الميثاق نت -

الإثنين, 17-يوليو-2017
إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ .. ‬ -
هكذا‮ ‬تعلمنا‮ ‬من‮ ‬التاريخ‮ ‬والأحداث‮ ‬،‮ ‬بأن‮ ‬الأزمات‮ ‬والحروب‮ ‬والصراعات‮ ‬والاضطرابات‮ ‬السياسية‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬بلدٍ‮ ‬ما‮ ‬،‮ ‬عادةً‮ ‬ما‮ ‬تكون‮ ‬المقدمات‮ ‬لظهور‮ ‬الزعامات‮ ‬الوطنية‮..‬
وهكذا أخبرنا التاريخ ، وأخبرتنا الأحداث ، بأن الأوضاع السياسية في اليمن ، قبل 17 يوليو 1978م ، كانت في حالة من الاضطراب الشديد ، حيث تم اغتيال اثنين من رؤساء شطر اليمن الشمالي خلال فترة قصيرة جداً ، وهما الرئيس إبراهيم الحمدي ، والرئيس أحمد الغشمي ، وسبق ذلك‮ ‬انقلاب‮ ‬على‮ ‬الرئيس‮ ‬الإرياني‮..‬
وكل ذلك جعل الأوضاع في اليمن ، على صفيح ساخن ، وأدخلها في حالة من الاضطراب والإرباك الشديد ، وكان ذلك المشهد السياسي المعتم والمعقد ، يتطلب ظهور زعامة وطنية ، تتمتع بقدر كبير من الذكاء والدهاء والحنكة السياسية ، حتى تتمكن من إخراج الوطن من تلك الأوضاع السياسية‮ ‬بالغة‮ ‬الصعوبة‮ ‬والتعقيد‮..‬
وهذا ما حصل بالضبط ، حيث تدخلت القدرة الإلهية ، وساقت بأحد ضباط الجيش الأفذاذ ، إلى رأس السلطة ، بلا حولٍ منه ولا قوة ، وهو علي عبدالله صالح ، في ذلك الوقت ، وكان سلاحه الوحيد هو حب الوطن والشجاعة والإقدام ، لأنه عندما خاف الجميع وتراجعوا واسترهبوا كرسي السلطة ، الذي كان يلتهم كل من يجلس عليه ، أبى هذا القائد الشجاع ، إلا مواجهة كل التحديات ، وبما يمتلكه من شجاعة وإقدام ، تمكن من ترويض هذا الكرسي المرعب ، الذي حول حياة كل من فكر في الجلوس عليه إلى كابوس مخيف ، وتمكن هذا القائد الشجاع والمقدام من الجلوس عليه ، وتمكن من حلحلة الأزمات المحدقة بالوطن من كل جانب ، الأزمة بعد الأخرى ، ابتداء بحل القضايا الأمنية ، مروراً بتوفير الأمن والاستقرار ، وصولاً إلى حل الخلافات الخارجية مع الشطر الجنوبي سابقاً ، وبناء علاقات خارجية جيدة ، مع الدول الإقليمية والدولية ، بكل هدوء‮ ‬وحكمة‮ ‬ورباطة‮ ‬جأش‮..‬
ويبدو بأن التاريخ يعيد نفسه ، فها هي اليمن تغرق من جديد ، في بحرٍ من الأزمات والصراعات والفتن والقلاقل ، وصلت إلى حد العدوان الخارجي ، بعد تسليم الزعيم صالح للسلطة لأحزاب وجماعات الساحات ، في إطار ثورات الربيع العربي ، التي تندرج ضمن مخطط غربي إسرائيلي ، لزعزعة‮ ‬أمن‮ ‬واستقرار‮ ‬المنطقة‮ ‬العربية‮..‬
وأصبح الوضع يتطلب من كل أبناء اليمن ، الوقوف مع أنفسهم ، لمراجعة حساباتهم ، واستلهام العبر والعظات والدروس ، من يوم 17 يوليو 1978م ، ذلك اليوم المبارك الذي غير مجرى التاريخ اليمني ، من مربعات العنف والصراع والأزمات والاضطرابات ، إلى مربعات الأمن والاستقرار‮ ‬،‮ ‬والبناء‮ ‬،‮ ‬والتنمية‮ ‬،‮ ‬والديمقراطية،‮ ‬والحرية‮ ‬،‮ ‬والعدالة‮ ‬،‮ ‬والمدنية‮ ‬،‮ ‬والتطوير‮ ‬،‮ ‬والتحديث‮..‬
وما أحوج الشعب اليمني اليوم ، بعد أن ذاق ويلات الحروب والعدوان والصراع والعنف والإرهاب والتخلف والتراجع والفرقة والانقسام ، إلى الالتفاف حول زعامتهم الوطنية ، ممثلة بالزعيم صالح رئيس الجمهورية الأسبق ، رئيس حزب المؤتمر ، ذلك الزعيم الأسطوري في تاريخ اليمن ، الذي تمكن من توحيد اليمن شماله وجنوبه ، وتوفير الأمن والاستقرار ، ونقل اليمن نقلة تنموية وحضارية نوعية ، خلال فترة حكمه ، والذي لم يتردد في تسليم السلطة سلمياً ، في سبيل الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار الوطن..
