الميثاق نت -

الخميس, 17-أغسطس-2017
بقلم / حمود خالد الصوفي -
مثل تأسيس المؤتمر الشعبي العام في ٢٤ أغسطس عام١٩٨٢ انفراجا مهما لحالة الاحتقان السياسي التي كانت قائمةً خاصة ان التأسيس جاء اثناء صراع عسكري كان قائما بين الدولة والجبهة الوطنية في عدة محافظات ، وبعد محاولة انقلاب عسكري عام٧٨ تعقبها حرب بين الشمال والجنوب في العام التالي لمحاولة الإنقلاب .. ومع كل هذا كانت البلاد تعاني من حالة انقسام مجتمعي كانت هي سيدة المشهد السياسي حينها .
وقام المؤتمر الشعبي العام على عقيدة وطنية تحتضن التنوع الايديولوجي لمختلف المكونات السياسية مما ادى الى تنفيس تلك الاحتقانات وانعكاسها على المجتمع على شكل استقرار نسبي تمكنت من خلاله القيادة السياسية بقيادة الرئيس السابق علي عبدالله صالح من الإلتفات إلى قدر من الاهتمام بالبناء التنموي بالتركيز على استخراج الثروات والتفرغ ايضا لمراكمة عوامل وشروط توحيد شطري اليمن .
فالمؤتمر نشأ ونما متحررا من عقد الايديولوجيات ومن قيود الارتهان للخارج مما جعله يصنع مواقفه الوطنية ويتعامل مع المتناقضات ومع المؤثرات الوطنية والاقليمية باستقلالية وبرؤية وطنية محضة غير مثقلة بمحددات ايديولوجية ، وبلاقيود صارمة تقيد حركته التنظيمية في التعامل مع هيئاته القيادية والقاعدية وهذه ميزات منحته الديمومة والبقاء وجعلته يستقبل في صفوفه افواجا كبيرة من الذين غادروا احزابهم بعد ان ضاقوا بحالة التخشب والجمود اللتي كانت تتحكم بحركة تلك الاحزاب.
ان هذه السمات التي تمثل ملامح المؤتمر الشعبي العام وتعبر عن جوهره الوطني النقي من شوائب العقد التاريخية التي تثخن البنى التنظيمية والفكرية لبقية الاحزاب التقليدية هي التي منحت المؤتمر طول البقاء والاستمرار كحزب حاكم وحتى بعد خروجه من السلطة.
فهو خيب كل المراهنات التي كانت تزعم انه سينهار ويتداعى اذا خرج من الحكم، ولكنه زاد تجذرا في المجتمع وترسخ في الوعي الجمعي كحزب وثيق الصلة بهموم الناس واكثر فاعلية في التعبير عن تطلعاتهم وترجمة طموحاتهم ، خاصة ان من اعقبه في تولي امور البلاد قدم تجربة هزيلة لايعتد بها ولا يراهن عليها، وما هذا الالتفاف الشعبي الواسع حول المؤتمر وقيادته وفي هذه الظروف الوطنية المرتبكة الا برهان قاطع ان تمثيل الجماهير وتبني امالها وتطلعاتها هي فاتورة الاستحقاق التي تمنح من يحملها القدرة على النهوض بالقضايا الوطنية وتولي ادارتها باقتدار وكفاء عالية.
لقد كانت تجربة المؤتمر الشعبي العام في ادارة البلاد تجربة تستحق الثناء والإقتداء بها .. وتجربته وهو خارج الحكم ايضا تعتبر استثنائية ولم تسقط في حضيض العدم كما سقطت تجارب اخرى كتجربة الحزب الوطني المصري والمؤتمر الشعبي الليبي والتجمع الدستوري التونسي... بل وحتى حزب البلاشفة السوفيتي .
وفعالية الاحتفال بذكرى تأسيسه وبهذا العنفوان الشعبي العارم هو تأكيد على ان المؤتمر حزب يمني اصيل وجدير بالبقاء وبتمثيل الجماهير في جميع محطات التاريخ ومراحله وتنوعه.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51366.htm