الميثاق نت -   يحتفل المؤتمريون في ربوع الوطن اليمني بالذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في الـ24 من اغسطس 1982م..يوم مجيد في تاريخه سطر فيه اليمنيون صورة من صور التسامح والحوار والتلاحم والتضحية

الخميس, 24-أغسطس-2017
لقاءات - محمد عبده سفيان - بليغ الحطابي: -
يحتفل المؤتمريون في ربوع الوطن اليمني بالذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في الـ24 من اغسطس 1982م..يوم مجيد في تاريخه سطر فيه اليمنيون صورة من صور التسامح والحوار والتلاحم والتضحية والصمود.. يوم انصهرت تبايناتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية في بوتقة واحدة هي "الميثاق الوطني "وأعلنوا تأسيس التنظيم السياسي الرائد المؤتمر الشعبي العام الذي جسَّد عنواناً لقيم ومبادئ الحوار والإخاء والتعايش والتسامح والاعتدال والوسطية والقبول بالآخر والشراكة الوطنية في أبهى صورها.
اكد الشيخ محمد محمد بشير - رئيس فرع المؤتمر بمحافظة صنعاء وأحد المؤسسين- ان المؤتمر الشعبي اصبح تنظيماً سياسياً من الطراز الرفيع قياساً بالاحزاب الاخرى القائمة..
واضاف:-فخلال الفترة التي اعقبت نشأته وحتى اليوم ظل يتطور مؤسسياً وفكرياً وسياسياً، وانتظم في عقد مؤتمراته التي كانت نتائجها ومخرجاتها تعبر عن الاحتياجات الشعبية والمتطلبات الجماهيرية من التنمية والخدمات وغيرها،..وهو الذي يحتل المكانة الأولى في الحياة السياسية ، رغم ان الفرص المتوافرة لديه لو استغلت استغلالاً افضل لكان مستواه اليوم افضل مما هو عليه.
ولفت الى ان نشأته كانت كنتاج للفكرة العبقرية والرؤية الثاقبة للرئيس علي عبدالله صالح وهو يستعرض وقائع التاريخ ويقرأ الواقع ويبحث عن حلول لمشكلاته السياسية التي كان ابرزها عدم وجود تنظيم سياسي وعدم وجود هوية فكرية للنظام السياسي ..
وقال: لا يزال المؤتمر الشعبي بقيادة رئيسه الصالح، يعمل وفق تلك الفكرة التي طورت بفعل التجارب التي مر بها ، ومن مظاهر هذا التطور الاحتفاظ له بميزة عن غيره من الاحزاب خلال التجربة السابقة وحتى اليوم، ويمكن استخلاص اسباب قدرة المؤتمر الشعبي على الاحتفاظ بقيادة العملية السياسية ولعب الادوار المهمة في مجرى التحولات التي مرت بها البلاد، في انه يحمل المشروع الوطني الذي يمثل اهداف ثورتي «26 سبتمبر و14 أكتوبر»، ليتحول بعد ذلك الى اجندة عمل وخطط تنموية ومشاريع استراتيجية تحققت خلال فترة كلمة.. فهو اكثر الاحزاب تجربة في الحكم وهو اكثرها انفتاحاً واعتدالاً وهو التنظيم الوحيد الذي يعقد مؤتمراته بانتظام، وتمثل تجربته في الحكم نموذجاً يحظى بالرضا الشعبي الواسع.
حماية التجربة
ولعل هذه التجربة التي حماها ورعاها ونماها الرئيس علي عبدالله صالح وقيادات المؤتمر الاخرى القائمة على الحرية والديمقراطية فكرا وسلوكا جديرة بفخر المؤتمريين الذين عليهم ان يتصرفوا بمسؤولية اكبر وهم يواصلون بناء هذا التنظيم، وان لا يسمحوا للاختراقات من خلال تفويت الفرصة لمن يحاول شق وحدته الداخلية او شق شراكته مع القوى السياسية الاخرى..
وقال :علينا الاهتمام بقضايا المواطنين اكثر وبصورة يومية ليظل المؤتمر هو الخيار الافضل بالنسبة للناس والمواطن البسيط الذي هو في الاصح معبر عنه وعن حاجاته، فيما يتعلق بتحقيق مصالحهم والتعبير عن ارادتهم.
