الميثاق نت: - أكد البيان الصادر عن الحشود الملايينية للمؤتمر الشعبي العام اليوم في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء على مواصلة الصمود ووحدة الجبهة الداخلية ورفضه لكل محاولات شق الصف الوطني المقاوم للعدوان بأي شكل من الأشكال.
وحث البيان على عدم الانجرار وراء المهاترات والمكايدات السياسية والتصدي للحملات الإعلامية التي تستهدف التأثير على الموقف الوطني المقاوم للعدوان ومحاولات الإساءة والإستهداف الممنهجة للرموز الوطنية.
وطالب البيان الذي تلاه الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ ياسر العواضي المجتمع الدولي بإتخاذ قرار حازم ومُلزم بوقف العدوان على اليمن، ورفع الحصار.
الميثاق نت ينشر نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) صدق الله العظيم.
في هذا اليوم المؤتمري البهيج الذي يحتفي فيه المؤتمريون والمؤتمريات وحلفائهم وأنصارهم ومعهم أبناء شعبنا اليمني العظيم بالذكرى الخامسةِ والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، نجدها مناسبةً لنعبِّر عن أبلغ معاني الفخر والإعتزاز، والتقدير والشكر والعرفان للحشود الملايينية التي توافدت من كلِ بقاع الوطن إلى العاصمة صنعاء وإلى هذا الميدان.. ميدان الصمود والتحدّي والنصر (ميدان السبعين) بحماسٍ واندفاعٍ كبيرين وبجهودٍ طوعيةٍ وذاتية، تلبيةً لنداء تنظيمهم الرائد المؤتمر الشعبي العام وقائده المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق، رئيس المؤتمر الشعبي العام للإحتفاء بذكرى التأسيس التي تأتي تأكيداً وتعزيزاً لصمود شعبِنا اليمني العظيم في مواجهة العدوان الغاشم والحصار الجائر المفروض على وطننا وشعبنا.
فالتحية لهم فرداً فرداً، والتحية موصولة لكل الجماهير ولكل المؤتمريين والمؤتمريات وكل أنصار وجمهور المؤتمر الذين لم يتمكنوا من المشاركة والوصول إلى صنعاء نتيجة الظروف القاسية وشحّة الإمكانات التي تسبّب بها العدوان والحصار.
والتحية والإعتزاز للرجال الرجال في الجيش والأمن واللجان الشعبية والمتطوّعين الذين يخوضون أشرف معارك الدفاع عن الوطن، سواءً كانوا في جبهات ماوراء الحدود، أو في ميادين المواجهة مع جحافل قوى العدوان والمرتزقة والعملاء..
والرحمةُ والغفران لشهداء الوطن الأبرار الذين قدّموا حياتهم فداءاً للوطن ودفاعاً عن الشعب في جبهات المواجهة والتصدّي للعدوان.. ولكل الشهداء الذين استهدفتهم طائرات وبوارج وصواريخ العدوان من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ الأبرياء.
لقد كان ميلادُ المؤتمر وتأسيسه كتنظيمٍ سياسي جامع امتداداً للحركةِ الوطنية اليمنية، وخطوةً تاريخية بالغةَ الأهمية لإيجاد حامل حقيقي لفكر الميثاق الوطني المستمد مضامينهَ من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه السامية، والمعبِّر عن آمال وتطلّعاتِ أبناءِ شعبِنا اليمني الذي أقرّ الميثاق كوثيقة وطنية حظيت بإجماع القوى الوطنية والسياسية على الساحة اليمنية، والمجسّد للوسطية والإعتدال وثقافة الحوار، والحرص على المصالح العليا للبلاد، ومترجماً لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر إلى واقعٍ ملموس، من خلال التوافق على قواعد عامة وآليات واضحة لتنظيم وتوسيع المشاركة السياسية والتنافس على السلطة بطرق ديمقراطية وسلمية وبما يُسهم في توجيه طاقات العمل السياسي نحو تحقيق الإستقرار كمقدمةٍ حتمية لتنفيذ مشروع التغيير والبناء والتطوير الشامل الذي عمل المؤتمر على تحقيقه في مختلف المجالات الإقتصادية والتنموية والثقافية والإجتماعية والعسكرية والأمنية.. وقد كان أهم وأعظم تلك المنجزات هو إعادةُ تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م والتي كان للمؤتمر الشعبي العام وقائده المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح شرف تحقيقَها إلى جانب الحزب الإشتراكي اليمني.. ثم الدفاع عنها ضد محاولات الإرتداد والنكوص، وحرصه على إرساء أسس الديمقراطية كنهجٍ وخيارٍ لا تراجع عنهما، بما يمكّن الشعب من اختيار ممثليه في مجلس النواب والمجالس المحلية وانتخاب رئيس الجمهورية بإرادةٍ حُرّة ومباشرة وعبر صناديق الإقتراع، وأن ما يعتز ويفتخر به المؤتمر اليوم أنه يقف إلى جانب الشعب في مواجهة العدوان على مختلف الأصعدة العسكرية والسياسية والأمنية..
