فيصل الصوفي -
❊ النسيان فعل غير ارادي ومتروك للذاكرة.. فصاحب الذاكرة الجيدة أو القوية يمكنه سرد واقعة حدثت له قبل سبعين سنة، بينما صاحب الذاكرة الرديئة ينسى اسم الطعام الذي تناوله قبل أربع ساعات.
يدعي غالبية الناس في اليمن أنهم يعانون من النسيان الشديد.. نسيت الموعد.. نسيت محفظة الفلوس.. نسيت أن أكلم فلاناً بشأن موضوعك.. نسيت المذكرة أو الورقة ولا أدري أين وضعتها.. آسف يا أمي لقد نسيت أن أتصل بك.. وهكذا كلهم يتعللون بالنسيان ويدافعون عن افعالهم المكشوفة أيضاً بالنسيان، يقولون ذلك حتى وهم منهمكون في تناول البيض والجزر والعسل والغذاء المقاوم للنسيان.
لكن في لحظة ما يفتضح هذا النوع من النفاق الاجتماعي، فما إن يستثار أحدهم أو بمجرد أن يغضب إذا به يعرض نفسه كأعجوبة في مجال قوة الذاكرة.. يتذكر ما حدث له أو لقومه قبل ميلاده أو يوم كان ابن ست سنين، وذلك الموظف الذي دخلت معه في شجار حاد بسبب كونه نسي »ملفك« يعاملك أو تعامله كخصم عندما تلتقيان في حفل عرس بعد عشر سنوات.. ويالنا من أناس مصابين بداء النسيان!!
^ أزعم أنه بدلاً من استخدام هذا السلاح المفضوح، علينا أن نقوي شيئاً مهماً في متناول نفوسنا.. أعني بذلك هذه الكلمة.. التسامح وقبل هذه الكلمة الغريبة ثمة كلمات غير مفهومة اليوم كالصراحة والصدق والثقة.. المتبادلة.!!