الميثاق نت -

الأحد, 06-أغسطس-2017
حاوره/أحمد الزبيري -
الأستاذ عبدالله أحمد الكبسي -وزير الثقافة في حكومة الانقاذ الوطني- شخصية سياسية واجتماعية وطنية وقومية تحمل مسئولية وزارة الثقافة في فترة لم يسبق لليمن واليمنيين أو أي شعب أو أمة أخرى أن عاشت مصاعبها وتحدياتها وأخطارها، ليس فقط ناجمة عن حرب يشنها عليها تحالف عدوان سعودي إقليمي ودولي ولكن لأن هذه القوة العسكرية والمالية والسياسية والإعلامية استطاعت أن تجعل حربها الاجرامية القذرة والشاملة منسية، وبالتالي فتكليل صمود هذا الشعب العظيم الاسطوري بالنصر يتطلب توحيد الصف الوطني عبر مصالحة يمنية شاملة تنبثق من روح تسامحية وحوار صادق واستراتيجي كما يقول الدكتور الكبسي الذي التقته صحيفة «الميثاق» وكان لنا معه هذا الحوار:
الزعيم علي عبدالله صالح هو من أرسى نهج التصالح والتسامح بين اليمنيين طوال فترة تحمله مسؤولية قيادة الوطن وظل يدعو إليه وهو في السلطة وخارجها.. في ضوء هذا كله ما قراءتكم لدعوته في الذكرى الـ 39 لـ17 يوليو الى المصالحة الوطنية الشاملة لا تستثني أحداً..؟
- طبعاً هذا موضوع المصالحة بعد مرور أكثر من عامين على عدوان التحالف السعودي بالنسبة لنا كيمنيين ضرورة لاسيما وقد اتضح ان المؤامرة علينا كبيرة والبلد يمر بمخاطر.. ولا مخرج لنا الا وحدة الصف، ووحدة الصف لا تأتي الا بمصالحة وطنية حقيقية.. والزعيم والقائد علي عبدالله صالح لم يطلق مجدداً دعوته هذه كشعار بل التزام تفرضه مسؤوليته الوطنية وانما أيضاً اطلقه نتيجة لتجربة طويلة ومخاض عسير مر به معه كل اليمنيين في مراحل مختلفة.. محققاً في فترات عصيبة نجاحات، ومن خلاله استطاع التجاوز باليمن مخاطر كبرى.. طبعاً ومعه كل القوى السياسية الفاعلة في الساحة سواءً احزاباً أو شخصيات اجتماعية أو قبلية أو مثقفين أو ضباطاً.. اليوم لاشك ان المصالحة هي حلم يراود كل اليمنيين وتميز بهذه الدعوة الزعيم علي عبدالله صالح نتيجة لخبرته المتراكمة في الحكم، اوصلته الى قناعة انه لا يمكن الحفاظ على اليمن، ولا يمكن لحاكم ان يحكم اليمن الا من خلال مصالحة وطنية حقيقية مبنية على أسس صادقة وعلى مبدأ استراتيجي طويل المدى، وليس مصالحة تكتيكية من أجل تحقيق هدف معين او غرض معين..
