الميثاق نت -

الإثنين, 17-يوليو-2017
عبدالرحيم‮ ‬الفتيح‮ ❊‬ -
تبدو الرياض في أزمة حقيقية وفي عجز حقيقي فيما يتصل بالملف اليمني وعلى مختلف الجوانب السياسية والعسكرية، إذ نجدها عسكريا وميدانيا تركت الامور لوكلائها يعبثون بالمسارات العسكرية الميدانية كما يحلو لكل وكيل من وكلائها سواءً تعلق الامر بما يسمى بـ المقاومة التي تدير معاركها وفق مزاج قادتها وتوجهاتهم وقناعتهم الشخصية، او تعلق الامر بما يسمى بالجيش الوطني الذي يخضع بدوره لقناعات قادته الميدانيين بغياب أي روابط عملياتية تجمع لديها مواقف هذه القوى، في ظل خيبة متراكمة تبديها قيادة هادي وحكومته، التي طالها الفشل من كل الاتجاهات بعد ان اتضحت مواقفها وغاية اعضائها الباحثين عن الثروة والدرجات الوظيفية ولا نحتاج لاثبات هذا، إذ يكفي ان نتابع اعضاء التنظيمات السياسية المتحالفة مع هادي في الداخل ومواقفهم من زملائهم في الخارج لنكتشف عمق الازمة والفجوة التي تعيشها هذه الاحزاب الحليفة‮ ‬لهادي‮ ‬والتي‮ ‬يعمل‮ ‬كبار‮ ‬قادتها‮ ‬مستشارين‮ ‬لهادي‮ ‬ووزراء‮ ‬في‮ ‬حكومة‮ ‬الرياض‮..‬
الرياض ومنذ تفجرت ازمتها مع قطر تعيش في حيرة فهي عاجزة عن حسم الملف اليمني سياسيا وعسكريا، في ذات الوقت الذي تحاول فيه احكام سيطرتها على قطر الدولة الخليجية المارقة التي تعد ازمتها مع الرياض بمثابة دق آخر مسمار في نعش (مجلس التعاون الخليجي) فالرياض التي قطعاً شعرت بورطة كبيرة كونها فتحت ملف تصفية حساباتها مع قطر في لحظة غير مناسبة وفي توقيت غير مناسب ايضا وحصدت نتائج غير التي كانت تحلم بها حين قررت خوض معركة تأديب قطر فبدأ الأمر وكأن قطر هي من لقنت السعودية درساً قاسياً، وبغض النظر عما يسوقه الإعلام الموالي للمال السعودي فإن قطر وجهت صفعة قاسية للنظامين السعودي والإماراتي وكأن هناك من دفع قطر لهذا بدافع تذكير النظامين بمواقفهما من اليمن، ان لم يكن الامر قرصة اذن لخروج النظامين السعودي والإماراتي عن السيناريو الذي يفترض الالتزام بنصوصه في اليمن، ولا شك ان ازمة الرياض سوف تتفاقم خلال المرحلة القادمة، وان إخفاقات هادي هي الاخرى ستزداد حضوراً وإحراجاً للرياض التي تعيش ازمة حقيقية وجادة وعاجزة عن إحداث ثغرة في جدار ازمتها تعطيها الامل بإمكانية إيجاد فرصة تخرجها من عنق الزجاجة التي وجدت نفسها فيه، إذا ما اخذنا في الاعتبار ان البيان الأخير لمجلس الأمن قد حمل عبارة غير مسبوقة في سياق كل بياناته منذ بدء العدوان وهي أنه طالب بوقف تسليح اطراف الصراع ليساوي ولأول مرة بين الشرعية والانقلابيين حسب التوصيفات السياسية المعتمدة وهذا تطور مثير ولا يخدم أهداف وتطلعات الرياض، الأمر الذي يضعها أمام تحديات جسيمة قد تدفعها للتضحية بهادي وحكومته والعودة للبحث عن قنوات اتصال مع المؤتمر الشعبي العام باعتباره الحزب الأكثر حضورا وتماسكا وذا رؤية وطنية وقومية وكيان مقبول محليا وإقليميا ودوليا، وهذا هو الخيار الذي ستقدم عليه الرياض عاجلاً أم اجلاً وهو الخيار الوحيد المتاح أمامها لتجنيب نفسها المزيد من التورط في الشأن اليمني، إذ وبرغم كل ما حل من دمار وخراب ونزيف في البيت اليمني، غير ان الرياض ربما معاناتها تفوق او تتماهى مع معاناة اليمن وان اختلفت أوجه ومسارات هذه المعاناة وأسبابها..
لكن يبقى السؤال: ما مدى الوقت الذي قد تستغرقه الرياض لتطرق باب حزب الرئيس صالح الذي سعت لتصفيته وشنت حرباً ضروساً من أجل هذه الغاية، ومن هي الأطراف المحلية والإقليمية والدولية التي قد تستعين بها الرياض للوصول لهذه الغاية.. دعوا الايام تجيب عن هذه التساؤلات‮..‬

‮❊ ‬رئيس‮ ‬تحالف‮ »‬تعز‮ ‬مسؤوليتي‮«‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50994.htm