إن المؤتمر الشعبي العام وهو يحتفي اليوم بذكرى تأسيسهِ الخامسة والثلاثين يوجّه أسمى آيات التحايا والتقدير والإعتزاز لهذا الحشد الملاييني للمؤتمر وأنصاره وجماهيره.. مقرونةً بأبلغِ معاني الإجلال والإكبار والتقدير لشعبنا اليمني العظيم على صمودهِ وصبرهِ ومقاومتهِ للعدوان الغاشم/ والحصار الظالم، ويؤكد على مايلي:
1- إستمرار الصمود الأسطوري لشعبنا والذي سَيسَجلُ في سفر التاريخ كمرحلةٍ مضيئةٍ مفصلية من تاريخِ كفاح الشعب اليمني ونضاله الجسور دفاعاً عن كرامتهِ وعزّتهِ وتربةِ أرضهِ الطاهرة وعن وحدتهِ وسيادتهِ واستقلالهِ ضدَ مؤامرات الأعداء ومخططات الغزاة والمحتلين.
2- يثمّن الحشدُ الملاييني عالياً التضحيات والبطولات العظيمة التي يجترحها أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية والمتطوّعين من عامة أبناء الشعب، الذين يقدمون أرواحَهم ودماءهَم وأموالهَم رخيصةً في سبيل الذود عن الوطن ووحدته وسيادته وإستقلاله وفي التصدّي للمعتدين والغزاة والمحتلين ومرتزقتهم وقوى الإرهاب، ويؤكد أن تلك التضحيات لن تذهبَ سُدى، وأنها ستُخلّد في أنصع صفحات التاريخ كمآثرَ نضالية عظيمة، وستمثلُ دروساً تتعلّم منها الأجيال القادمة معاني الولاء والإنتماء للوطن، وقدسية الدفاع عنه.
3- يؤكد المؤتمر الشعبي العام على مواصلة دعم جبهات الشرف والبطولة والعزّة -عسكريّاً وإقتصاديّاً وسياسيّاً وإعلاميّاً- وعلى موقفه الثابت والمبدئي في مواجهة العدوان والحصار ومقاومة كل أشكال الغزو والإحتلال ومخططات إنتهاك سيادة وإستقلال اليمن والتآمر على الوحدة اليمنية وهو الموقف الذي لا يقبل المساومة أو الجدال، فالمؤتمر الشعبي العام كان -وسيظل- صامداً ومدافعاً عن وطنه ووفياً لشعبه كما هو العهد به.
4- يجدد المؤتمر الشعبي العام تمسكه بالثوابت الوطنية ممثلة بالثورة والنظام الجمهوري والوحدة والسيادة والإستقلال والحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية، ويعبِّر عن ثقته المطلقة بأن شعبنا اليمني العظيم، وفي المقدمة المؤتمريون والمؤتمريات وحلفائهم وأنصارهم وكل الشرفاء في هذا الوطن الغالي، سيقفون بالمرصاد لمحاولات الأعداء ودول العدوان والمرتزقة إستهداف الوحدة اليمنية ومساعيهم لتمزيق الوطن وشرذمته وتحويله إلى دويلات وكانتونات وإمارات يسهل السيطرة عليها.