لماذا المصالحة الوطنية الآن من وجهة نظركم ضرورة..؟
- لو استرجعنا التاريخ السابق للمصالحات الوطنية لوجدنا مفارقات كبيرة جداً.. اختلفنا على الاتجاهات واختلفنا على المسميات واختلفنا على المصطلحات السياسية سواءً يسارية او يمينية او وسطاً او إسلامية.. الخ، اما الآن فالمسألة أكبر من هذا.. كنا نتلاعب بالألفاظ الآن تجاوزنا الالفاظ إلى التلاعب بلغة المدافع وازيز الطائرات وبالخراب والدمار.. لاشك مفهوم الزعيم علي عبدالله صالح أكبر من الذي نحن نتصوره.. هو يدعو إلى مصالحة شاملة كاملة لكل اليمنيين.. بغض النظر عن الافعال، ولاشك ان من اجرم بحق اليمن ينال جزاءه الطبيعي بموجب النظام وبموجب الدستور والقانون..لكن الآن نحن احوج ما نكون إلى ان نجري مصالحة حقيقية لمن هو في الداخل، ووصل إلى قناعة بأن اليمن يتعرض لاعتداء خارجي وفي هذا العدوان ظلم وغطرسة بدون أي نتيجة.. فالأولى أن نخطو الخطوة الاولى ان نتوحد سياسياً وإعلامياً وثقافياً وعلى كافة المستويات في الجبهة التي تقاوم العدوان... وبالتالي اذا وحدنا الرؤى ستكون استراتيجيتنا واضحة في كيفية مواجهة العدوان ومصالح الآخرين التي تتعارض مع مصالحنا الوطنية، نحن الآن في خصومة فلابد ان نستوعب العملية وان نغلب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والشخصية هذا اذا اردنا ان نبني أسساً للمصالحة الوطنية فلا يمكن ان نتغلب على العدوان اذا لم نتغلب على خلافاتنا.. فاذا ما وحدنا الرؤى هنا كحبهة مقاومة ومدافعة عن الوطن وعن العرض وعن الكرامة، لا يمكن ان نفتح حواراً مع الخصم أو الخصوم الخارجيين ونصل معهم إلى نتيجة.. فالوحدة الوطنية لمواجهة العدوان وبشكل عام هي في غاية الاهمية.. وبالتالي نهاية كل الحروب والصراعات والخلافات نهايتها مصالحة.. نهايتها حوار أو التفاوض اذا كان نريد أن نخرج من هذه المعركة بأقل الخسائر على المستوي الوطني.. أما الجانب الآخر المتعلق ببناء ما دمر من المنشآت والبنى التحتية والخدمية والاقتصادية أو ما يتعلق بالدماء التي سفكت ظلماً وعدواناً اقول: هذا موضوع كبير ما يتعلق بالمنشآت ما يتعلق بالدماء التي سُفكت موضوع كبير.. لكن أقل شيء نريد الخروج بحصيلة بما تحفظ استقلالية اليمن وكرامة شعبه.
ألا ترون ان العدوان الذي يتعرض له اليمن يأتي في سياق مخطط تدميري تقسيمي للمنطقة العربية..؟
- بكل تأكيد اليمن ليست حالة منفردة.. اليمن هي جزء من منظومة خطط لها منذ زمن، وما نراه الآن هو نتائج.. أما المخطط فهو طويل يوم يأتون باسم الدين.. ويوم يأتون باسم العلمانية والديمقراطية والليبرالية والحرية وحقوق الانسان.. عناوين مختلفة ومتعددة لكن الهدف هو كيفية ابقاء المواطن العربي متخلفاً متجزئاً لا يتطور سياسياً.. لا يتطور ثقافياً.. يتآمرون على ثقافتنا.. حتى المناهج الدراسية الآن لاشك انها في أيادٍ تضع لنا ما ينبغي ان نتعلمه ونعرفه لخدمة أهداف ومصالح قوى الهيمنة الدولية والإقليمية كما أنها تضع لنا البرامج دون ان نعرف ذلك كشعوب وامة في كثير من الاحيان.. ربما نكتشفها متأخراً، فاليمن جزء من منظومة متكاملة تنفذ بأساليب مختلفة، هناك ما ينفذ بالترغيب وهناك ما ينفذ بالترهيب.. نحن ينفذ علينا هذا البرنامج