الميثاق نت -

الثلاثاء, 11-يوليو-2017
فيصل الصوفي -
الرئيس الأمريكي ترامب يعطس، والملك سلمان يصاب بالزكام.. وقت الأصيل يعلن البيت الأبيض أن ترامب ممغوص، فلا يأتي المغرب إلا وقد أصيب آل ثاني بالزحار.. يقرر ترامب زيارة السعودية، فيتحول الملك سلمان إلى رئيس لجنة تحضيرية، تجهز مراسم الاستقبال الكبير، وترتب مقرات الإقامة، وتستدعي له الملوك والرؤساء الذين سيجتمع بهم لإلقاء الأوامر والوصايا.
تأتي السيدة ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة إلى إمارة خليجية، فيفدون إليها من الرياض وملحقاتها سراعاً، ويظهرون في يوم سبتهم شرعاً لصائدة السيادة والمال والكرامة وحقوق المستعمرين .. هي عادة بدوية لها تاريخ، فقد كان كلينتون يسعل وفهد يصاب بالحمى، بوش يخافت وآل الصباح يؤذنون، بطن أوباما تنتفخ، وآل خليفة وزايد يضرطون.. ثم يتساءل الحيران: لماذا كلما جاءت انتخابات بريطانية أو إسرائيلية أو أمريكية، يجن هؤلاء ويبددون ثرواتهم حتى في الانتخابات الأمريكية، وإعلامهم يدوخ المواطن العربي، بالفروض والاحتمالات والتصريحات والتحليلات الاستراتيجية جداً، حول ما هو مصيرنا لو تغلب حزب العمال على المحافظين؟ وماذا لو فاز المرشح الديمقراطي؟ كيف ستمسي دولنا لو كسب المرشح الجمهوري؟ ما وضع الضفة والقطاع إذا كسب الليكود؟
الجواب واضح.. يدركون أن الممسكين بعقالاتهم العربية الأصيلة، موجودون في البيت الأبيض، وفي المكتب البيضاوي أولاً.. الرئيس الأمريكي الجديد ترامب زار السعودية وحضر أرواحهم وأجسادهم في يومين، و»نعث» خليجهم «نعثة» صغيرة، بمجرد طرحه أمامهم نقطة واحدة من نقاط ضعفهم أمامه.. الإرهاب.. فكيف لو ضغط بقضايا موجعة لهم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ لكن بوصفه تاجراً ومراباً كبيراً لم يهتم بهذه قدر اهتمامه بزبائن شركاته التجارية وفنادقه ومنتجعاته الترفيهية، وهم غالباً نفاطية أثرياء.. في المساء يؤيد الحصار السعودي على قطر، ويؤكد أن لديها تاريخاً عريقاً في دعم الإرهاب، وفي الصباح يتجهز لاستقبال الزبون القطري الذي سيشتري 32 طائرة إف 16 جديدة.
رئيس أمريكي جديد لا يعني سوى أن ملكية العبيد قد انتقلت إلى مالك جديد، رئيس أمريكي يعني بالنسبة لهم رئيس الدولة المتحكمة بالنفط والمال والقرار، الرئيس المبقي المزيل الخافض الرافع الراضي الغاضب، رئيس جمهورية الإف 16 والباتريوت والحاملات والمسقطات، والتكنولوجيا المتقدمة والإعلام المدوي، والمخابرات التي لو شاءت انقلاباً في قطر مثلاً يمكنها انجازه.. بزيارة واحدة أربكهم ترامب، ومن قضية واحدة، هي الإرهاب، سلبهم مئات مليارات الدولارات، وسلبهم معها الأخوة العربية والنخوة والكرامة، وهز اتحادهم الخليجي وتضامنهم الإسلامي.. شرخهم، وجعلهم يتصايحون: أنا ضد الإرهاب، وجاري يموله.. كل واحد منهم يفضح الثاني، أنت ممول للإرهاب، قال لا أنت الداعم للإرهاب، وكلهم في الحقيقة سواء، ومحنتهم أنهم جميعاً ممولون وداعمون وناشرون للإرهاب، ولا يستطيعون التحرر منه بسلخ جلودهم.. هي «نعثة» ترامبية مخططة، لا تنفع معها مساعي الكويتي ولا تضرها تويتيرات قرقاش، وفقط السيد ترامب على جمعهم في البيت الأبيض لو يشاء قدير، وسيحل القضية بكلمة واحدة منه، لكن متى؟ هذا أمر في علمه هو.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50910.htm