الميثاق نت -

الإثنين, 19-يونيو-2017
د.عبدالرحمن أحمد ناجي -
لامني ومازال يلومني الكثير من الأصدقاء والزملاء وكذلك الأبناء سواء منهم من كان من صُلبي أو من طلاب العلم الذين أكرمني الله بأن يتتلمذوا على يدي، لعدم تقدمي خطياً بمطالبة الرئيس الصالح بما يرون أنها حقوق مستحقة لي في ذمته؟!، ولعل ألسنتهم تنطلق بذلك اللوم والعتاب الشديد حينما يفتحون أفواههم دهشةً وعجباً وحسرةً وألماً وهلعاً كلما مرت أعينهم على سيارتي الغالية، والتي لم يَعُد فيها مليمتر واحد سليم أو يَسُّر الخاطر منذ العام 2011م، في كل جوانبها وزجاجاتها ومن أعلاها ومن أسفلها، والتي يجرحني منهم وصفهم لها بأنها لم تعد صالحة للاستهلاك الآدمي، وأنه يتملكهم الرعب كلما شاهدوني أسير بها، وما من أحد منهم إلا ونصحني بالاستغناء عنها حفاظاً على حياتي، وهم لا يدركون حجم مكانتها وقيمتها عندي، ففي البدء قادتني إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة في مثل هذه الأيام من شهر رمضان المبارك بعد أشهر معدودة من مرافقتها لى والتصاقي بها في العام 2009م، ثم كابدَت وتصدَت وتلقَفَت معي كل مظاهر القُبْح والسفاهة والوقاحة والانحطاط الأخلاقي من الآخرين الذين ساءهم وأوجعهم كثيراً ما يجري علي لساني معبراً عن مكنونات قلبي وما يخطه قلمي دفاعاً مستميتاً عن وطني في مواجهة كل من يتربص به ويتأبط به شراً منذ ذلك العام.
وسيظل ردي ولآخر نبضة يخفق بها قلبي على كل أولئك وغيرهم ممن مازال يحبس ويكتم ذات السؤال في صدره دون أن يبوح به لي : إن كنت أجيراً لدى الرئيس الصالح أو كنت مكلفاً منه شخصياً بصورة مباشرة أو من أحد أعوانه بصورة غير مباشرة بكل ما يخطه قلمي أو ينطق به لساني منذ العام 2011م وحتى يأذن الله لروحي بمفارقة جسدي، فقد حق لي حينئذ مطالبته خطياً بأجري نظير ما استأجرني له، أما إن كان لساني وقلمي مسخرين للبوح بما يختلج في صميم قلبي ووجداني وللتعبير عن قناعاتي العميقة الراسخة التي أراها تنتصر للحق، وبالكيفية التي تخدم وطني العظيم، فحينئذٍ يكون الجزاء المأمول والمثوبة المرتجاة والمطلوبة والمتعشم بها من الله وحده دون أحد سواه.
والله وحده على ما أقول شهيد، ولله وحده الفضل والشكر والمنَّة علي كل أحوالي وعلى كل ما كتبه وقدره لي من ابتلاءات جسام، ولو أن أحداً في العالمين يملك دليلاً واحداً على أنني نطقت أو كتبت عكس ما أنا مقتنع ومؤمن به، طلباً لمصلحة دنيوية أو لهثاً وراء مغنم فله الإذن المطلق مني ومباركتي التامة بنشر وتعميم ذلك الدليل على كل من في الكون، وكررتها في كل مجالسي وحواراتي الثنائية أو الجماعية التي خضتها مع من أعرفهم ومن لا أعرفهم.. حتماً سيتبدل موقفي للنقيض تماماً وبزاوية 180 درجة من الرجل في حالة واحدة فقط، وهي أن ينجح أحد في إثبات موثق بالأدلة القطعية، والبراهين التي لا تقبل الدحض أو التشكيك، والحُجَجْ العقلية الموضوعية الدامغة التي تستقيم مع مقتضيات المنطق أن هذا الرجل خائن لوطنه وعميل مرتزق مرتهن للخارج، وأنه من الصنف الذي يمكن شراء ذمته بالمال، وأنه بذلك السوء والقبح والبشاعة التي يصفه بها أعدائه، سواء ممن كان منهم يوماً ما من أقرب المقربين إلىه، أو ممن يبغضونه ولا يطيقون حتى سماع اسمه أو رؤية ملامحه ممن هم في سن أبنائه وأحفاده رجماً بالغيب مما نقله إلىهم عنه من يدَّعون معرفتهم التامة به من الرموز المقدسة لديهم التي لا يداخلهم شك في ذمتهم وأمانتهم وعدالتهم وإنصافهم فيما يشهدون به ضد الرجل.