بالترهيب نركع نسلم نوقع كل ما يطلب منا وإلا العصا.. هذا ما يجري لنا الآن كيمنيين وعرب.. يتصوروا ن أن العصا ستطوع لهم اليمنيين.. اليمنيون ينطلقون من ثقافة من حضارة ينطلقون من تاريخ يمتد لآلاف السنين.. ومن يريدون ان يطوعوا اليمنيين هم ادوات هم ليسوا اصحاب القرار او صاحب الفكرة الاساسية في الاستراتيجية الاستعمارية أو التجزيئية للمنطقة وادخالها في خلافات سياسية وخلافات دينية وخلافات مذهبية، هذا الكلام جزء من وسائل او من ادوات تنفيذ استراتيجية اعداء الامة.. المخطط للمنطقة واحد وهناك غرفة عمليات دولية تقود العالم كله.. فإذاً اليمن جزء من هذا المخطط وما يجرى في اليمن سيجري على كل الدول العربية.. جرى في العراق وبعض الانظمة العربية والخليجية وحتى الكثير من مجتمعاتنا يتصور لهم انه يستهدف العراق وحده.. كانوا هم يروجون لنا أكذوبة، صدقناها انها تمتلك اسلحة التدمير الشامل سلاح التدمير الشامل هل هو محرم على العرب ومجاز لإسرائيل، هل هو محرم على منطقة الشرق الاوسط ومجاز لأوروبا وامريكا.. اذا كنا نتعامل من جانب انساني فيجب ان نخضع كلنا لهذا المفهوم الكبير لكن ارادوا ان يوهمونا بهذه المفاهيم الانسانية كي نغزو بعضنا البعض.. وبعد ان خرجت من التوازن في المنطقة مصر كانت الحلقة الأقوى للامة العربية، والعراق سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً وحضارياً بعد مصر وبعد ان ضربوها تم ضرب سوريا وليبيا، وبالتالي هذا المخطط الذي بدأ من العراق والآن نرى نتيجته في اليمن وسنرى تطورات كبيرة لهذا المخطط في مصر والمنطقة العربية وخاصة دول الخليج التي منذ ما يقارب ثلاثة عقود على قبولها دورالأداة في اشعال المنطقة بالصراعات والحروب والارهاب ومايقارب العامين والنصف من عدوانها على اليمن بدأت المؤشرات تتجه نحوها.
تعتقدون ان للعدوان على اليمن تأثيراً على الازمة الخليجية..؟
- الصمود اليمني علَّم الآخرين درساً وحتى علم من يريد ان يهيمن ويستعمرنا.. أما ما نراه نحن وماهي الأداة التي يعاقب بها اليمن الأدوات المأجورة.. هذه هي ادوات لكن الاصل هناك في الغرب وعلى رأسها امريكا.. فصمود اليمني بحد ذاته بغض النظر عن حجم التضحيات والاراضي التي تهيمن عليها عدد من العصابات على اختلاف مسمياتها.. لكن الحقيقة الهدف واحد والغاية واحدة والموت واحد.. فصمود اليمنيين خلق معادلة جديدة في المنطقة.. وأسهم في وصول دول الخليج إلى ما وصلت إليه من نشر غسيل بعضها البعض.. طبعاً دول الخليج الدور جاء عليها بوسائل أخرى غير التي استخدموها في اليمن.. وربما هي مستهدفة اكثر من اليمن.. لقد كانت اليمن هي الحاضنة والعمق الاستراتيجي من حيث الموقع الجغرافي والكثافة البشرية ونوعياتها المرتبطة بالحضارة والتاريخ.. لهذا اليمن كانت وستكون لهم عوناً وسنداً لو لم يشنوا الحرب العدوانية عليها وعلى رأسها السعودية التي دمرت وخربت اليمن وسفكت دماء أبنائه.. الآن يأتي دورها بطريقة أخرى.. وبالتالي ستكون كمرتعه أو مزرعة للأمريكان وهذا واضح وضوح الشمس.. حتى الخلاف القطري السعودي هو ليس خلافاً لا قطرياً ولا سعودياً.. الامريكان يريدون احراق المنطقة ولن يتركوا لرعاة الجمال الا الجمال وسيكون ذلك زيادة عليهم..