حزب الطاقات والإبداع
ويضيف أن المؤتمر الشعبي العام كان منذُ الوهلة الأولى لتأسيسه حاضنة للطاقات اليمنية الخلاقة التي وجهها لتنمية البلد وازدهاره والحفاظ على أمنه واستقراره.. وهو صاحب الرصيد التنموي فخلال مسيرته التنظيمية، والقيادية كأبرز محطات، عمل على إنهاء الصراعات السياسية وحفظ الأمن والاستقرار.. وكان له دور محوري في تحقيق الوحدة اليمنية، كما حقق عدداً من الإنجازات والمشاريع التنموية في كل ربوع اليمن.فكان بالفعل، وبشهادة كل السياسيين والمراقبين العرب والاجانب مدرسة سياسية ضاربة جذورها في أعماق الشعب اليمني.
وقال: إن ما ينتهجه المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه من سياسة وسطية معتدلة وما يدعو إليه من مصالحة وطنية،يستحق ان يكون هو رائد المرحلة وقائد التغيير اليوم في ظل ظهور تيارات وجماعات لاتؤمن بالتعددية، وتعادي الحرية والديمقراطية التي اختارها اليمن الموحد ونما عليها..خصوصاً أن مواقفه من العدوان على الوطن والشعب اليمني قد كلّفته الكثير من التضحيات التي تجاوزت المال إلى التضحية بالروح والدم كأقدس وأنبل التضحيات فهو خبير بالشعب اليمني يعرف رجالات اليمن ويعرف سهوله وجباله وشعابه ولديه من العبقريات ما يمكّنه من الإسهام في المعالجات البنّاءة والكفيلة بوضع النقاط على الحروف.
واضاف : ان الشعب اليمني سطر أنصع صور ومعاني الصمود والفداء والبسالة والتضحية والتحدي بقواه الوطنية الحية وعلى رأسها المؤتمر الشعبي العام ، وهو ما يجعل من هذه الذكرى الـ35 علامة فارقة ومفصلية في تاريخ المؤتمر واليمن عموماً كونها تأتي وقد تخلص المؤتمر من كثير من الرواسب والطحالب الضارة ، وبهذا تكون صفوفه قد تطهرت من المندسين.. ليستمر كما كان حزب الوطن الأول ، ويحيي هذه الذكرى في خندق الوطن مدافعاً عنه ومتصدياً للعدو ومرتزقتهم، مقدماً التضحيات الجسام على مذبح الوطن جنباً إلى جنب مع القوى الوطنية الصامدة التي اختارت الانحياز للوطن وقضاياه والدفاع عنه والعمل على إنهاء معاناة أبنائه.
وأردف بشير: ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الـ35 لتأسيسه بالجموع الملايينية التي احتشدت وتحتشد الى ميدان السبعين ميدان الحرية والديمقراطية والنصر، لايمكن لاحد ان يتجاهل او يتغاضى عما بات عليه اليوم بعد عامين ونيف من العدوان الغاشم، متصدراً العمل السياسي الوطني ومنحازاً لقضايا الوطن وهموم ابنائه في مختلف الظروف والملمات ،كمشروع وطني حمله منذ وهلته وانطلاقته الاولى عام 1982م في الوقت الذي غابت نجوم كثيرٍ من الأحزاب الأخرى ،واندثرت وانكشف زيف شعاراتها ومشاريعها التآمرية وارتهانها لقوى الهيمنة الخارجية وارتباطها بمشاريع التدمير والخراب.
وعلى مدى تاريخه كان المؤتمر ولا يزال السباق إلى تقديم التنازلات تلو التنازلات من أجل الوطن وليس أولها تخليه عن حقه الدستوري في الحكم عام 2012م ، وتسليم السلطة سلمياً إبان أحداث فوضى الربيع.. كما أبدت قيادة المؤتمر حينها وحتى اليوم مع انصار الله، الحرص على بناء علاقات متوازنة مع مختلف القوى السياسية وبما يضمن مصلحة وأمن واستقرار البلاد، وفي سبيل هذه الغايات النبيلة يقدم المبادرات ويطلق دعوات الحوار ولطالما كان السباق إلى مثل هذه الدعوات في مختلف المراحل والأحداث والظروف التي مرت بها اليمن واظهرت مدى تفرد المؤتمر عن بقية القوى السياسية بالوسطية والاعتدال نهجاً وسلوكاً، وحرصه الدائم على تغليب مصلحة الوطن وحل الخلافات السياسية على طاولة الحوار حقناً للدماء وحرصاً على تجنيب اليمن مخاطر الانزلاق إلى مربع الصراع والاقتتال.
