محمد أنعم - توجيه الاتهامات للمؤتمر الشعبي العام والملايين من أعضائه وأنصاره في مختلف محافظات الجمهورية والذين يحتشدون استعداداً للمشاركة في مهرجان تأسيس المؤتمر يوم 24 أغسطس، بعدم المشاركة في معارك الشرف دفاعاً عن الوطن ومواجهة العدوان الهمجي السعودي، اتهام خطير، ويجب وقف من يوزعون صكوك الوطنية عند حدودهم وفضح مخططهاتهم القذرة التي يسعون الى تنفيذها في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا الوطني..
يدرك الشعب اليمني جيداً ومنذ عقود ان المؤتمر الشعبي هو الذي يدافع عن الوطن، ويعرف جيداً من يدافعون عن المشاريع الخاصة، ولا يستطيع أيٌّ كان أن ينكر أن المؤتمر هو مَنْ حرر القرار الوطني من الوصاية الخارجية وأوقف التدخلات في الشأن اليمني وحصن اليمن بالرجال الأشداء الذين يخوضون اليوم معارك حديثة وبأسلحة متطورة ضد العدوان السعودي، بينما نجد المزوبعين اختصرت معاركهم داخلياً في محاولة لتحقيق مشاريع صغيرة.
واحتشاد ملايين المؤتمريين من كل أرجاء اليمن للاحتفاء بالذكرى الـ 35 لتأسيس المؤتمر، لا يعني ذلك ان من يذود عن الوطن ويتصدى للعدوان الذي تشارك فيه (17) دولة، هم تلك (الشلة) فاعتقاد كهذا مجرد هذيان لمعتوهين ومصابين بحالات نفسية، سيما وأن الدفاع عن الوطن والتصدي للعدوان الخارجي قضية الشعب اليمني كله، ومن السذاجة ان تجير جماعة أو حزب هذه الملاحم الوطنية لنفسها وتتجاهل تضحيات كل ابناء الشعب اليمني العظيم وكل القوى الوطنية المتصدية للعدوان وفي المقدمة المؤتمر الشعبي العام..
لقد بات واضحاً أن الحملة الموجهة ضد المؤتمر الشعبي العام وجماهيره والتشكيك بمواقفهم الوطنية ومحاولة طمس تضحياتهم البطولية من قبل أدعياء الوطنية هي محاولة لشق الصف الوطني وضرب الجبهة الداخلية المتصدية للعدوان ومرتزقته لتنفيذ المخطط السعودي الاماراتي بعد ان فشلوا عسكرياً في تنفيذ مؤامرتهم واسقطها رجال الرجال في جبهات المواجهة المسلحة سواءً في العمق السعودي أو في شبوة ومأرب ونهم والجوف والمخا وحرض وميدي وغيرها.
ولدحض تخرصات مرضى النفوس، فقد وقف المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح في مقدمة الصفوف مدافعاً عن اليمن ارضاً وانساناً فهب الجميع لمواجهة العدوان الخارجي إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية.. ولبَّى الجميع نداء الوطن والواجب، وعلى هذا الدرب المقدس قدم المؤتمر الشعبي العام قرابة عشرة آلاف شهيد من خيرة اعضائه وأنصاره في جبهات البطولة والشرف إيماناً بواجبه كتنظيم وطني، تجاه بلاده وشعبه.. ولأن المؤتمر يظل هو اللاعب الأقوى في الساحة فقد استهدف تحالف العدوان قيادته منذ اليوم الأول للعدوان، كما تعرضت مقراته للاستهداف والقصف والحرق والنهب من قبل العدوان ومرتزقته وفي المقدمة منازل الزعيم علي عبدالله صالح ومنازل قيادات مؤتمرية في العاصمة وبقية محافظات الجمهورية.