5- كما تؤكد هذه الحشود المؤتمرية حرصها على وحدة الجبهة الداخلية ورفضها لكل محاولات شق الصف الوطني المقاوم للعدوان بأي شكل من الأشكال، ويدعون في هذا الصدد مختلف القوى السياسية وكل الشرفاء إلى عدم الإنجرار وراء المهاترات والمكايدات السياسية والتصدّي للحملات الإعلامية التي تستهدف التأثير على الموقفِ الوطني المقاوم للعدوان ومحاولات الإساءةِ والإستهداف الممنهجة للرموز الوطنية.
6- تعبِّر الحشود الملايينية للمؤتمر الشعبي العام وأنصاره وجماهيره عن قلقهم البالغ من تدهور الأوضاع الإقتصاديةِ الناجمة عن العدوان الغاشم والحصار الجائر المفروض على شعبنا، والذي أدى إلى مضاعفة معاناة الناس بكل شرائحهم وفئاتهم، وخاصة الفئة المتوسطة والفئة الأقلُ دخلاً، جراء منع وصول الإمدادات الضرورية للحياة كالغذاء والدواء، وبالتالي ارتفاع الأسعار وتدنّي مستوى الخدمات، وعلى وجه الخصوص في الجانب الطبي والصحي، وعدم صرف المرتبات لموظفي الدولة منذ عشرة أشهر، ويحمّلون من اتخذ قرار نقل البنك المركزي المخالف للدستور والقانون، كامل المسئولية عن كل ما ترتب عن ذلك وفي المقدمة عدم الوفاء بما تم الإلتزام به أمام المجتمع الدولي وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بصرف مرتبات موظفي الدولة في كافة المحافظات وبدون إستثناء.
7- إن المؤتمر الشعبي كونه يحمل مشروعاً وطنياً ناضل بلا هوادة من أجل تحقيقه، فإنه بقدرِ فخره واعتزازه بما حققه خلال مسيرتهِ الماضية من إنجازاتٍ وتحوّلاتٍ عميقة، يجدد حرصه على الإستمرار ومواصلة مشوار العمل على إستكمال تنفيذ مشروعه الوطني المتمثل بإعادة بناء الدولة المدنية الحديثة عبر التمسّك بالدستور والقوانين والحفاظ على مؤسسات الدولة، وحيادية وإستقلالية القضاء، واحترام حقوق الإنسان، والحرص على تحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية، ونبذ العنف والتطرُّف وثقافة الكراهية والنعرات المذهبية والعنصرية والمناطقية والإنفصالية، والحرص على ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح والتعايش والقبول بالأخر.
8- يجدد المؤتمر الشعبي العام موقفه الواضح والصريح ضد الإرهاب وفِكره وتنظيماته وممارساتها، ويؤكد أن الإرهاب -الذي عانى ولازال يعاني منه شعبنا- كان وسيظل ثقافة دخيلة على مجتمعنا اليمني يجب استئصالها ومواجهتها بكل الوسائل والأساليب، وفي الوقت نفسه يعتبره خطراً يتهدد الأمن والسِلم الدوليين، وهو ما سبق وأن حذّر منه المؤتمر الشعبي العام مراراً، ويدعو في هذا الصدد إلى سنْ قوانين دولية صارمة لمواجهة الإرهاب ومحاسبة ومعاقبة القوى والأنظمة والدول والجماعات والأفراد وكل من يتبنى تمويل ودعم الفِكر الإرهابي وتنظيماته بأي شكل من الأشكال وفي المقدمة استئصال منابعه الفكرية ومصادر تمويله.
9- تستنكر الجماهير الملايينية للمؤتمر الشعبي العام وأنصاره بشدة موقفَ المجتمعِ الدولي المتخاذل والمتواطئ مع العدوان وصمته المطبق إزاء ما يرتكبه من جرائم بحق الشعب اليمني وما يقوم به من مجازر إبادة جماعية والتي كان آخرها المجزرة البشعة والمروّعة التي ارتكبها العدوان فجر يوم أمس الأربعاء في أرحب والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المواطنين الأبرياء، وهي المجازر التي يندى لها جبين الدهر، خاصةً وأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي قد فشلا في تحمّل مسؤولياتهما القانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه ما يتعرضُ له اليمنيون من حربِ إبادة وقتلٍ جماعي.. بل وتحوُّل المؤسسة الدولية المسئولة عن حماية حقوق الإنسان، وتجنيب الشعوب ويلات الحروب إلى مساندٍ للجلاد ضد الضحية.
