استطلاع / بليغ الحطابي - * لا تكاد تُذكر كيف حقنت الدماء في سبعينيات القرن الماضي.. وكيف شاعت ثقافة السلام والاخاء بعد احتراب واقتتال كان مبعث خوف للكثيرين.. وكيف تم جمع شمل اليمنيين من اقصى اليمين الى اقصى اليسار.. الا ويُذكر قائد حكيم وشجاع، هو الزعيم علي عبدالله صالح. الذي قال مفكرون عرب واجانب انه دخل التاريخ من اوسع ابوابه.. وحق لكل يمني ان يفتخر به وبمشروعه الحضاري الذي قاده وحققه.. وحين لم يرق للاعداء حالة الوحدة والاصطفاف المثيرة لليمنيين الى جانب قيادتهم بدأ مشروع العداء والفوضى يبث سمومه واحقاده بين ابناء الوطن الواحد..
عدد من السياسيين والمتابعين كان لهم رأي في هذه المناسبة (17) يوليو فكانت هذه الحصيلة:
بدأ الاستاذ احمد احمد الفقيه حديثه بالقول:
الاحتفاء بالسابع عشر من يوليو من كل عام يكتسب اهمية كبيرة في نفوس اليمنيين وبالذات من عاشوا سنوات الظلم والطغيان والحرمان ومن عانوا من ويلات التناحر والتصفيات الجسدية وزوار الفجر في المناطق الجنوبية.
ويدرك الجميع ان البلاد في تلك الفترة كانت تمر بظروف عصيبة نتيجة الاضطرابات السياسية والاغتيالات والصراعات العسكرية الممولة من الخارج للانقضاض على الحكم، لذا فقد فزع من منصب الرئاسة الكثير من السياسيين حتى لا يتحملون مسؤولية الانتكاسة أو مواجهة الموت في ظل توقعات المراقبين الدوليين «بأن القادم الى الحكم لن يستمر في قيادة البلد أكثر من عام أو عامين وربما شهور» وفي تلك الظروف الحرجة قبل المقدم علي عبدالله صالح ترشيح مجلس الشعب له رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة.. وبرهن للجميع أن الأنسان اليمني شجاع وقادر على مواجهة أعتى الصعاب وأحلك الظروف.. وهذا ما أثبته التاريخ خلال السنوات المنصرمة منذ توليه القيادة في 1978م وحتى اليوم..
لافتا الى ما استطاع أن يحققه من منجزات واحلام، كانت ضرباً من الخيال، ويقود السفينة إلى بر الأمان.. حيث قال: لقد أمسك هذا الزعيم بزمام التحول التاريخي وبدأ يشق طريقه من خيار الممكن الى ممكن المستحيل.. وهذه الجسارة والمجازفة هي التي حملت معها الصفات القيادية والاستثنائىة.. وأفضت هذه الرؤية الثاقبة إلى إجراءات تتساوى مع حجم الطموحات الوطنية التي حملها للوطن بين جوانحه قائد المرحلة الصعبة.. فسعى لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ليمنع العمل السري، لبعض القوى والاجنحة، لينبثق على ضوئه الميثاق الوطني من صلب الحوار ومن جدار القطيعة الذي هدم، ليكون المشروع والدليل للعمل الوطني السياسي الجاد.
وبدأ حينها القائد بإيقاف التدهور السياسي والأمني الذي تعرضت له البلاد في أواخر السبعينات، وفتح باب الحوار الوطني على مصراعيه فألتقى حول طاولته الفرقاء على كلمة سواء وأنجزوا الميثاق الوطني كوثيقة وطنية ودليل عمل سياسي يرسم حدود الالتقاء والاختلاف، ووحد الجهد السياسي والوطني من أجل التنمية والبناء، وتحقق ذلك تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام.. ذلك التنظيم الذي وجد لتحقيق فكرة وتجسيد توجه الميثاق الوطني، والذي صاغته مجموعة التوجهات الفكرية والسياسية الملتقية على فكر الميثاق الوطني فتوحدت الجهود وتبلورت وأتضح المسار السياسي الذي كان في مهب الريح تتقاذفه الامواج يميناً ويساراً. وبتأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24/8/1982م امتدت التجربة التنظيمية لتوحد بين الجهد السياسي والتنموي وفي منتصف الثمانينيات كانت تجربة انتخابات المجالس المحلية، فأسهمت في صقل التجربة الديمقراطية والتوعية السياسية. ودارت عجلة التنمية المتسارعة..
جمع اليميني مع اليساري
من جانبه يقول الاستاذ عبد الجبار سعد:
ان الأشخاص الجامعون في تاريخنا اليمني وتاريخ كل الأمم قلائل ومن هذه القلة كان الزعيم علي عبدالله صالح الذي، استطاع ان يجمع اليمنيين من أقصى اليمين الى اقصى اليسار، ويوحدهم على كلمة سواء تنطلق من تاريخ اليمانيين وثقافتهم وضمائرهم وفي مرحلة كانت الأمم والبلدان تنقسم الى معسكرات ثلاثة.
ولقد سعدنا ان اليمن توحد اولا في اطار المؤتمر الشعبي العام وميثاقه الوطني ثم توحد كدولة واحدة.. وماكان هذا ليتم لولا عظمة شخص علي عبدالله صالح وحكمته وخلوه من التحيز والتفريط في اي صغيرة وكبيرة.
