معمر احمد عبد اللطيف راجح - هناك الكثير من الحقائق و المعطيات والتصريحات التي أطلقت بالأمس أو نسمعها اليوم والتي تؤكد ان دولة قطر تمول الجماعات الارهابية سواء كانت تلك الجماعات متفق عالميا على تصنيفها كجماعات إرهابية كتنظيم القاعدة وداعش والنصرة او جماعات لم يتفق عليها كجماعة الاخوان المسلمين و حماس وحزب الله التي مازالت حتى اليوم عند بعض الدول تنظيمات غير ارهابية .
فعملية تمويل قطر لتلك الجماعات أصبحت حقيقة مؤكدة ولكن مانريد ان نصل إليه ونوضحه هو هل تمويل وارتباط دولة قطر بالجماعات الارهابية يتم بتنسيق وتوجيه من حليفتها الولايات المتحدة الامريكية ام ان ذلك التمويل والارتباط هو سياسة خاصة لدولة قطر بعيده عن حلفائها الغربيين ؟
اعتقد ان الإجابة على هذا السؤال ووفقاً لبعض الحقائق والمعطيات تؤكد ان دولة قطر تلعب هذا الدور بتنسيق وتوجيه أمريكي، فمن ضمن الحقائق على تورط قطر وأمريكا في تمويل للجماعات الارهابية ما ذكره حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق لدولة قطر في مقابلته الاخيرة مع قناة PBS فقد أكد ان ما تعمله قطر من ارتباطات وتمويل للجماعات الارهابية كان بموافقة وتوجيه أمريكي لدولة قطر وذكر بعض الحوادث بقوله: “قبل إجراء الانتخابات الأولى في فلسطين، طلب منا الأميركيون أن نتحدث إلى حماس لدفعها باتجاه المشاركة في الانتخابات”.
أما بخصوص استضافة الدوحة لعناصر من حركة “طالبان”، فأشار بن جاسم إلى أنّ الولايات المتحدة طلبت من قطر استضافة خمسة عناصر من الحركة لكي يقوموا بمفاوضات، وتابع: “شعبنا سيكون سعيداً إذا أرادت الولايات المتحدة استرجاعهم”.
تلك التصريحات دليل على ان أمريكا تستخدم قطر وثروتها المالية في إيجاد علاقات بين قطر مع جماعات متهمة بالإرهاب او إرهابية تستطيع أمريكا فيما بعد استثمار تلك العلاقات عند اللزوم والاحتياج.. لذلك فعملية مشاركة حماس في الانتخابات الفلسطينية امر لم يكن في صالح حماس والفلسطينين نتيجة لما أحدثته تلك الانتخابات من انقسامات بين الفلسطينيين وكذلك مشاركة اخوان مصر في الانتخابات الرئاسية المصرية وفوز مرسي لم يكن في صالح الحركة والتي كانت قد اتخذت القرار السياسي في بداية الامر بعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية باعتبار ان التوقيت للمشاركة كان غير مناسب للجماعة ولكن قطر اقنعت جماعة الاخوان بضرورة المشاركة ليحدث ما حدث بحسب توجيهات المخرج الامريكي ذلك من جانب ومن جانب آخر ان دولة قطر تتواجد فيها ثاني اكبر قاعدة أمريكية عسكرية والتي تشارك قطر في الإنفاق العسكري عليها وتوفر على الاقتصاد الامريكي تكلفة الإنفاق.. من غير المنطقي ان تقوم قطر بتمويل جماعات ارهابية بدون موافقة ومشاركة وعلم الادارة الامريكية ومخابراتها بذلك التمويل كون قطر تدرك ان من الخطر ان تمارس سياسة لا ترغب فيها أمريكا خصوصا وانه تتواجد على اراضيها قاعدة أمريكية فيها عشرة آلاف من الجنود الأمريكيين يقارب عددهم عدد الجيش القطري فهذه القاعدة قادرة على استعمار قطر خلال ساعات لذا فليس من السياسة الناجحة والجيدة ان تمول قطر جماعات ارهابية بدون تنسيق مسبق مع الادارة الامريكية ..
ومن جانب آخر فإن اتهام فرنسا لقطر بتمويلها جمعات ارهابية في دولة مالي اثناء حرب فرنسا على الجماعات الإرهابية قبل عدة سنوات اتهام سرعان ما تخلت عنه فرنسا وتناسته كون المخابرات الامريكية أشعرت فرنسا ان هذا الدعم والتمويل القطري هو بتوجيه وسياسة منهم، وان انخراط دولة قطر مع تلك الجماعات هو من أجل أن توفر لهم معلومات عن تلك الجماعات الإرهابية مع توجيهها بعض التوجيهات الخاطئة التي من شانها ان تشوه صورة الاسلام وكذلك مكن قطر من القيام بعملية وسيط بين الجماعات الارهابية عندما يحتاج المجتمع الدولي لوسيط لحل بعض المشاكل وتحرير أسرى يقعون في أيادي جماعات ارهابية مثل الراهبات في سوريا وغيرها من العمليات التى استطاعت قطر استرجاع كثير من الأشخاص من قبضة الإرهابيين بواسطة دفع الفدية وغيرها من السياسات.
وهكذا يبدو ان الدور الذي تلعبه قطر أشبه بزراعة الجواسيس والمخبرين في الجماعات الإرهابية..
وعلى ذلك تخلت فرنسا عن اتهام قطر بتمويل الإرهاب بالرغم من ان الحصار والمقاطعة التي تفرضها بعض دول الخليج اليوم كانت فرصة لفرنسا لتجديد هذا الاتهام لدولة قطر ولكنها لم تفعل ذلك بل نجدها تدعم الوساطة لحل الخلاف بين دول الخليج ورفع الحصار او المقاطعة لدولة قطر كما قامت بتنفيذ مناورات عسكرية فرنسية قطرية أزعجت السعودية والإمارات بشدة.
ومن تلك المؤشرات أيضاً التي توكد على وجود التنسيق الكامل بين قطر وأمريكا في تمويل جماعات ارهابية التناقض الذي نشاهده اليوم في مواقف مسؤولي الادارة الامريكية بخصوص اتهام بعض دول الخليج ومصر لقطر بتمويل الإرهاب فموقف أمريكا متذبذب ويقع في المنطقة الرمادية ناهيك عن ان أمريكا أطلقت التصريحات الرمادية والمتناقضة بشأن اتهام تمويل قطر للإرهاب بعقد صفقة بيع طائرات إف ١٥ لدولة قطر وكذلك اجراء تدريبات ومناورات عسكرية بحرية أمريكية قطرية وهذه أدلة واضحة على رفض أمريكا لفكرة اتهام قطر بتمويل الإرهاب في الباطن السياسي الامريكي، وبالرغم من ان أمريكا تتزعم محاربة الإرهاب الا انها لم تدرج قطر ضمن الدول التي ترعى الإرهاب مثل ايران وسوريا باستثناء تلميح بسيط وعلى استحياء في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الامريكية ذكر ان هناك بعض الكيانات والأشخاص القطريين يعملون بتمويل جماعات ارهابية بعيداً عن علم دولة قطر بذلك..
تلك المعطيات والمؤشرات السابق ذكرها توكد حقيقة ان دعم وتمويل دولة قطر للجماعات الإرهابية كان ولايزال بتنسيق وإشراف المخابرات الامريكية
|