10- يحمّل المؤتمر الشعبي العام وجماهير الشعب اليمني دولَ العدوان والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي المسئولية الكاملة عن إنتشار التطرُّف والعنف والتنظيمات الإرهابية والتوسّع في السيطرة على المناطق الواقعة تحت سيطرة قوى العدوان والإحتلال وعملائهم ومرتزقتهم، والتي أصبحت القاعدة وداعش وأنصار الشريعة تمارسُ أنشطتَها الإرهابية في تلك المناطق تحت سمع وبصر مايسمّى بالشرعيةِ ودولِ الإحتلال.
11- يعبِّر المؤتمر الشعبي العام عن شكره وتقديره للمواقف المساندة للشعب اليمني وخاصةً مواقفَ الدول التي رفضت الإنخراط في تحالف العدوان وفي مقدِمتها سلطنة عُمان الشقيقة بقيادة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم، وكذلك المنظمات الدولية التي أعلنت مواقفَ صريحةً وواضحة ضد ما يرتكبه العدوان من جرائم وتلك التي تُسهم في تقديم المساندة والدعم الإغاثي والإنساني لليمنيين.
12- إن المؤتمر الشعبي العام بقدر إصراره على الإستمرار والصمود في مواجهة العدوان، فإنه يشدد على حق شعبنا اليمني في الدفاع عن نفسه وكرامته وعزته ووحدته وسيادته واستقلاله، وهو الحق الذي كفلته كافة الشرائع السماوية/ والقوانين والمواثيق الدولية، وأنه في نفس الوقت يمد يده للسلام، سلام الشجعان لا سلام الإستسلام، ويجدد المؤتمر استعدادهَ للحوار والتفاوض للوصولِ إلى سلامٍ عادلٍ وشاملٍ وكامل يقوم على إيقاف العدوان ورفع الحصار وإحترام السيادة اليمنية وإخراج القوات الغازية من اليمن، ورفع اسم اليمن من تحت الفصل السابع وإلغاء العقوبات المفروضة على المواطنين اليمنيين.. وبما يحافظ على وحدة وسيادة واستقلال اليمن، تمهيداً للعودة إلى العمليةِ السياسية وفقاً للدستور والقانون.
13- يجدد المؤتمر الشعبي العام دعوته كافة القوى السياسية إلى وحدة الصف ونبذ الفرقة، وإلى الإستجابة لدعوة المصالحة الوطنية الشاملة التي لا تستثني أحداً والتي أطلقها الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، ويؤكد على أهمية أن تقدّم كل القوى السياسية التنازلات من أجل الوطن، أسوةً بالمؤتمر الشعبي العام الذي قدّم التنازلات وسلّم السلطة في عام 2012م بإرادته وقناعته حقناً لدماء اليمنيين وتجنيب الوطن الدمار والإنهيار والمآل الكارثي والمأساوي الذي وصل إليه اليوم.