حزب الوطن
وأوضح أن بعض الأطراف السياسية كانت تعتقد أن المؤتمر ليس تنظيماً سياسياً بمعنى الكلمة وإنما هو حشد جماهيري، لكن الأحداث التي مرت بها البلاد منذ العام 2011م أثبتت للجميع أن المؤتمر الشعبي العام حزب بحجم الوطن وأنه راسخ رسوخ الجبال.حزب افشل كل رهانات العدوان وتحالفهم، وكشف اقنعة الزيف وخططه لاحراق الوطن وتجزئته.
مشيراً الى أن كل محاولات النيل من المؤتمر الشعبي العام أو الإضرار بوحدته التنظيمية باءت وستبوء بالفشل لأن المؤتمر هو صمام أمان اليمن، بالتالي فإن محاولات استهدافه ستنعكس على الوطن بشكل عام ولن تصب في مصلحة أحد وستكون العاقبة وخيمة على الجميع بما في ذلك من يعتقدون أن من مصلحتهم القضاء عليه.
مؤكداً أن الشعب اليمني والقوى السياسية يعوّلون على المؤتمر الكثير في إخراج البلد من الأزمة الطاحنة التي يعيشها بفعل العدوان الخارجي.
من جانبه تحدث الشيخ عبدالوهاب الذرة احد الاعضاء المؤسسين عن تلك اللحظات وماتبعها من احداث في هذه الحصيلة:-
لقد جاء تأسيس المؤتمر الشعبي العام في لحظة مهمة من تاريخ شعبنا وتجلت فيه حكمة القائد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام- الذي استطاع ان يحقق عبر الحوار المجتمعي تجربة نادرة من الاجماع الشعبي والسياسي الذي انتج واحدة من اهم الوثائق الناظمة للعمل السياسي والإداري والفكري والتنظيمي وهو الميثاق الوطني.. وبتأسيس المؤتمر نجح الزعيم علي عبدالله صالح في ايجاد متنفس سياسي استطاع الجميع من خلاله ان يعبروا عن آرائهم وأفكارهم ويشاركوا في رسم معالم بناء الدولة اليمنية الحديثة.. وبالتأكيد لقد مثل تأسيس المؤتمر انطلاقة جديدة نحو استكمال اهداف الحركة الوطنية والثورة اليمنية فحقق اعظم الانجازات والتحولات في تاريخ شعبنا المعاصر وفي المقدمة منجز اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م بالتعاون مع كل القوى الوطنية الشريفة ،وفي مقدمتهم الحزب الاشتراكي اليمني، وتحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عنها ضد كل المؤامرات.
إن احياء المؤتمر لذكرى التاسيس الـ35، تعد ميلاداً لشعب برمته وتحولاً كبيراً في حياة اليمنيين من حياة البؤس والحروب إلى حالة الأمن والاستقرار والبناء والتنمية ،ونبذ الصراعات المناطقية والأيديولوجية اليسارية التي نفثت سمومها وألقت بظلالها على تلك المناطق.
ويستطرد الشيخ الذرة بالقول: كان من اهم ذكرياتنا عند تأسيس المؤتمر أنه المؤتمر مثل خطوة جريئة نحو فضاءات من الحرية والتعددية وأنه حتماً سيأتي يوم وتكون هناك أحزاب أخرى وفعلا بعد ثمانية أعوام تحققت الوحدة اليمنية على يد الرئيس علي عبدالله صالح ودخلت اليمنية عهد التعدد الحزبي والسياسي.
وقال: إن الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن تؤكد حاجتنا لهذا التنظيم الذي يضم في مكوناته الكفاءات والخبرات الوطنية المتميزة القادرة على ادارة المرحلة للوصول والانتقال الى مرحلة الاستقرار والامن والامان.. مبيناً بأن تجاربه جلية فقد تمكن منذ تأسيسه من انتشال اليمن من تلك الصراعات والحروب التي كانت كامنة حينذاك الى مرحلة تعاقبت عليها متطلبات الامن والاستقرار..
مؤكداً ان المؤتمر هو الاقدر اليوم على هذه المهمة الوطنية والتي لن يتهاون او يماطل في ادائها..