مكائد الاخوة الأعداء
ولان هناك من الاعداء من لم يرقه ذلك فقد بدأت ابواب التآمر تنفتح على اليمن وقائدها الى اليوم، ولكن بمقدار التآمر كان السقوط وبمقدار الحكمة والثبات كان الانتصار فلايزال اليمنيون كلما ضاقت بهم المحن والفتن والتآمرات يتلفتون الى منبع النور والحكمة والسداد ويتوجهون بعد الله الى رجلهم القوي علي عبدالله صالح ولن تكون النهايات الا بتوفيق الله أولاً ثم بحكمة هذا القائد ومن على شاكلته.
ميلاد وطن
الدكتور عبدالباسط محمد الكميم عضو اللجنة الدائمة:
يلفت الانظار الى ما اعتبره انه يوم تاريخي يوم الـ17 من يوليو، حيث يقول: إنه عيد ميلاد وطن وذكرى غالية علي قلوبنا له طابعه الخاص في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر وله خصوصية تنبع من كونه يوم انتخاب فخامة الأخ الزعيم علي عبدالله صالح رئيساً لليمن من مجلس الشعب التأسيسي، وهو اليوم الذي دخل فيه الوطن عهداً جديداً من الأمن والاستقرار بعد أن عاش سنوات في دوامة الصراعات والاضطرابات السياسية والتصفيات الدموية حتى كاد أن يسقط إلى الهاوية التي كان يتأرجح على حافتها.
الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي سخر كل جهده في سبيل النهوض باليمن أرضاً وإنساناً، وخلال الفترة الماضية تحقق للوطن والشعب ما كان يُحسب في عداد المستحيلات.
وأعتقد أنه لا يُقّدر حجم الإنجازات التي تحققت للوطن على مدى الـ(33) عاماً إلا الوطنيون المخلصون الذين عاشوا مسيرة النضال الوطني وأدركوا حجم الجهد والعمل المبذولين في سبيل الخروج من دائرة المعاناة والأزمات التي كانت تحيط بالوطن قبل الـ(17) من يوليو 1978م.
ومن يومها وانطلاقاً من محطة السابع عشر من يوليو سار الوطن بحكمة وحنكة قائده من إنجاز إلى إنجاز منذ تأسيس المؤتمر الشعبي العام في 1982م كإطار تنظيمي للعمل الوطني الذي نظم كافة القوى على الساحة الوطنية إلى تحقيق الأمن والاستقرار ولم شمل القوى السياسية في اطار المؤتمر الشعبي العام.. والاتفاق على الميثاق الوطني كمشروع وطني كبير حظي باستفتاء وتاييد شعبي مقتبسا كل نصوصة من القران الكريم والسنه النبوية وعمل بكل جهوده الذاتية ومعه كل الشرفاء والمخلصين بالبدء في إنتاج النفط عام 1984م وإعادة بناء سد مأرب العظيم وربط الجمهورية اليمنية بشبكة طرق حديثة جعلت من اليمن جسراً واحداً متماسك البنيان، وتعميم جميع الخدمات الأساسية وبالذات خدمات التعليم والصحة والمياه والكهرباء والاتصالات إلى جميع محافظات الجمهورية، ومن ثم كانت المحطة الأبرز والتحول التاريخي الأعظم في تاريخ اليمن واليمنيين وهي تحقيق الوحدة اليمنية المباركة أرضاً وإنساناً في الـ(22) من مايو عام 1990م، ذلك الحدث الذي لم يكن ليتحقق لولا فضل الله سبحانه وتعالي وحكمة الاخ الزعيم صالح حفظة الله وحنكته السياسية.
وها نحن وبعد اكثر من (38) عاماً من العطاء والإنجاز نقف أمامها بتقدير وإجلالِ للزعيم الرمز الذي أعطى وطنه وشعبه جهده وحبه وحياته فاستحق الحب والوفاء من كل وطني ينبض قلبه بحب اليمن وشعبها، أينما كان موقعه من خريطة اليمن الكبير يمن الوحدة والديمقراطية الذي له خصوصية نوعية في نفوسنا وخصوصيته تنبع من كونه مثل بداية للتنمية والاستقرار في اليمن بعد عقود التخلف والحروب..
وعلى صعيد السياسة الخارجية يقول الدكتور الكميم : بدت مواقف اليمن من أوضح المواقف العربية الصادقة بالنسبة للقضايا القومية والدولية، ويقول كلامه بوضوح، بالذات مع القوى العظمى التي تتقبل رأي اليمن في المحافل الدولية بقناعة تامة، وقد أتت ثمار ذلك من خلال ترسيم الحدود مع الجيران وفقاً لمبدأ لا ضرر ولا ضرار، وقدمت اليمن تجربة رائدة وكانت مثالاً للفخر والاعتزاز من قبل الكثيرين من المراقبين والمحللين والمتابعين السياسيين والذين كانوا ينظرون إليها بأنها مشكلة مزمنة عمرها أكثر من (60) عاماً وتدخلت فيها كثير من الأمور، إلا أن حنكة وحكمة القيادة السياسية بزعامة الأخ الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام- حفظه الله تمكنت من معالجة هذه القضية فتم معالجة قضايا الحدود مع السعودية وأرتيريا، وحل قضية الحدود مع سلطنة عمان..
كذلك ما شهدته بلادنا من خطوات جبارة في المسيرة الديمقراطية حيث جرت ثلاث مراحل انتخابية برلمانية من بعد الوحدة المباركة وفترتان انتخابيتان رئاسيتان والالتزام بحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وحرية الصحافة مما عزز ثقة المنظمات المانحة وهذا يدل على ثقة المستثمرين في الاقتصاد والتنمية وكل ذلك بفضل المولى عز وجل ثم حكمة قيادتنا السياسية بزعامة ابن اليمن البار الاخ الزعيم علي عبدالله صالح صمام امان اليمن.
|