من خلال قراءتكم هذه لصمود اليمنيين أمام تحالف عدوان إقليمي ودولي ولمجمل المتغيرات في المنطقة والعالم.. هل انتم متفائلون أم متشائمون تجاه نهاية ما يتعرض له اليمن من حرب عدوانية..؟
- أنا قناعتي ان الاهداف التي رسمت في اليمن لم تتحقق وهذا لن يجعلهم يوقفونها بل يعيدون مخططاتهم.. هل سيأتون لها بسلاح جديد وسيدخلون من باب السياسة مثلاً.. من باب الاستعطاف الانساني نظراً لما تعانيه اليمن.. هل سيأتون لها من ابواب أخرى؟!.. وبالتالي المشكلة لم تنتهِ.. هذا ينبغي ان يكون واضحاً.. هل سيغيرون الأسلوب ؟!.. هل سيغيرون السلاح؟!.. هل سيغيرون الوجوه ؟!.. هذا سيعتمد على حكمة وقراءة اليمنيين للمشهد السياسي الداخلي والمتغيرات في المنطقة والعالم كله الذي تحكمه دوائر محددة.. وهذه الدوائر لديها استراتيجية ثابتة ليست من اليوم ربما رسمت قبل عشرات السنين.. هم لديهم خطة واضحة ومحددة تختلف الاساليب والوسائل باختلاف الزمان والمكان وباختلاف التطور ويبقى الهدف وهو واضح، حتى الكونجرس الأمريكي وحتى الأمم المتحدة هم عبارة عن موظفين لدولهم.. المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة موظف لأمريكا.. وبالتالي يستلم تعليماته من الأجهزة الامنية والرئاسية داخل أمريكا ماهو توجيه أمريكا سيكون مندوبهم في الأمم المتحدة وكذلك الروس والعالم كله مرتبطاً بمصالح.. المبادئ والقيم الإنسانية انتهت.. الديمقراطية انتهت في العالم ومايوجد عبارة عن شعارات لتضليل الناس فالممارسات هي ابعد ماتكون عن كل هذه العناوين والشعارات البراقة..بالنسبة للديمقراطية هو شعار عريض وطويل يتغنون به ويرددونه ويريدون ان يسوقون لنا بالطريقة التي يرونها وبالتالي اصبح هذا الشعار الديمقراطي سلاحاً خطيراً يتلاعبون كيفما يشاؤون.. فاذا الموقف الدولي أو موقف الأمم المتحدة أو موقف الكونجرس الامريكي خاضع للقرار السياسي للحكومات المركزية والقرار المركزي في داخل أمريكا او غيرهم ويخضع لمصالح تلك الدول.. وبالتالي لا نتوقع من هؤلاء شيئاً.. نعم العالم ربما يتخاطب معنا انسانياً الناس يعرفون أن هناك مظلومية على اليمنيين ويعرفون أن هناك ظلماً وقهراً وتجبراً وتكبراً على هذا البلد لكن كل هذا لا يرقى إلى مستوى الشعارات التي يرفعونها وتجعلهم يقفون إلى جانبه.
ربما الديمقراطية بمفهومها النسبي موجودة في شكل مؤسسات منتخبة وحرية رأي وبالأخذ بالاعتبار مصالح المجتمع في الدول الغربية..؟
- ليس هناك ديمقراطية طالما المال هو الذي يتحكم بمصير الشعوب.. وعندنا مثل يقول : "من ملك المال ملك الرقاب" طالما أن المال مسخر لعداوة الانسان ولإهلاك وتخريب الشعوب والضمائر.. اذاً ليس هناك ديمقراطية.. ولا حقوق انسان.. ولا.. ولا.. ولا.. الخ.
اذا كانوا لا يريدون لنا ديمقراطية ولا حقوق إنسان لتحقيق مصالحهم.. اذاً لماذا يحاربوننا..؟
- يحاربوننا؟! لأننا نعتنق رسالة سماوية اسمها الدين الاسلامي.. الذي لا يرضى بهذا العدوان والاجرام الذي نتعرض له لا سلوكاً ولا شرعاً ولا عرفاً.. وبالتالي سيحاربوننا لشيئين أساسيين أو لثلاثة اشياء أساسية.
اولاً: لما نعتنقه من ديانة سماوية سمحاء ولما نمتلكه في أرضنا من ثروات ومن خيرات.. ويجب ان نكون واثقين من ان البعد الثالث هو التاريخي الحضاري الانساني لما له من دور كبير في بناء الانسان والذي مهما تآمروا عليه ومهما حاولوا ان يجهضوا هذا البعد فلن يتمكنوا بإذن الله سبحانه وتعالى.
وعودة إلى البداية «المصالحة الوطنية».. هل هي الحل..؟
- سنعود إلى دعوة الزعيم المتجددة إلى المصالحة الوطنية.. اذا تصالحنا مصالحة حقيقية سنوحد الجبهة السياسية والثقافية والعسكرية وسنسهم في تغيير كثير من المفاهيم المغلوطة في المجتمع اليمني.. لان موضوع المصالحة وتوحيد الجبهة الداخلية هو من أخطر الأسلحة المهمة الذي يجب ان نواجه به العدوان.. فاذا تسلحنا بهذا السلاح فكن على ثقة بأننا انتصرنا في المعركة وسننتصر بإذن الله..