* وينوه بالقول: كان العام الرابع من تولي الرئيس علي عبدالله صالح قيادة البلد في ظرف عصيب وبعد صراع مرير واليمن تعيش حروباً داخلية في المناطق الوسطى وأول عمل قام به هو إيقاف نزيف الدم بين الإخوة في المناطق الوسطى وقاد حواراً وتصالحاً بصدق وحنكة عالية وذكاء ودهاء قل نظيره وتوقفت الحرب واختار نخبة من المثقفين لإعداد الميثاق الوطني ووضع أسس ولوائح المؤتمر الشعبي العام
هذا الزعيم كان ومازال رجلاً صادقاً محباً لوطنه همه الأول والأخير أمن واستقرار ورخاء اليمن.
أولويات
واكد العضو المؤسس ان ماينبغي ان يعمل عليه المؤتمر اليوم في اطار الأولويات الوطنية في هذه المرحلة الحرجة هو انتشال اليمن مما هي فيه من حروب داخلية التي تعصف بحالات التقارب.
وان المؤتمر مطالب اليوم بتعزيز مسيرة الصمود في وجه غطرسة العدوان وزبانيته، وهي تلك المسيرة التي بدأها منذ فوضى2011م..اضافة الى العمل بكل الوسائل والسبل الممكنة والمتاحة على خلق المبادرات والحلول الوطنية للتقارب فيما بين الاطراف في سبيل حث الخطى نحو إيقاف العدوان الهمجي الغاشم على بلادنا..والعمل لكل ما من شأنه تخفيف معاناة الشعب مما يمارس ضده من افعال لكسر صموده وتجويعه بشكل ممنهج سواءً من خلال الحصار الجائر المفروض علينا، او من خلال الممارسات العبثية بموارد الدولة وايرادات المؤسسات.
أما القيادي المؤتمري محمد صالح الجيلاني حديثه عن الظروف التي سادت مرحلة التأسيس قائلاً: تميزت تلك الفترة بحالة الاقتتال والاحتراب الداخلي وعدم الاستقرار في كل المحافظات والمناطق.. وفي جانب اخر كانت قيادات البلد وساستها يفكرون بكيفية ايجاد تجمع يضم مختلف التوجهات والاتجاهات والافكار التي كانت ظاهرة حينها، وان بشكل غير رسمي اي من تحت الطاولة.. وجاء تأسيس المؤتمر، الذي انبثق من التربه اليمنية ولم يتاثر بأي فكر خارجي.. كما ان دستوره هو الميثاق الوطني استوعب افكار الجميع ورؤاهم حتى من كانوا يقاتلون الدولة حينها، والمخربين وغيرهم.. كما جسد روح الاسلام الحنيف ،وعقيدته السمحة، فقد اعتمد على الوسطية والاعتدال كنهج وسلوك سياسي خلال مراحل انشائه وادارته للدولة،. فلم يكن متطرفاً ولامتشدداً للرأي او لفكره.. وجاء انشاء المؤتمر مر بعدة مراحل لنحو اربع سنوات تقريباً.. وتم تشكيل لجنة الحوار من مختلف القوى،والاستفتاء على الميثاق الذي كان دستوراً، واجريت عليه التعديلات والملاحظات حتى تم الاستفتاء عليه وصار وثيقة اجمع عليها الجميع، دون استثناء..
واضاف : المؤتمر تحمل المزيد والمزيد من اجل الوطن وايصاله الى مرحلة الاستقرار والامن بعيداً عن المزايدات ،التي انتهجتها بعض القوى خلال فترات حكمه.. وفيها جسد روح الإباء والوطنية في الدفاع عن الوطن وتبني هموم وتطلعات المواطنين بعد انعقاد المؤتمر الاول،.
واعتبر الجيلاني ان قيام المؤتمر واعتماد الميثاق كمشروع عمله السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي كان عبارة عن استبيان لحاجة الناس ومايريدونه من تنمية ومشاريع وخدمات و.. الخ، احدث تحولاً ليأتي بعده احزاب وقوى اخرى ظهرت في ذاك الوقت. وكلها كانت لاتحمل او لاتهتم بحاجة الناس وتطلعاتهم، وكرست جهودها لعملها الحزبي والترويجي لفكرها.
وقال: المؤتمر يقف اليوم امام لحظة تاريخية فارقة من تاريخ عمله السياسي ونضاله الوطني، فمثلما كان الاشجع والاقدر في لحظات هرب منها الجميع.. فهو اليوم كذلك وهو يقاوم ويواجه العدوان الهمجي الذي قتل البشر والشجر والحجر، بصمود وعزة وإباء وشجاعة لامثيل لها، منطلقاً من صلابة مواقفه، وعدالة قضية شعبه الذي اضطلع بمسؤولية حملها، وهو الاجدر بالدفاع عن كل منجزاته ومكتسبات الجماهير والشعب، مهما انكرها وتنكرلها بعض الكهنة.
