الميثاق نت -

الثلاثاء, 25-يوليو-2017
عبدالرحمن مراد -
منذ مطلع عام 2007م بدأت الأحداث تتسارع بوتيرة عالية في المشهد السياسي اليمني بدءاً من حركة الممانعة والعصيان التي تزعمها اللقاء المشترك رفضاً ضمنياً لنتائج الانتخابات الرئاسية في 21 سبتمبر 2006م، وقد هدف اللقاء المشترك يومئذ الى تفكيك بنية النظام العام والطبيعي، حيث كان يقيم الفعاليات بالتزامن مع المناسبات الوطنية كعيد الوحدة، وكان الخطاب السياسي يبدو متماهياً مع الحراك الجنوبي الذي بدأ بالتشكل مطلع 2007م بمباركة من اللقاء المشترك، ولم يشهد الواقع استقراراً فقد بدأت الاضطرابات الأمنية في أكثر من مكان، ونشطت حركة الاختطافات وقطع خطوط امدادات الطاقة الكهربائية، ونشطت بعض الكيانات تحت اسماء مختلفة، والفاعل الحقيقي والدينامو يومئذٍ لم يكن إلا واحداً وهو حركة «الاخوان المسلمين» وهم أنفسهم من كان يقف خلف لجنة الحوار الوطني بل وهم من تزعم تلك الحركة ومولها، وقد بلغت موازنة لجنة الحوار حداً يفوق التصورات الذهنية العادية، والهدف من كل ذلك كان تفكيك النظام العام والطبيعي وقد نجحوا في ذلك نجاحاً مبهراً كما دلت أحداث 2011م وتداعياتها.. وللأسف كنت يومذاك واحداً من الذين ينشدون التغيير وواحداً من الذين أسهموا بقدر وافر من التفاعل والتبرير للأحداث الرامية الى تفكيك البناءات المختلفة أملاً في إعادة تعريفها، ولم أدرك حجم الكارثة الوطنية التي امعنت نفسي في المشاركة في تفاعلاتها إلاّ في نهاية شهر مارس 2011م يومها أعلنت براءتي وعدت الى جادة الصواب وسجلت موقفي حينذاك في حوار نشرته هذه الصحيفة تحت عنوان كبير «الرحيل يعني عودة الاستبداد» وهو لايزال متوفراً على شبكة النت لمن أراد التأكد والرجوع إليه.
ثم جاءت مبادرة مارس للزعيم وتوالت الأحداث تحت العنوان الثوري حتى الوصول الى المبادرة الخليجية التي بموجبها تم تسليم السلطة، وبعد تسليم السلطة لم يكن ينفذ من المبادرة إلاّ ما كان متوافقاً مع أهواء أدعياء الثورة وبصورة انتقائية محضة، وكان التآمر على تدمير المؤتمر والقضاء عليه ديدن حكام تلك المرحلة، بل وصل الحال بهم الى اقتحام قناة «اليمن اليوم» ونهب الأجهزة والمعدات ومصادرة أجهزة البث، ولم يتوان عبدربه منصور هادي وقد كان يشغل منصب أمين عام المؤتمر- في توقيف أرصدة المؤتمر بالبنك المركزي بل ومصادرة أمواله، ثم كان اشتغال الاخوان على مفردة تجريد الزعيم من منصبه التنظيمي واشتغل عبدربه في هذا الاتجاه ومارس كل الضغوط سواءً عن طريق المضايقات التي كان يفتعلها أو عن طريق سفراء الدول العشر أو مندوب أمين عام الأمم المتحدة جمال بنعمر وعن طريق فرض العقوبات الدولية على الزعيم، بل وصل به الحال الى اقتحام جامع الصالح ولم يتورع عن ادخال الجامع في منظومة الصراع، وأمام كل ذلك ظل المؤتمر يقاوم أسباب الفناء، فالحرب المعلنة عليه لم تكن من قبل خصومه السياسيين فقط بل ومن قبل بعض قادته يتزعمهم عبدربه كأمين عام للمؤتمر وكان الكثير من قادة المؤتمر يجدون تبريراً لأنفسهم بالتآمر على المؤتمر تحت غطاء شرعية عبدربه وصفته التنظيمية، وهم يدركون تمام الادراك حجم التآمر بيد أن مصالحهم أجبرتهم على التعاطي مع الواقع الجديد في حالة من حالات التجرد من الضمير القيمي والاخلاقي، وحالات الصهر تلك كان للمؤتمر يد في الوصول اليها، وكان لابد أن يصل إليها حتى يمتاز الناس وتحدث عملية الفرز التي لم تحدث منذ التأسيس مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
ومن الغرائب التي لا يمكن أن يقبلها منطق أو عقل أن تمر الأحداث والمنعطفات التاريخية بالمؤتمر ثم لا نجده يقف أمامها بقدر من التأمل والمراجعة والتصحيح والتبديل ولا التعديل، فالقضية التي لايزال المؤتمر يسبح في بحرها لم تعد بنفس المقدمات وعليه أن يدرك الواقع الجديد، ويعيد تعريف نفسه كحزب طلائعي يقود تطلعات الجماهير، وفق معطيات الواقع، لاظلال التاريخ الذي كان عليه.
ندرك تمام الادراك أن المؤتمر اجتاز الصعوبات والعراقيل على مدى عقد من الزمان، وفي السياق ذاته ندرك أن غباء خصومه قد ساهم بقدر وافر في صموده وقدرته على البقاء لكن ذلك لا يعني أن نعطل قدراتنا الذهنية في تحليل الظواهر والترتيب والتنظيم وإعادة البناء بما يتوافق وضرورات الحاضر والمستقبل وتأهيل قيادات من فئة الشباب للمشاركة في قيادة المرحلة فالمستقبل بين ثنائيتين هما الصناعة والتوظيف وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة ونعمل على الاشتغال عليها حتى نملك مقاليد المستقبل.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51065.htm