إن زعيماً وطنياً يمتلك كل مواصفات الزعامة والقيادة ، تمكن من إخراج الوطن من الأزمات والاضطرابات والصراعات ، بحنكته وحكمته وإخلاصه لشعبه ، هو وحده من يستحق الإلتفاف حوله اليوم ، ليخرج الوطن والشعب من الحروب والصراعات والاضطرابات التي تعصف به اليوم..
طبعاً الزعيم صالح ، عندما سلم السلطة سلمياً ، سلمها بشكل طوعي ، وبقناعة كاملة ، وأكد بأنه لا نية لديه للعودة إلى الرئاسة مرة أخرى ، وهو دائماً يؤكد ذلك في كل خطاباته ومقابلاته ، ونحن عندما ندعو جماهير الشعب اليمني للالتفاف حول الزعيم صالح وحزب المؤتمر ، ليس الهدف من ذلك عودة الزعيم صالح إلى الرئاسة كما يظن بعض الأغبياء السياسيين ، لأن موقف الزعيم بهذا الشأن واضح وصريح ، لا لبس فيه ولا غموض ، ولكن الهدف من دعوتنا للالتفاف حول الزعيم صالح وحزب المؤتمر ، هو من أجل إخراج الوطن من مستنقع العدوان والحروب والصراعات‮ ‬والاضطرابات‮ ‬والانقسامات‮ ‬،‮ ‬ذلك‮ ‬المستنقع‮ ‬المأساوي‮ ‬الذي‮ ‬جرتنا‮ ‬إليه‮ ‬أحزاب‮ ‬وجماعات‮ ‬الساحات‮ ‬،‮ ‬بعد‮ ‬نكبة‮ ‬2011م‮ ‬المشئومة‮..‬
فالزعيم صالح بما يمتلك من حكمة وخبرة وحنكة سياسية ، وزعامة أسطورية ، وحزب المؤتمر بما يمتلك من مشروع وطني حضاري مدني سلمي ، تمنحه القدرة والأفضلية في المساهمة الفاعلة والجادة والصادقة ، لإخراج الوطن من هذا المستنقع المرعب ، الذي تجرع شعبنا فيه كل صور المعاناة‮ ‬والألم‮ ‬والمآسي‮..‬
وتمنحه‮ ‬القدرة‮ ‬على‮ ‬إعادة‮ ‬سفينة‮ ‬الوطن‮ ‬،‮ ‬إلى‮ ‬شواطئ‮ ‬الأمن‮ ‬والأمان‮ ‬والاستقرار‮ ‬،‮ ‬والحرية‮ ‬والديمقراطية‮ ‬والمشاركة‮ ‬السياسية‮ ‬،‮ ‬وصولاً‮ ‬إلى‮ ‬الاحتكام‮ ‬إلى‮ ‬صناديق‮ ‬الانتخاب‮ ‬،كوسيلة‮ ‬وحيدة‮ ‬للتداول‮ ‬السلمي‮ ‬للسلطة‮..‬
وبذلك فإن ذكرى يوم 17 يوليو ، ستظل ذكرى خالدة ومجيدة ومباركة ، في ذاكرة الشعب اليمني ، لأن ما رافقها من تطورات إيجابية في حياة المواطن اليمني ، تجعل منها محطة مضيئة في تاريخ اليمن الحديث ، يجب الاستفادة منها ، إلى أقصى حد ، من خلال أخذ العظات والعبر والدروس ، لعلنا بذلك نصل إلى محطة جديدة مضيئة ، مشابهة لمحطة 17 يوليو ، تساعدنا في الخروج من مستنقع الظلمات الذي نتخبط فيه اليوم ، وطالما والزعيم الأسطوري ، الذي ظهر في يوم 17 يوليو ، ما زال بين ظهورنا ، فهذه نعمة عظيمة من الله تعالى ، فنحن في أمس الحاجة إليه ، وإلى‮ ‬حكمته‮ ‬وخبراته‮ ‬وذكائه‮ ‬وحنكته‮ ‬السياسية‮..‬