وهو الدور الذي يتجدد اليوم وعلى المؤتمر مواصلة مسيرة الدفاع عن تلك المكتسبات والمنجزات التي حققها خلال فترات حكمه، او ماتبقى منها بعد ان استهدفها العدوان وفوضى الاخوان عام2011م.
من جانبه تحدث الأخ عوض حاتم أحد المؤسسين حيث قال:
أود توجيه الشكر والتقدير للأعزاء رئيس وأعضاء هئية تحرير صحيفة «الميثاق» على جهودهم الوطنية والتنظيمية وحرصهم على إجراء لقاءت مع من كان لهم شرف المشاركة في تأسيس المؤتمرالشعبي العام هذا التنظيم الوطني الرائد الذي أنبثق من بين صفوف الشعب اليمني ولذلك لم تنل منه الهزات والعواصف والمؤامرات التي حيكت ضده على مدى 35 عاماً الماضية.. ورداً على سؤالكم عن ذكرياتنا عن مرحلة تأسيس المؤتمر وكيف كانت الأوضاع في البلاد آنذاك فأود أن أشير الى أنه كان هناك فراغ سياسي في (الشطرالشمالي من الوطن) وكانت هناك صراعات دموية على السلطة منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م وحتى العام 1978م -أي قبل تولي القائد الحكيم الزعيم علي عبدالله صالح قيادة مسيرة الثورة في 17يوليو عام 1978م- وكانت البلاد حينها تمر بمرحلة حرجة تنذر بكارثة لاتحمد عقباها على إثر اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي في أكتوبر 1977م ثم خلفه الرئيس أحمد الغشمي في يونيو 1978م حيث أدى اغتيال الرئيس الحمدي الى حدوث انقسامات وتمردات ومواجهات عسكرية في عددمن المناطق وأدى إغتيال الرئيس الغشمي الى اشتعال الحرب بين النظام في صنعاء والنظام في عدن وكان لابد من قائد حكيم يتولى قيادة البلاد في صنعاء لينقذ سفينة الوطن من الغرق فشاءت الأقدار أن يكون المقدم علي عبدالله صالح هو ذلك القائد الحكيم الذي قاد البلاد بحكمة واقتدار والربان الماهر الذي الذي أنقذ سفينة الوطن من الغرق وأوصلها الى بر الأمان وأدرك الزعيم صالح بحكمته وبُعْد نظره أنه لابد من إيجاد صيغة وطنية جامعة يتفق عليها كل القوى الاجتماعية والأحزاب التنظيمات السياسية التي كانت تعمل في السر وقيام تنظيم سياسي يضم كل القوى الوطنية في الشطر الشمالي من الوطن لسد الفراغ السياسي والخروج من دائرة الشتات والتمزق والانقسامات والصراعات، فهداه تفكيره الى إجراء حوارات وطنية معمقة لصياغة ميثاق وطني يجسد الوحدة الوطنية ويعبرعن آمال وطموحات الشعب اليمني.