ليس من أخلاق المؤتمريين أن يمنُّوا على الوطن لكن طالما وهناك محاولات ممنهجة لتجيير تضحيات الشعب اليمني وليس فقط الأدوار والمواقف الوطنية للمؤتمر الشعبي، كان لزاماً أن نورد بعضاً من الحقائق التي تؤكد أن تحالف العدوان ومرتزقته يخوضون حرباً شرسة ضد المؤتمر وقيادته، لأنه يمثل الرقم الصعب والقلعة الحصينة التي تتحطم عليها مؤامرات أعداء شعبنا، خاصة بعد أن نجحوا بالمال المدنس في شراء قيادات أحزاب كبيرة كحزب الاصلاح والحزب الاشتراكي وجندوهم كمرتزقة ينفذون أجندتهم، علماً أن مثل هذه الصفقات القذرة كانت أول ما عُرضت على قيادة المؤتمر الشعبي العام فرفضها المؤتمر رفضاً قاطعاً، الأمر الذي دفع السعودية والإمارات لتنفيذ مخطط تآمري قذر استهدف أولاً استدراج السفير أحمد علي عبدالله صالح الى السعودية ومن ثم دعوته الى أبوظبي ليتم بعد ذلك فرض اقامة جبرية عليه وعلى أكثر من 35 شخصاً من أفراد أسرة الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر.
ولم تكتف دول تحالف العدوان بذلك بل إنهم ظلوا ومايزالون يضعون الزعيم الرقم الأول للاستهداف فقصفوا بقنابل أكثر تدميراً كل منازله ومنازل أقاربه ومزارعه وكل شيء له علاقة به وبأفراد أسرته، كما استهدف العدوان حياة وأسرة الشيخ يحيى علي الراعي -رئيس مجلس النواب الأمين العام المساعد للمؤتمر- حيث قامت الطائرات السعودية بقصف منزله في ذمار بغارتين استشهد على إثرهما نجله يزن وعدد من أفراد أسرته وحراسته وأصيب نجله الآخر بإصابات بالغة.. هذا خلافاً عن استهداف منازل قيادات المؤتمر ومنهم علي أبو حليقة وعبدالرحمن الأكوع وأسرة آل البحر في تعز، ومنزل القيادي المؤتمري عبدالله مجيديع واستشهاد عدد من احفاده في مأرب.. وهذا على سبيل الذكر، والجميع يعتبر ذلك شرفاً وواجباً وطنياً تجاه بلادنا وشعبنا اليمني العظيم.. ولم يسع أي مؤتمري منذ تأسيس تنظيمهم الرائد قبل 35 عاماً لاستخدام هذا الواجب الوطني كورقة للابتزاز أو للحصول على مكاسب مادية أو وظيفية على الاطلاق.. لأن عضو المؤتمر تربى على أن حب الوطن من الإيمان وأن الدفاع عن اليمن والنظام الجمهوري ومكاسب يمن الـ22 من مايو 1990م واجب وطني مقدس.
وها هي ساحة معركتنا الوطنية لاتزال مفتوحة.. وها هم فرسان المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم يقفون في الصفوف الاولى يدافعون عن الوطن والشعب والثواتب الوطنية، ويتصدون ببسالة للعدوان الهمجي، ويعملون ليل نهار من أجل تعزيز الجبهة الداخلية ووحدة الصف ولم تثنهم أو تزعزع من قناعاتهم الراسخة ومواقفهم الوطنية كل تلك الجرائم التى طالت قياداته أو مقراته وفي مقدمتها مقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام الذي تعرض للقصف من قبل طائرات العدوان السعودي، وكذلك مقرات المؤتمر في تعز وحضرموت وابين وعدن ولحج والضالع وشبوة وذمار، بل زادته صموداً وثباتاً في مواجهة العدوان، كما رفض المؤتمر كل الاغراءات التي عُرضت عليه لقناعته أن الدم اليمني غالٍ وأنه لا يمكن أن يرضخ لترهيب العدوان على الاطلاق..