أما أن يأتي من يقول إنه أخطأ في كذا وكذا وكـذا، فسأزيد عليه بأنه من المؤكد ومن المسلَّم به أن للرجل ليس فقط أخطاء بل وأخطاء جسيمة جداً بعضها لا يُغتفر، كتقريبه للنكبة (هادي) في أعقاب حرب 1994م وتصعيده له لاحقاً لمنصب نائب رئيس الجمهورية وترقيته في أواخر أيام حكمه لرتبة المشير، وتسميته بديلاً توافقياً له خلال مرحلة انتقالية مدتها عامان، وظهوره مرتين خلال أسبوع واحد من مشفاه في الولايات المتحدة الأمريكية قبل حلول موعد الانتخابات ليحُثَّ ويدفع مواطنيه للتوجه لصناديق الاقتراع لانتخابه رئيساً، بعد أن أيقن ووصل لقناعة مؤكدة أن الرجل لا يمتلك أي شعبية مطلقاً ولو في الحدود الدُنيا، وأنه بدون دعمه ومساندته له فإن عدد المقترعين في تلك الانتخابات سيكون فضيحة بكل المقاييس، وستظل مثل تلك الأخطاء نقاطاً سوداء في سيرته الذاتية للأبد، وهو نفسه لا يُنْكرها ولا يحاول التنصل عنها، كما لا يستنكف عن إحصائها وسردها والاعتراف بها، فهو في نهاية المطاف بشر، ومَن مِن البشر لا يخطئ ولا تتنازعه مزيج من نوازع الخير ونوازع الشر، ومَن مِن البشر لا تتجاذبه الملائكة والشياطين والنفس الأمَّارة بالسوء، ومَن مِن البشر يملك أن يصف نفسه أو تصفه الناس بأنه خيرٌ مُطْلق أو شرٌ مُطْلق، فكل ابن آدم خطَّاء وخير الخطاءين التوابون- أو كما قال الحبيب المصطفي صلى الله عليه وآله وسلم.
والرئيس الصالح لم يعد بحاجة لمن يمتدحه أو يعدد مناقبه خصوصاً بعد أن ترجَّل عن كرسي الرئاسة وغادر القصر الرئاسي، وصار الأمر أمانة في ذمم وأعناق المنصفين من كتاب التاريخ، فمهما ستكون الهبة المالية التي سيغدقها على مادحيه والمثنين عليه والمتزلفين له فهي لا تستحق الذكر ولا تقارن مع ما كان عليه حاله مع أمثال أولئك وهو مازال رئيساً للجمهورية، ولو كان العبد لله من فئة المنافقين الانتهازيين والمتزلفين الوصوليين من الأبواق المأجورة التي تُرَتِّل الترانيم في محراب أولياء نعمتهم ممن يدفعون أكثر، فتجدهم كل يوم في شأن، بوصلتهم في كل ذلك وعلى الدوام هي الحفاظ على مصالحهم والهرولة خلفها أينما حلت ودونما خجلٍ أو حياء، وهؤلاء هم من يعرضون ذواتهم وألسنتهم وأقلامهم في سوق النخاسة المقززة لكل من يستطيع الاستحواذ عليها بسعر أعلى، فيسيرون مغمضي الأعين وفقاً للكيفية والاتجاه الذي يرسمه لهم سادتهم..س أقول لو كان العبد لله من أولئك لما كان حاله -والحمدُ لله- على ما هو عليه اليوم، ولكان ممن حصلوا على نعيم جنتهم في دنياهم، غافلاً عن حقيقة الوقوف بين يدي الله يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ.
وقبل العام 2011م لم يكن يخطر ببالي قط ولا حتى في أحلامي، ولم يكن مما أطمح إلىه أو أسعى نحوه، أن أنطق أو أكتب بحق هذا الرجل حرفاً واحداً في أي وسيلة إعلامية، ولم أكن أتخيل حجم الإيذاء الجسدي والنفسي الذي تعرضت ومازلت أتعرض له ثمناً لما أحمله له من مشاعر فياضة جياشة ملكت قلبي وعقلي ووجداني ممن اعتبروني عبداً مملوكاً له أو صنفوني لأتباعهم ومريديهم بوقاً يأتمر بأمره، ممن مازالوا مستعدين أن يقسمواً بالله يميناً مغلظة بأنني إنما أتخذه رباً يُعْبَد من دون الله، أولئك الذين رجموني زوراً وبهتاناً بأنني حصلت على الدكتوراه بقرار منه، وأنني وفق ما يزعمون أعمل إما في الأمن السياسي أو الأمن القومي، وأن ظهوري الإعلامي منذ أن انقلبوا عليه لم يكن عفوياً بل كان مدفوع الأجر سلفاً، ولو بوعد موثق لديهم بالتعيين في منصب رئيس الوزراء !!!!!، وهم هم الذين عاشوا في نعيم جنته وأغدق عليهم المنح والهبات والعطايا، واغترفوا من فيض جوده وكرمه، فلما ظنوا أن الدائرة ستدور عليه، وأنه حتماً ستُطوى صفحته، ولَّوا أعناقهم عنه وقذفوه بما لم يقذفوا به الشيطان الرجيم ذاته.
