نبيل محسن صلاح - يأتي احتفالنا هذا العام بمناسبة حلول الذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمر الشعبي وتنظيمنا الرائد وقيادته الحكيمة ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر- لاتزال تتعرض لمؤامرات عدة منذ اندلاع نكبة العام 2011م وحتى اللحظة.. فعلى مدى سبع سنوات متتالية سعى أعداء شعبنا الى تفكيك وتفريخ المؤتمر والقضاء على قيادته.
ولو نظرنا إلى حجم تلك المؤامرات الامكانات والقدرات التي سخرت لها لوجدنا أنها كفيلة ليس بتفكيك المؤتمر والقضاء على قيادته فحسب بل تفكيك وتفريخ وتقسيم دول وانظمة بحد ذاتها والقضاء على كافة قياداتها ومع ذلك لم يتمكن المتآمرون من تفكيك المؤتمر وتقسيمه والقضاء على قيادته، في الوقت الذي تمكنوا من خلال ماعرف بـ(مؤامرة) الربيع العربي من تقسيم وتفكيك دول واسقاط أنظمة وحل وتفكيك جيوش واحزاب وتنظيمات وجماعات سياسية في تونس ومصر وليبيا..
لمــــــــــــــــــــــــــــاذا ؟
في اعتقادي انه لاتوجد إجابة عن هذا التساؤل سوى إجابة واحدة فقط هي ان إرادة الله عز وجل أولاً ثم إرادة الشعب اليمني هي التي وقفت ومازالت تقف حاجزاً أمام تلك المؤامرات وهي سبب فشلها..
وللتأكد من ذلك تعالوا بنا نسترجع بعض الأحداث، فقبل اندلاع «نكبة» العام 2011م كانت شعبية المؤتمر في حالة تراجع وانحسار إلى حدٍّ ما، وعندما انتشر وباء الربيع الذي اجتاح المنطقة العربية اعتقد جميع المراقبين والمتابعين للأحداث ان الحزب والنظام الحاكم في اليمن لن يصمد سوى أيام معدودة لن تتجاوز الاسبوع كحد أقصى وهو ماسبق وان تعهدت به أحزاب (اللقاء المشترك) للدول الراعية لهذا الوباء واخبروهم ايضاً ان شعبية وجماهيرية المؤتمر مرتبطة بالسلطة فبمجرد اسقاط النظام سيسقط المؤتمر وينهار ويتلاشى تماماً باعتباره حزباً نشأ وتأسس على اساس انه حزب السلطة.. لكن إرادة الله، وإرادة الشعب اليمني أبت إلا أن تخيب توقعاتهم وأن تفشل رهاناتهم..
لقد حدث مالم يكن في الحسبان ففي الوقت الذي كانت فيه الأنظمة والاحزاب العربية الحاكمة تتهاوى وتنهار في تونس ومصر وليبيا أمام ذلك الوباء.. كان المؤتمر وقيادته يزدادون تماسكاً وثباتاً نتيجة التحامه بالملايين من قواعده من ابناء الشعب الذين هبوا الى مختلف الميادين والساحات في المدن معلنين تمسكهم وتأييدهم للرئيس علي عبدالله صالح، مطالبين بحقه في استكمال فترته الرئاسية وفقاً للشرعية الدستورية..
وهو الأمر الذي قلب موازين المعادلة رأساً على عقب وساعد بشكل كبير على ثبات وتماسك النظام والمؤتمر، الأمر الذي مكنه من الصمود امام ذلك الوباء ومواجهته لأكثر من عام ليس هذا فحسب بل أنه استطاع فرض تسوية سياسية عرفت بـ"المبادرة الخليجية" وتم التوقيع عليها في الرياض ومع ذلك لم تتحقق توقعات وتعهدات ومراهنات المتآمرين وظل المؤتمر صامداً، والمثير للدهشة أنه وبدلاً من أن تتراجع وتنحسر شعبيته بعد تخلي قيادته عن السلطة إذا بها تزداد وتتسع يوماً بعد آخر لتصبح اليوم أكثر بكثير عما كانت عليه من ذي قبل..
ومرت الأيام وتوالت الأحداث ووقع العدوان السعودي على اليمن وزادت المؤامرات على المؤتمر وقيادته واعتقد اعداء المؤتمر والشعب في الداخل والخارج انه لم يعد هناك اي شعبية للمؤتمر وقيادته..
فجاءت فعالية مرورالذكرى الأولى من العدوان في الـ26 من مارس عام 2016م (عام من الصمود) لتذهل كل اعداء المؤتمر وخصومه وتسقط كل رهاناتهم ومزايداتهم.
وأظهرت الفعاليات المؤتمرية والمهرجانات والأمسيات عودة هذا التنظيم العملاق الى قمة المجد بذلك الحضور الشعبي والجماهيري الكبير الذي شهدته القاعات والصالات التي اقيمت فيها الامسيات الرمضانية التي اقامها المؤتمر في مختلف المحافظات والدوائر والمديريات خلال شهر رمضان المبارك والتي تعد اكبر دليل وخير شاهد على ذلك
في اعتقادي أننا أمام أهم مرحلة تاريخية في حياة وتاريخ المؤتمر الشعبي العام ويمكن أن تكون مرحلة التكوين الحقيقي والتحول النوعي للمؤتمر من تنظيم تم تأسيسه على أساس انه دولة إلى حزب وتنظيم سياسي رائد ومستقل يعتمد في بقائه ووجوده على مبادئه وأفكاره التي يجسدها الميثاق الوطني وعلى ما يمتلكه من قاعدة شعبية وجماهيرية عريضة تمتد على مستوى رقعة وجغرافية مساحة الارض اليمنية والتي أكاد أجزم بأنه لايتمتع بها ولاينافسه فيها اي حزب او تنظيم سياسي آخر..
اليوم المؤتمر الشعبي العام وكافة اعضائه وقواعده وانصاره ومؤيديه يستعدون للاحتفال في الـ24 من شهر أغسطس بمناسبة مرور 35 عاماً على تأسيسه وهي مناسبة تستحق الاهتمام، يتوق إلى حضورها كل أعضاء المؤتمر في مختلف محافظات الجمهورية.
ونتطلع أن يثبت المؤتمر من خلالها انه التنظيم السياسي الرائد وصاحب اكبر قاعدة شعبية وجماهيرية على مستوى الساحة رغم كيد الكائدين ومكر الماكرين.
|