والبناء الأمني والعسكري، تغيرت المستويات المتعددة للحياة، وبالتالي لابد أن تتغير تبعاً لها الفكرة والمشروع والبناءات التقليدية لتواكب حجم التطورات التي حدثت في البناءات العميقة للمجتمعات التي عانت لسنين من ويلات الصراع السياسي والثقافي والصراع الحضاري الذي ظل ينازع الذات العربية وجودها وهويتها وينازعها في تفاعلها مع الزمن والتاريخ، ونحن في اليمن أكثر شعوراً بذلك التنازع بعد أن عملت آلة الحرب وآلة الدمار كل هذا التشظي والتنافر والتضاد.
لقد أصبح المؤتمرفي ظل كل المتغيرات والتبدلات التي شهدها اليمن مطالباً بالتبدل والتغيير، والاهتمام بإعادة تعريف نفسه بصورة تواكب المرحلة، لا بصورة تجترُّ النقاط المضيئة في الماضي المشرق، فهو على أعتاب زمن جديد شهد هزات ثورية عميقة، وقادم الى المستقبل برؤية جديدة ومفهوم جديد، والوصول الى المستقبل لن يكون أمراً سهلاً، طالما وظل يدور في رحى الماضي دون أن يتفاعل مع دوائر التطور ويقوم بتحديث وتنميط دائرة الفكر والثقافة لتسدَّ فراغاً في الوجدان المؤتمري ظل منذ زمن ينشد الاكتمال ولا يجده إلاّ عند الغير، ففي الماضي تكامل مع الاخوان، واليوم يتكامل مع أنصار الله، وهو يملك القدرة على أن يكون نفسه دون حاجته الى كيان آخر ليكتمل معه.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:00 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50735.htm