كلمة الميثاق - ثورات ربيع الفوضى العربي الذي ضربت أعاصيره الهوجاء اليمن ودولاً عربية مطلع 2011م وتحول إلى دوامات عاصفة مشكّلة في مسارات دورانها خليطاً عجيباً من الارهاب والصراعات العبثية المناطقية والطائفية والعرقية والحروب الدموية المدمرة.
اليوم ونحن في العام السادس لأحداثه التي أحرقت الاخضر واليابس ودمرت دولاً وقتلت وأبادت وشردت ملايين العرب والمسلمين، علينا أن نعترف بأن منفذ مخطط ربيع الفوضى والارهاب هو تنظيم جماعة الاخوان المسلمين وبقية التنظيمات الإرهابية التي خرجت من مشلح النفط السعودي القطري الخليجي مصدر الفكر والتمويل فاستحقت هذه الجماعة براءة الاختراع الذي اطلقه أحد شيوخ الإخوان أحد قادة فرع تنظيمهم في اليمن «حزب التجمع اليمني للإصلاح» في ساحة الجامعة بعد خروجه من اجتماع دعا- في عام ربيع الفوضى الأول- إليه علماء اليمن رئيس الجمهورية آنذاك رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح بهدف وأد الفتنة قبل استفحال شرورها رافعاً بيده القرآن الكريم مطالباً بالاحتكام إلى كتاب الله والالتزام بأوامره في الاصلاح بين المسلمين والعودة عن الفوضى وثقافة العنف والإرهاب إلى ثقافة التسامح والتصالح والحوار، في سعيٍ صادق إلى تجنيب ويلات شرور هذه الفتنة، المحقق للأمن والاستقرار والسلام في يمن الحكمة والإيمان.
فما كان من الإخواني ذي اللحية الحمراء الا الذهاب مسرعاً إلى ساحة اعتصام الشباب المغرر بهم ليصب المزيد من الزيت على النار وينتقل بنار الفوضى إلى طريق اللاعودة لإحراق كل شيء وهدم المعبد على رؤوس جميع اليمنيين.
لقد تحدث ذلك الإخواني بلغته الخطابية التحريضية المسمومة التي لم تخفف من خطر ابتسامته الخبيثة وادعائه الإحراج بأن الشباب قد تفوق عليه ويستحقون على مادُفعوا إليه تحت مسميات وشعارات ثورات الفوضى الخلاقة براءة اختراع شعوذاته .. بينما كان يفترض به إن كان شيخاً وعالماً مسلماً ان يضع الشباب في حقيقة اجتماع رئيس الجمهورية، مهدئاً الاوضاع، مهيئاً من موقعه الديني والاجتماعي والحزبي والسياسي لانعطاف نحو حوار بين كل الاطراف السياسية يصب في صالح تجنيب اليمن ويلات فتنة الفوضى والإرهاب والصراعات وبما يحفظ وحدته وأمنه واستقراره وحتى يعم السلام كل ربوعه .
الأسوأ والأدهى أن تنظيم الإخوان لم يكتفِ بكل ما قام به من إرهاب ودمار وخراب أوصله إلى الفشل والسقوط بل ومهَّد الطريق للعدوان الخارجي على اليمن المتمثل بالتحالف السعودي الاقليمي والدولي الذي تحول إلى حرب إبادة قذرة للشعب اليمني هدفها تدمير كل شيء بناه وشيده اليمنيون طيلة مئات السنين من تاريخهم الحضاري القديم والمعاصر.
بعد هذا كله: الاخوان الارهابيون.. إلى أين ؟!.. بكل تأكيد البداية تحدد النهاية.. وما بُني على باطل فهو باطل.
|