الميثاق نت -

الإثنين, 17-يوليو-2017
الشيخ‮/‬موسى‮ ‬المعافى‮ ‬ -
لاشك أن القارئ الكريم سواءً أكان مؤتمرياً أو غير مؤتمري - وبمجرد أن يقع نظره على عنوان مقالي.. إنها عبارة تفتقر الى البرهان القاطع على صدق من صدقتهم وكذب من كذبتهم..؟ وإلى القراء الكرام مجيباً على التساؤلات التي قد تجول بخواطرهم فأقول: من يا ترى من اليمنيين واليمنيات يجهل كيف كانت اليمن يوم تولى قيادتها وسياستها ابنها البار علي عبدالله صالح- حفظه الله.. أمن تراه سيجادلني حين أقول إن يمننا كانت -آنذاك- مقيدة بسلاسل الأحزان ومرمية في جُب مظلم من الفاقة الشديدة والحرمان.. بينما كان شعبنا مكبلاً بأغلال البؤس والهوان‮.. ‬ومسجوناً‮ ‬في‮ ‬زنزانات‮ ‬المرض‮ ‬والجهل‮ ‬فولاذية‮ ‬الحوائط‮ ‬والقضبان‮.. ‬
نعم هكذا كانت اليمن وهكذا كان شعبها.. كانت اليمن متأخرة عن ركب تقدم الدول.. وخاضعة للعجز في كل ربوعها السهل والجبل.. وكان جسد نظام الحكم فيها مصاباً بداء الإخلال والخلل.. كانت اليمن بائسة وبائس شعبها.. فقيرة وفقير شعبها.. عاجزة وعاجز شعبها.. وتعيسة وتعيس شعبها.. ويوم أراد الله لليمن واليمانين خلاصاً من الجهل والفقر والمرض والحرمان والذل والتأخر والمهانة والهوان.. يومها أذن من يؤتي الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء.. أذن بأن يستلم مقاليد الحكم فيها ابنها البار الرئيس علي عبدالله صالح.. ورغم خطورة الكرسي- آنذاك- الا أن فخامته - حفظه الله - جاء وهو يحمل روحه على كفه.. وانبرى ممتطياً لجوادٍ عزمه وهمته العالية.. غير مبالٍ ولا خائفٍ من أن يموت بخناجر جهل شعبه المسمومة بالخوف من اقتحام أسوار المجهول.. وانطلق ليواجه شعبه ويقف على منابر قلوبهم خطيباً وانطلق لسان حال حبه لليمن واليمانيين يخاطب الحكمة والايمان والفقه اليمان.. يخاطبه أصحاب القلوب الرقيقة والأفئدة اللينة قائلاً: »أيها اليمانيون العظماء لقد أدميتم قلب أمنا وسعيدتنا اليمن..؟ إنها أمكم يا أهل اليمن.. إنها أمكم يا بني اليمن وإن دموع أحزانها على ما أنتم فيه من يأس واستسلامٍ كادت تطفئ بهاء وجه سرورها وسعادتها.. فإلى متى لهذا العجز تستسلمون؟ إلى متى لصلاتكم تمزقون؟ إلى متى لثياب العجز والضعف والوهن تلبسون؟ الى متى لبأسكم الشديد وقوتكم التي شهد لكم بها رب العالمين في محكم كتابه تهملون ولا تعملون؟ أهانت عليكم أمكم اليمن تستنجدكم من جب أحزانها ولا تجيبون؟ وتستصرخكم ولا تسمعون؟ أهانت عليكم دماء شهدائكم الذين جادوا بأرواحهم الزكية في سبيل تحريركم من طغيان الأئمة الظالمين؟ والولاة المستبدين؟ أيها اليمانيون؟ كفى اليمن حرماناً.. كفى اليمن ذلاً وهواناً.. وكفانا تخاذلاً عن نصرتها‮: ‬ورضىً‮ ‬بإذلالها‮ ‬وذلتها‮.. ‬وهلموا‮ ‬لنحقق‮ ‬أحلام‮ ‬شهدائنا‮ ‬الأحرار‮..‬ومناضلينا‮ ‬ذوي‮ ‬العزائم‮ ‬والإصرار‮.. ‬هلموا‮ ‬إلى‮ ‬بناء‮ ‬خرابها‮.. ‬ودحر‮ ‬ظلامها‮.. ‬ونحر‮ ‬أمراضها‮ ‬وجهلها‮.‬
هلموا الى دروب بنائها وإعمارها وتقدمها وازدهارها وأمنها واستقرارها.. وابتعاث ماضي حضاراتها.. وارفعوا رؤوسكم يا أحفاد ذي يزن وحمير وتبع.. ارفعوا رؤسكم؟ لأنكم يمانيون.. تنهار أمام مواكب عزائمكم المستحيلات.. ويشهد لكم بالقوة والبأس الشديد رب السماوات.. ويشهد لكم بالحكمة والفقه والإيمان رسول رب البريات.. وهيا جميعاً لنحرر أمنا وسعيدتنا اليمن من جُب أحزانها ونسحق معاً وحوش جهلنا وفقرنا ومرضنا وعجزنا والله ناصرنا ومعيننا وكفانا به ناصراً ومعيناً.. هكذا كان خطاب حال فخامة رئيس الجمهورية - حفظه الله - لقد كان روحانياً هيّج مشاعر اليمانيين جميعاً وأعاد لهم الثقة بأنفسهم ومثّل هذا الخطاب نواة مباركة سقاها بجهوده الحثيثة لإخراج اليمن السعيد من دياجير الأزمات وليالي المحن المظلمات وسرعان ما أصبحت تلك النواة شجرة