14- في الوقت الذي تعبِّر فيه هذه الحشود الملايينية عن رفضها وإدانتها للعدوان والحرب والحصار الجائر، فإنها تطالب المجتمع الدولي وفي المقدمة الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن إلى سرعة إتخاذ قرار حازم ومُلزم بوقف العدوان على بلادنا، ورفع الحصار فوراً وبدون أي تأخير، وإلتزام دول العدوان وفي المقدمة السعودية، بوقف تدخلاتها في شئون بلادنا والتوقّف عن إثارة الفتن والحروب وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية والإنفصالية والكف عن حصار شعبنا الذي فرضته السعودية والدول المتحالفة معها منذ عامين ونصف بدون أدنى مبرر، والذي لا تجيزه الشرائع السماوية ولا قوانين ومواثيق الأمم المتحدة، لأن العدوان والحصار يعتبران مخالفة صارخة للقانون الدولي وكل القوانين الإنسانية الدولية ومواثيق ومبادئ حقوق الإنسان، مؤكدين في الوقت نفسه بأن الشعب اليمني وقياداته المقاومة للعدوان لن يرفعوا راية الإستسلام ولن يسمحوا بإذلال شعبنا أو فرض الوصاية عليه، وفي الوقت نفسه فإن المؤتمر الشعبي العام وهذه الحشود الملايينيه تؤكد بأنه إذا تم وقف العدوان ورفع الحصار الظالم وإلغاء قرار 2216 الذي شرعن للعدوان واستمراره، وكذا إلغاء قرارات وضع اليمن تحت الفصل السابع وفرض العقوبات على المواطنين، فإنها مستعدة للحوار على قاعدة لا ضرر ولاضِرار، وعلى قواعد الإحترام المتبادل في إطار القوانين الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول وكفلت حق الشعوب في السيادة وإستقلال قرارها الوطني.
15- وفيما يتعلّق بالإتفاق السياسي مع أنصار الله ومرور عام من الشراكة في المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني، فإن المؤتمر الشعبي العام عازم على تقييم مسار علاقات الشراكة والإلتزام بأسس ومضامين الإتفاق السياسي الموقّع يوم الـ28 من شهر يوليو 2016م وبما يعزز قيام مؤسسات الدولة بدورها وفقاً للدستور والقوانين النافذة ويعزز الشراكة الحقيقية ويمنع أي تداخل أو تدخل في صلاحيات المؤسسات، وإعطاء الأولوية للمهمة الوطنية المقدّسة في مواجهة العدوان، كون ذلك بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام وجماهيره خياراً ثابتاً مهما كانت الظروف والنتائج.
16- يطالب المؤتمر الشعبي العام وحشوده الملايينية الهيئات والمنظمات الإنسانية ودُعاةَ الحرية أن يقوموا بدورِهم في دعم الشعب اليمني لإنهاء الظلم والعدوان عليه، خاصةً وأن العدوان قد أبان في عدوانه على الشعب اليمني عن عورة تلك الهيئات والمؤسسات الدولية وفي المقدمة مجلس الأمن الدولي، وتواطئِها من خلال صمتها المريب والغريب، ويشيد المؤتمر وهذه الجموع المحتشدة بالدور الذي جاء على استحياء من الإتحاد الأوروبي.
إن المؤتمر الشعبي العام الذي وَلَدَ من صميم الهوية والفِكر والثقافة اليمنية وهو يحتفي بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسه، كان وسيظل متمسكاً بأهداف ومبادئ وقيم الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر، ونظامَها الجمهوري الخالد، ومدافعاً صلباً عن وحدةِ وسيادةِ واستقلال اليمن، إدراكاً منه أن ذلك أقلُ واجبٍ يفي به لدماء الشهداء وتضحيات الثوّار والمناضلين الذين بذلوا أرواحهم ودمائهم وعصارة عمرهم، من أجل انتصار الثورة والجمهورية والوحدة ومواجهة العدوان، وفي الوقتِ نفسه سيظل التنظيم الأكثر قدرة على التعبير عن هموم وتطلّعات وطموحات وأحلام الجماهير، وهو الأمر الذي أثبتت السنواتِ السبع العجاف الماضية من تاريخ شعبنا حقيقته، وسيظل تنظيماً يعتمد على نهج الحوار والوسطية والإعتدال، حريصاً على التعايش، ماداً يدهَ، وفاتحاً صدرهَ للجميع، وسيستمر حرصه على التجدد والتجديد، مواكبةً للمتغيرات والتطورات في فكره وأداءهِ السياسي والتنظيمي ومشروعه الوطني، مستلهماً فِكره وثقافته اليمنية الأصيلة، وارتباطهَ بالوطن أرضاً وإنساناً وتاريخاً وحضارةً، والتفاف الجماهير حوله، ومستمداً منها قوتهَ وديمومتهَ، مجدداً العهد والولاء لله.. والوطن ولجماهير الشعب ولكافة قياداته وقواعده وأنصاره وحلفائه وشركائه أنه سيظل مخلصاً لقيمه ومبادئه الوطنية، ملتزماً بتعهداته التي تندرج في إطارِ الجهود الرامية لخدمة المصالح الوطنية العليا، مبادلاً إياهم الوفاء بالوفاء والإخلاص بالتضحية.