ومما يجدر بالذكر في هذا المقام، أن أحد جيراني من كبار الضباط المتقاعدين أدهشني وآذاني إيذاءً شديداً وهو يُقْسِم أكثر من مرة أيماناً مغلظة كلما التقيت به في العام 2011م بأنني أتقاضى رسمياً وبصورة موثقة لدى مصادره مبلغ ثلاثمائة ألف ريال مقابل كل ظهور إعلامي لي في قناة (اليمن) أو (سبأ) الحكوميتين الرسميتين، فعرضت عليه عرضاً سخياً بأن أحرر له وثيقة رسمية ممهورة بتوقيع وختم عاقل الحارة وقسم الشرطة وموثقة في المحكمة أمنحه بموجبها ثلثي كل مبلغ تقاضيته وفق ما يزعم أي مائتي ألف ريال، وأن أكتفي بالحصول على مائة ألف ريال أي ثلث المبلغ الذي يُقْسِم بالله على حصولي عليه عقب كل مقابلة تلفزيونية، إن هو أطلعني على نسخ مصورة من مصادره لكل توقيع رسمي لي يُفيد باستلامي تلك المبالغ، فبُهِتَ الرجل ولم ينطق بعدها بكلمة.
ولأن كل إنسان يرى بعين طبعه لذلك لم يصدق عبيد الريال والدولار والجاه والسلطان أن يوجد من البشر من يحمل للرجل حُباً حقيقياً خالصاً مخلصاً لوجه الله، حُباً منزهاً عن كل مصلحة دنيوية رخيصة تافهة زائلة، وأقصى ما يمكن أن يتساءل به المنصف منهم : ماذا جنيت من الرجل؟!، وما الذي يعود عليك نظير تطبيلك الدائم وتمجيدك المستمر له ووقوفك الصلب معه؟!، ما هي الغنيمة التي اكتسبتها ؟!، وما هي الفائدة التي تحققت لك من وراء كل ذلك ؟!، حتى سيارتك المشهود لها بأنها أقبح سيارة تسير «دَهْفَة» على ذلك الحال بسببه؟!، ويذهب البعض من الزملاء الأكاديميين المسبوقة أسماؤهم بحرف الدال إلى أن تلك السيارة بتلك الحالة التي يرثى لها ليست سوى نوع من أنواع التمويه لصرف العين خشية الحسد، وأنهم على يقين أن للعبد لله سيارة أخرى فارهة تطير بجناحين، فأبتسم من أعماق قلبي وأتمنى عليهم ساخراً ومتهكماً أن يدلوني عليها وعلى القصر الذي يفترض أن يملكه من يملكها، ويتناسى أولئك ويتغافلون عن حقيقة أن الله قد وضع في أعناقنا جميعاً نحن الأكاديميين من أساتذة الجامعات ونحن نحمل تلك الدرجة العلمية الرفيعة أمانة تبصير الناس وتنوير عقولهم بما نرى فيه خيراً وصلاحاً لهم، حينما يلتبس الأمر عليهم، ويختلط عندهم الحق بالباطل فيعجزون عن الفصل بينهما.
يا هؤلاء يشهد الله من فوق سابع سماء وهو متربع على كرسي العرش أن لساني وقلمي ليسا مرتهنين لأحد من البشر كائناً من كان، وأنني أبتغي في كل ما ينطق به لساني أو أخطه بقلمي مرضاة الله وحده، دفاعاً مستميتاً مستعذباً عن (اليمن) العظيم، وهو الذي أعشقه بكل ذرة من كياني روحاً وجسداً، وهو الذي لا أجد له مثيلاً ولا نظيراً في كل أقطار الكون، وهو الذي أحمد الله على أنه خلقني منتمياً إلىه معجوناً بغرامه وهواه، فكانت تلك من بين أعظم النعم التي اختصني وأكرمني بها.. يا هؤلاء إن كنتم تملكون أدلة وبراهين على ما تدَّعونه من أن الرئيس الصالح يعمل ضد هذا الوطن الأغلى والأكرم فانشروها في كل منبر إعلامي تملكونه أو يتعاطف معكم، حينها فقط ستتمكنون من انتزاع محبته انتزاعاً من قلبي وعقلي وكذلك من قلوب وعقول الملايين من محبيه، وحينها فقط ستطوون صفحته وسيرته للأبد وستنعمون في مراقدكم بنومٍ هانئ خالٍ من كل المنغصات والكوابيس التي باتت تقض مضاجعكم منذ اللحظة التي سوَّلت لكم فيها أنفسكم المُعتلة عض يد الرجل والانقلاب عليه وهو الذي طالما أكرمكم وقربكم إلىه، ومنذ اللحظة التي أجمعتم فيها على بذل محاولاتكم البائسة اليائسة بتحويله في أعين الناس إلى شيطان رجيم بعد أن كنتم تسبحون في فلكه آناء الليل وأطراف النهار، وتصورونه للناس من الملائكة المطهرين.. ولله وحده الأمر من قبل ومن بعد.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50740.htm