ونورد باختصار وايجاز نماذح من استبسال ابطال المؤتمر الشعبي العام في الجبهات في داخل العمق السعودي وعلى رأسهم الشهيد الملصي ورفاقه الأبطال، وجاء تأكيد الأستاذ عارف الزوكا -الجمعة- أن المؤتمر قدم آلاف الشهداء دفاعاً عن الوطن، خلال لقائه بأبناء سنحان وبني بهلول كرسالة لمن في قلبه مرض، سيما وأن مديريات الطوق قدمت الآلاف من الشهداء وفي المقدمة سنحان وبني مطر ونهم وغيرها، وهذه مجرد رسالة.
الى ذلك يخوض القيادي المؤتمري الشيخ عبدالجبار عايض رباش معارك بطولية للعام الثالث في جبهة الوازعية ويقدم التضحيات الجسام، حيث استشهد الكثير من اقاربه وابناء قبيلته ومايزالون يقدمون الغالي والنفيس وفي المقدمة ارواحهم الغالية دفاعاً عن الوطن والشعب جنباً الى جنب مع أبطال الجيش واللجان.. وفي جبهة نجد قسيم يخوض الشيخ عبدالولي الجابري عضو مجلس النواب عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر معارك مشرفة فقد استشهد وأصيب اكثر من 25 شخصاً من اقاربه في هذه المعركة الوطنية، وكذلك يسطر أعضاء المؤتمر وقوات الجيش واللجان الشعبية اروع الملاحم البطولية في الدفاع عن الوطن وسيادته في جبهة ذوباب وبفضل تضحياتهم وصمودهم أفشلوا مخططات العدوان ومرتزقته.. وفي جبهة كرش تقف قبائل الحميدة في مواجهة العدوان وقد قدم المؤتمر فيها خيرة كوادره، ويصعب تجاهل تضحيات ابناء الشويفة والراهدة بقيادة الشيخ محمد منصور والذي استشهد من افراد اسرته اكثر من 20 شخصاً..
أما في جبهة صرواح مأرب فقد شكل صمود وتضحيات ابناء مارب بقيادة الشيخ المناضل الجسور صالح بن سودة طعيمان ومحمد الزايدي عضوي اللجنة الدائمة للمؤتمر والآلاف من أبناء صرواح الأبطال وللعام الثالث شكلوا انموذجاً لا مثيل له في الثبات والتضحية والصمود الوطني فقد سطروا ملاحم بطولية سيدونها التاريخ في أنصع صفحاته وألحقوا الهزائم النكراء بالعدوان ومرتزقته.. وبالمثل مايزال ابطال المؤتمر وقوات الجيش والامن واللجان الشعبية في مديرية نهم صامدين ثابتين في الدفاع عن الوطن ومواجهة المرتزقة والعملاء وهناك تقف أسود الوطن من أبطال الجيش واللجان ويتصدر الصفوف من ابناء نهم الشيخ عبدالله عاصم رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام والشيخ احمد درهم الشليف ود.خالد معصار عضو مجلس النواب والشيخ علي الجرادي، وآل ربيد وغيرهم من أبناء نهم الأبطال..
والأمر نفسه لأبطال الجوف وفي المقدمة فرسان المؤتمر الذين حولوا هذه المحافظة الى محرقة للعدوان ومرتزقته، وكذلك ابناء حجة وعلى وجه الخصوص فرسان مؤتمر حرض وميدي..
ويصعب هنا الحديث عن ملاحم ابطال شعبنا في مأرب الصمود والإباء وشبوة الشموخ وصعدة والضالع والذين يلقنون العدوان دروساً مُرَّة وهزائم نكراء..
لم نكن نحبذ الحديث بمزيد من التفاصيل عن تضحيات ابطال المؤتمر لإيماننا أن هذه هي معركة شعبنا اليمني العظيم دفاعاً عن حريته وكرامته واستقلاله وسيادته، وهي المعركة الأسمى للمؤتمر منذ تأسيسه.
|