طيبة أصلها ثابت في أرض الايمان والحكمة وفرعها يناطح سحاب سماوات العزة والكرامة.. وكانت ثمار تلك الشجرة المباركة هي المؤتمر الشعبي العام وفروعه في كل محافظات ومديريات الجمهورية وبقيادة مؤسسه العظيم وفارسه الحكيم الرئيس علي عبدالله صالح انطلق المؤتمر الشعبي العام يجسد ميثاقه الوطني الجليل الذي جعل من قول الملك الجليل سبحانه وتعالى: »واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا« شعاراً خالداً لمسيرة البناء والتنمية والعطاء والبذل.. وعملت قيادة المؤتمر الشعبي العام بجد واجتهاد لتترجم أدبيات مؤتمرها على أرض الواقع فجمعت قبائلها وأصلحت ذات بين عشائرها ودفنت والى الأبد تناحراتها وثاراتها وعملت أجيالها.. وأحيت مواتها وأعادت بناء سدها.. وأصلحت اختلال مؤسساتها وانطلقت مسيرة المؤتمر الشعبي العام بهمة لتسلك دروب النجاحات ولأجيالها بنت المدارس والمعاهد والجامعات.. ولصحة شعبها أنشأت المراكز الصحية والمستوصفات والمستشفيات ودحرت ظلام لياليها بإنشاء الكهرباء واستقدمت الخبراء والمهندسين والمعلمين والاكاديميين ودربت أبناء الايمان والحكمة لتعلمهم اتقان جميع الفنون في كل المجالات وتوالت المنجزات وتكاثرت المنشآت .. واستخرج النفط من باطن الارض والمشتقات وأرسلت من أبناء اليمن لطلب التعليم العالي من الخارج البعثات تلو البعثات.. وأوجدت قيادة المؤتمر الرشيدة شبكة مهولة من الطرقات للتواصل والتنقل بين المحافظات.. وسكنت أمنا السعيدة قصور وفاء ابنها البار علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام والذي قهر المستحيلات.. وصان بها الامانات.. وحقق الله على يديه أعظم المنجزات.. فبجهوده بلسمت جراحاتنا وتحققت وحدتنا وازدهرت بلادنا وتخلصت من الجهل أجيالنا ورسمت مع الجيران حدودنا.. وانتهت معهم خلافاتنا وكانت حكمته - حفظه الله - تتجلى دائماً في المنعطفات الخطيرة التي كانت تهددنا بالانشطار بعد أن وحدنا، وبالمذلة بعد أن أعزنا الله وبالفقر بعد أن أغنانا الله وبالخوف بعد أن أمننا الله.. وبحكمته هزم الانفصاليين وبحكمته أخرس المزايدين وأحبط مخططات المتآمرين.. ليرفرف علم الجمهورية اليمنية عالياً وتشهد سعيدتنا اليمن عهداً جديداً لا مكان للديكتاتورية فيه.. ولا مكانة للقبلية والعنصرية والفردية والشللية.. فقد أصبح الحكم في بلادنا شوروياً ديمقراطياً لا حق لصناعة القرار فيه الا للشعب.. فالشعب الذي يختار حكامه وولاته عبر صناديق الاقتراع.. نعم هكذا أرادها مؤتمرنا الشعبي العام وقيادته الحكيمة الرشيدة عدالة لا ظلم فيها.. وكرامة لا هوان فيها.. وحرية لا قهر فيها.. ولا كبت ولا مصادرة للحقوق فيها.. وتحت ظل هذا العهد المجيد لم تكمم أفواهنا ولم تصادر حقوقنا ولم تسجن آراؤنا.. إن مؤتمرنا الشعبي العام أراد لليمن واليمانيين الخير لا الشر والعزة لا الذلة والكرامة لا الهوان والتقدم لا التأخر، هذا‮ ‬هو‮ ‬مؤتمرنا‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮.‬
فمن أنتم يا دعاة الفتن والمحن؟ من أنتم يا دعاة الخراب والدمار؟ من أنتم يا من يتمتم أطفالنا ورملتم نساءنا وأرقتم دماءنا وأزهقتم أرواحنا وشردتم أسرنا وقطعتم طرقنا.. واستهدفتم زعيمنا وقائدنا، وصادرتم حقوقنا وأنكرتم وجودنا.. وكل هذا ولما تحكمونا: تريدون أن تذلونا‮ ‬وتركعونا‮ ‬وتخضعونا‮ ...‬فلكأنكم‮ ‬ذئاب‮ ‬مسعورة‮ ‬تلبس‮ ‬ثياب‮ ‬الواعظين،‮ ‬وتدعي‮ ‬استقامتها‮ ‬على‮ ‬منهج‮ ‬نبينا‮ ‬الهادي‮ ‬الأمين‮.. ‬والتزامها‮ ‬بدستور‮ ‬رب‮ ‬العالمين‮.‬
إنكم‮ ‬أمام‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬ومازال‮ ‬وسيظل‮ ‬صمام‮ ‬أمان‮ ‬للوطن‮ ‬فحاشا‮ ‬أن‮ ‬نركع‮ ‬لكم‮ ‬مادمنا‮ ‬يمنيين‮ ‬وللمؤتمر‮ ‬منتسبين‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50997.htm