الميثاق نت -

الإثنين, 19-يونيو-2017
زعفران المهنأ -
حشود وحشود من الاجساد نشقها شقاً في زيارة قصدنا بها وحدة غسيل الكلى بمستشفى الثورة.. من جميع المحافظات لهجاتهم ذوبتها آلامهم وفقرهم وغناهم وقف عاجزاً أمام وحشية الفشل الكلوي التي نهشت أجسادهم.. افسحوا لنا الطريق وقلوبنا تشق داخلها شوارع الحزن مع الحمد لله على نعمة العافية صغرنا كثيراً امام أنفسنا فنحن اتينا لنقدم لهم كلمة شكر لانهم الاقوى سمعنا من بين الزحام اصواتاً تطلب ان نبحث عن العلاج الذي ينقصهم، ونحن نقدم تلك الهدايا همساتهم بأن نطلب من المسؤولين إضافة اسره من أجل ان تزداد عدد مرات غسيل الكلى.. وذلك الصوت يبكي لماذا لم نجرؤ على السؤال ولكن نظراتهم مع دموعهم قرأنا قصة مأساة مصاريف مواصلات وإيجارات فهم قادمون من الارياف.. خمسة غرف تحتوي على «40» كرسياً للغسيل مقابل 500 شخص يحتاج للغسيل في اليوم الواحد.. كانت مساهمتنا لهذه الاسره الاربعين كالخيط عندما يدخل ويخرج من الماء لاحقتنا.. العيوان والاصوات التي تدعو والتي تشتكي والتي تتهمنا بأننا كباقي المؤسسات اتينا نتاجر بألامهم ونحن في طريقنا الى الاداره ليتم تجهيزنا لزيارة قسم العنايه المركزه والادارة لاتختلف كثيراً عن المرضى فوجعهم مدبل بين نقص الامكانات والعلاجات وانعدام الرواتب فهم بين صراع اولوياتهم وبين أوليات المرضى.. ارتدينا لباس تعقيم لنخطو خطوات لهذا القسم الذي يحتوى على خمس اسرة كل من يرقد عليها بينه وبين لقيا الله جهاز التنفس ونحن بعيدين عن الله وهو يمدنا بصحة والعافية.. همست في آذاننا إحدى الممرضات بأن ذلك السرير في الزاوية ترقد امرأة نازحة من تعز بين الحياة والموت لاتملك قيمة إبرة دوماً نجمع لها قيمة العلاج الاسعافي ولا نستطيع توفير العلاج لها.. اقتربنا منها قبلنا يديها فتحت عينيها وأغمظتها وكأنها تقول لنا مالي بكم أنا بين يدي اللطيف القدير.. توجهنا الى حيث سيارة السلال الغذائية لم نملك مبرر لضآلة ما احتوته سيارتنا فهي محددة بأربعين سريراً وحول السيارة قرابة ثلاثمائة شخص البطائق الخاصة بالغسيل تسبق السنتهم ونحن ايضاً نحتاج مرض وغياب رواتب وتكاليف سفر الحق يقال ما لتفت يميناً ولاشمالاً إلا ورجال الأمن يحاولون التنظيم بكل رفق وعيونهم تحدثنا بأنهم يعتبرون أنفسهم على جبهة من جبهة الحفاظ على الوطن وهم يعيشون نفس هموم أولئك المرضى غياب رواتب وضبابية رؤيا في تحسن الاوضاع شارفنا على الانتهاء ونحن نفهم الجميع بأننا ضيوف على مبادرة اول خطوة التي اسسها الشاب مالك الصنعاني وطاقمه المتميز وبجهود ذاتية مع تعاون بعض التجار ومياه حدين وبنك اليمن والكويت وفاعلة خير عربية شكراً لك مالك انك اتحت لنا هذه الفرصه نحمد الله على الصحة والشكر الخاص لوالدتك التي ترافقك كأحد افراد طاقمك.. واتمنى من كل إنسان ان يذهب بنفسه ويساهم ولو بالماء في رمضان وغيره.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50736.htm