هناك من يقول إن الدور الثقافي غائب بشكل ملحوظ في التصدي للتحديات التي واجهها الوطن لاسيما في السنوات المنصرمة من هذا العقد أو لم يرتقِ إلى المستوى المطلوب في مواجهة العدوان الخارجي..؟
- حقيقةً الموروث ثقيل واليمن ورثت تركة غير عادية من التجهيل المصطنع والمتعمد ليس تجهيلاً عادياً.. وبالتالي ما يقوم به المجتمع لانقول نحن قادرون على تصنُّعه..
المقصود أن كل حدث كبير يوجد تغيراته الثقافية المنبثقة من صميم الشعب والمجتمع.. فما الذي حصل..؟
- ليس صحيحاً، ولكن نقول ما يقوم به المجتمع اليمني كله.. نحن نتصارع مع افكار اخرى ومع حضارات اخرى ومع قيم اخرى.. هناك صراع حضاري موجود بيننا وبين الآخرين.. ورغم ذلك فالشعب اليمني باعتقادي يؤدي دوره لكن الدور في كثير من الاحيان لا نراه او لا نلمسه لمس اليد.. لا نراه رؤية العين.. نتيجة عدم رضانا لما نقدمه لاننا نعتقد ونتصور بان المطلوب ان نقدم أكثر مما نقدمه الآن والحقيقة ان هناك كثيراً من القطاعات والاتجاهات والمدارس الثقافية تعمل في هذا المجال شيئاً كثيراً لكن مثل ما قلت لا نلمسه ولا نشعر به.. لاننا لا نوحد الخطاب السياسي والثقافي حتى يبرز بالشكل المطلوب لأن كل طرف الآن يفهم الثقافة بعقليته بما يريده هو ربما بخلفيته السياسية أو الفكرية أو الدينية.. اقصد ان هناك نظريات مختلفة ومتعددة..
الثورة اليمنية «26 سبتمبر و14 أكتوبر» كان الفعل الثقافي عاملاً رئيسياً في قيامها وتصدر قيادتها مثقفون وكذلك الوحدة.. فلماذا يتراجع هذا الدور أمام العدوان الخارجي غير المسبوق على اليمن..؟
- الثقافة لها ادواتها وجزء كبير من الادوات التي تتحدث عنها من سبتمبر إلى اليوم انتهت.. واليمن جرى عليها مؤامرة كبيرة.. مؤامرة على الانسان.. وبالتالي لو نقر كلنا بأنه في الفترة الاخيرة كان هناك تآمر على الانسان وعدم بناء الانسان أي أن من هؤلاء الهامات الوطنية الكبيرة التي انتهت لم تعوض ولا حاولنا في خططنا التعليمية والثقافية والتنموية تعويضها، لهذا علينا ان نقر بأن هناك اخطاء وقصوراً.. في تلك الأيام قبل مايزيد عن نصف قرن كان دور المثقفين رئيسياً ومحورياً في قيام الثورة اليمنية «سبتمبر وأكتوبر» تصدروا صفوف النضال لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية وهي التي ادامت الزخم الوطني وكانت الثقافة ليست ماهي عليه الآن وكان المثقفون كماً ونوعاً افضل مما هم عليه.. ربما كلنا اسهمنا في عدم بناء الانسان وهذا هو سبب ضعف هذا الجانب الثقافي الذي له ادواته.. فهناك فرق بين من يقرأ الكتاب وبين من يفهمه.. هناك كثير من الادوات وكثير من الوسائل فقدناها.. الآن المسرح غير محبب والسينما غير محببة والنشاط الثقافي غير مرغوب.. ولاشك ان هذا ينعكس على ثقافة المواطن اليمني وعلى الوطن بأكمله ثقافياً.. خلاصةً.. كلما قلت ثقافتنا زاد غباؤنا وجهلنا، وسهَّل هذا على اعدائنا استغباءنا والتآمر علينا..
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 10:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51170.htm