ولن يكون ذلك إلا من خلال الإلتفاف حول هذا الزعيم، وحزبه الوطني الرائد ، حزب المؤتمر ، فمن أوصل سفينة الوطن في 17 يوليو 1978م ، التي كان تتلاطمها الأمواج والأعاصير ، إلى بر الأمان وشواطئ الحرية والديمقراطية ، نحن اليوم في أمس الحاجة لخبراته ومهاراته القيادية‮ ‬والسياسية‮ ‬،‮ ‬لإنقاذ‮ ‬سفينة‮ ‬الوطن‮ ‬،‮ ‬التي‮ ‬جرتها‮ ‬رياح‮ ‬العمالة‮ ‬والخيانة‮ ‬،‮ ‬مرة‮ ‬أخرى‮ ‬إلى‮ ‬وسط‮ ‬البحر‮ ‬تتلاطمها‮ ‬الأمواج‮ ‬والأعاصير‮ ‬من‮ ‬جديد‮ ‬،‮ ‬وإعادتها‮ ‬إلى‮ ‬شواطئ‮ ‬الأمن‮ ‬والحرية‮ ‬والديمقراطية‮ ..!! ‬
ولن أبالغ إذا قلت بأننا اليوم في أمس الحاجة إلى الزعيم صالح ، وليس للزعيم صالح أي حاجة إلينا ، فمتى أدرك الأغبياء السياسيون ذلك ، ووصلوا إلى هذه الحقيقة ، فعندها يمكننا الاستفادة من عظات وعبر ودروس يوم 17 يوليو ، وعندها يمكننا إخراج وطننا من الأزمات والصراعات‮ ‬والاضطرابات‮ ‬،‮ ‬التي‮ ‬تعصف‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬جانب‮ ‬،‮ ‬وعندها‮ ‬فقط‮ ‬سنكون‮ ‬قد‮ ‬وضعنا‮ ‬أول‮ ‬خطواتنا‮ ‬في‮ ‬الطريق‮ ‬الصحيح‮ ‬،‮ ‬طريق‮ ‬السلام‮ ‬والأمن‮ ‬والاستقرار‮ ‬والحرية‮ ‬والعدالة‮ ‬والبناء‮ ‬والتنمية‮ ..!! ‬
لكن وعلى ما يبدو بأن أولئك السياسيين الأغبياء ، ولعدة أسباب منها:- العمالة والولاء والتبعية للخارج ، وكذلك التعصب الحزبي والمذهبي ، والحقد وعشق السلطة ، لم يدركوا هذه الحقيقة بعد ، أو يدركونها لكن تمنعهم عمالتهم وتعصباتهم ، من القبول بها ، والتعامل معها .‮.‬
لذلك نقول، الشعب اليمني شب على الطوق ، وبات يمتلك من الوعي والثقافة والفكر ، ما يؤهله لإدراك هذه الحقيقة المجردة ، والتعامل معها والقبول بها ، وما نشاهده من إلتفاف جماهيري كبير حول الزعيم صالح ، وحول حزب المؤتمر، إلا دليل على ذلك ..
ودليل على أن الشعب اليمني على استعداد كبير ، لإستلهام عظات وعبر ودروس يوم 17 يوليو المبارك ، والاستفادة منها ، للخروج من هذا الوضع المأساوي والكارثي ، الذي أوصله إليه أولئك الأغبياء السياسيون ، من أحزاب وجماعات الساحات الاخوانية..
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50993.htm