التهنئة مقرونة بالعهد بالوفاء للقائد والزعيم المؤسس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، وهي ممزوجةٌ بعظيمِ الشكر وأسمى آيات العرفان والتقدير لكل مؤتمري ومؤتمرية وفي مقدمتهم هذه الحشود الملايينية التي تحتفي بذكرى التأسيس بحماسٍ كبير وشعورٍ عالٍ بالمسئولية الوطنية غير مسبوقين، مُلبيةً نداءَ الواجب لوطنها وقيادتها وتنظيمها في تعزيز الجبهةِ الداخلية وتأكيد التصدّي والمواجهة للعدوان جنباً إلى جنب مع شركائنا وكل الشرفاء من أبناء الوطن.
وأنها لمناسبة لتأكيد عزم المؤتمر الشعبي العام على إجراءِ مراجعةٍ لعلاقاتهِ السياسية وتحالفاتهِ في إطار الثوابت الوطنية ممثلة بالثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وسيادة الوطن واستقلالهِ والتصدّي للعدوان، وبما يخدم تطلّعات وآمال شعبنا اليمني العظيم طبقاً لمبادئ الدستور والقوانين النافذة.
وتعبِّر الحشود الملايينية المتواجدة في هذا الميدان وكل جماهير المؤتمر عن الشكر والتقدير للموقف الوطني المسئول لمجلس النواب، وقيامه بدوره الوطني المتميِّز في الدفاع عن الوطن والنهج الديمقراطي الحُرّ، كونه يمثل جبهة هامة لا تقل عن جبهات القتال، وعلى ماتحلّى به من ثبات راسخ في الموقف وفي الممارسة، وانحيازه إلى صف الشعب، برغم ما مُورس عليه من ضغوط ومن أساليب الترغيب والترهيب، إلّا أن أعضاء المجلس الشرفاء وقفوا بالمرصاد لكل محاولات التأثير عليهم، رافضين كل أنواع المغريات، واختاروا الوقوف إلى جانب الجماهير التي منحتهم ثقتها.
وفي الأخير: فإن المؤتمر الشعبي العام وهذه الجماهير المحتشدة ومن خلفِها الشعب اليمني العظيم، ورغم جراحاته وآلامه التي تسبب فيها العدوان والحصار على مرآى ومسمع من المجتمع الدولي وفي المقدمة منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لا ينسى القضايا العربية المصيرية وفي المقدمة قضية الشعب الفلسطيني التي يكاد ينساها العرب والعالم، بفعل فوضى ماسُمّي بـ"الربيع العربي" والذي يراها الشعب اليمني قضيته الأولى، ويؤكد في هذا المقام على موقفه الثابت من هذه القضية والمتمثل في دعمه وتأييده لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهِ المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.
كما يشيد بصمود الشعب العربي السوري وجيشه الباسل في مواجهة التآمر الدولي على أرض سوريا البطلة، ويقف إلى جانب خيار الشعب السوري وحقه في الدفاع عن أرضه والحفاظ على وحدة الأراضي السورية بقيادته الشجاعة، ويسجل شكرهَ للسيد حسن نصر الله زعيم حزب الله على مواقفه الثابتة مع الشعب اليمني.
المجدُ والخلودُ والرحمةُ لشهداء الوطن الأبرار..
والله نسأل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيحَ جنانه في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحَسُنَ أولئك رفيقا، ونبتهل إلى الله أن يَمَنّ بالشفاء العاجل للجرحى.
النصرُ لشعبِنا اليمني الأبي..
وصدق الله العظيم القائل: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).
صادر عن: الحشود الملايينية للمؤتمر الشعبي العام
العاصمة صنعاء
الخميس 24 أغسطس 2017م
الموافق لليوم الثاني من شهر ذي الحجة 1438هـ
|