*وعن مرحلة تأسيس المؤتمر وكيف قاد الزعيم علي عبدالله صالح عملية الحوار وصياغة الميثاق الوطني.. تحدث قائلاً:
مرحلة تأسيس المؤتمرالشعبي العام بدأت عام 1979م بعقد سلسلة من جلسات الحوار بداية في مجلس الشعب التأسيسي (السلطة التشريعية آنذاك) وتم إعداد صيغة أولية لمشروع الميثاق الوطني ثم توسعت دائرة الحوارات لتشمل التعاونيات والمفكرين والمثقفين، تلى ذلك تشكيل لجنة الحوار الوطني من 51 شخصاً برئاسة الأستاذ عبدالله حسين المقدمي وضمت في عضويتها ممثلين عن مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية التي كانت تعمل في السر بحكم الدستور الذي يحرم الحزبية تحريماً قاطعاً، واستمرت اللجنة في عقد حوارات مكثفة ومعمقة منذ تشكيلها عام 1981م خلصت الى إعداد مشروع الميثاق الوطني وتم تقديمه الى الرئيس علي عبدالله صالح الذي أصدر قراره بإنزال مشروع الميثاق الى الشعب للاطلاع عليه وإبداء الآراء والملاحظات على نصوصه ومضامينه في استمارات استبيان أعدت لذلك وتم عقد مؤتمرات شعبية مصغرة على مستوى الأحياء في المدن والقرى والعزل في المديريات وشاركت كل القوى السياسية في إبداء الآراء والملاحظات والتي تم بناءً عليها إعادة صياغة مشروع الميثاق بصورة نهائية من قبل لجنة الحوار الوطني ورفعه لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح للمصادقة عليه لكنه رأى أن يتم إقراره والمصادقة عليه من قبل ممثلين عن الشعب في مؤتمر عام فأصدر قراره التاريخي بتشكيل المؤتمر الشعبي العام الأول من الف عضو، منهم 700 عضو يتم انتخابهم من قبل الشعب بطريقة ديمقراطية وبالاقتراع السري الحر والمباشر، و300عضو يتم تعيينهم بقرار جمهوري لضمان مشاركة كافة الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والمثقفين والأدباء والصحفيين والمرأة، وتم عقد المؤتمر العام التأسيسي الأول في العاصمة صنعاء للفترة من 24 وحتى 28 أغسطس عام 1982م وتم فيه إقرار مشروع الميثاق الوطني بصيغته النهائية واستمرار المؤتمر الشعبي العام لرعاية العمل السياسي وتنفيذ مضامين الميثاق الوطني.. وقد عملت القيادة السياسية ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح على ترجمة مضامين الميثاق في الواقع العملي فتم تطبيق المشاركة الشعبية الواسعة في الحكم وتطبيق النهج الديمقراطي من خلال تشكيل النقابات والاتحادات والمجالس المحلية للتطوير التعاوني وتوسيع عضوية المؤتمر الشعبي العام وقيام أول برلمان بالانتخاب الديمقراطي الحر والمباشرمن الشعب (مجلس الشورى) عام 1988م، وتحقيق تنمية شاملة واستخراج الثروات النفطية وتحقيق أعظم المنجزات الوطنية والتاريخية للشعب اليمني ألا وهو منجز إعادة وحدة اليمن أرضاً وإنساناً في 22مايو 1990م.
* أما بالنسبة للأهمية الوطنية للاحتفاء بالذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمرالشعبي العام في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ شعبنا اليمني.. فما من شك أن الاحتفاء بهذه المناسبة بإقامة مهرجان جماهيري حاشد وغبر مسبوق في ظل العدوان البربري الغاشم والحصار الجائر من قبل أنظمة الشر العربي بقيادة السعودية والإمارات وبدعم من أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.. لاشك أنه يكتسب أهمية كبيرة وله معانٍ ودلالات كثيرة فمن خلاله سيوجه المؤتمريون وكل اليمنيين الشرفاء رسالة الى العالم أجمع مفادها أن الشرعية للشعب اليمني وليس لأولئك النفر المتسكعين في فنادق الرياض وأبو ظبي والدوحة وأسطنبول والقاهرة.. كما سيوجهون رسالة لأنظمة تحالف العدوان مفادها أن هذا هو الشعب اليمني العظيم الصامد في وجه عدوانكم الغاشم وحصاركم الجائر وجرائمكم البشعة وأنه لن ينحني أبداً إلا لله ولن يرفع راية الاستسلام ولكنه سيمد يده للسلام وليس للاستسلام.. ولذلك يتوجب على كل وطني حر وشريف المشاركة في مهرجان السبعين الخميس القادم.
*أما بالنسبة للأولويات الوطنية التي يجب على المؤتمر العمل عليها في المرحلة الراهنة فيتوجب عليه بذل أقصى الجهود للعمل على إنهاء العدوان والحصار وإطفاء نار الفتنة المستعرة وإنهاء الحرب الملعونة الدائرة في عدد من المناطق وتعزيز وحدة الصف الوطني من خلال مصالحة وطنية شاملة لاتستثني أحداً، فقد أثبتت الأحداث والوقائع التي يمر بها الوطن منذ مطلع العام 2011م وحتى اليوم أنه لايمكن لأي جماعة أو فئة أو حزب أو تنظيم سياسي الانفراد بالسلطة سواء عبر الفوضى التدميرية أو القوة العسكرية أو الاستعانة بالعدوان الخارجي.. فالشراكة الوطنية هى السبيل الأمثل لبناء اليمن الجديد وتحقيق المستقبل الأفضل.. والالتزام بالنهج الديمقراطي والاحتكام لصناديق الاقتراع هما الطريقة المثلى لتحقيق التبادل السلمي للسلطة .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51514.htm