لقاء/فيصل الحزمي - قال القيادي التربوي عبدالكريم الجنداري -وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المشاريع نائب رئيس لجنة الحشد لمهرجان 24 أغسطس: إن المؤتمر الشعبي العام لا يتحدث عن رموز ولا يطرح قضايا تخدم أشخاصاً أو تمجد رموزه حتى لو كان هذا الرمز هو بحجم علي عبدالله صالح -وهو يستحق- ولكنه يطرح قضايا من أجل الوطن والشعب.. وتطرق القيادي عبدالكريم الجنداري في حوار مع «الميثاق» الى بعض الانجازات التي تحققت خلال 33 سنة من حكم المؤتمر الشعبي العام في مختلف مجالات التنمية.
ونوه الجنداري إلى أن مهرجان 24 أغسطس يحمل عدداً من الرسائل المهمة أبرزها أن اليمن بكل ابنائه صامدون ولن يفرطوا بأي شبر من تراب اليمن وأن الممثل الشرعي لليمن هم الملايين التي تخرج الى الشوارع في صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية وليس المرتزقة في فنادق الرياض وغيرها.. إلى التفاصيل:
< ماذا تعني الذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام؟
- في تصوري أن الذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام تعني أننا نتحدث عن تاريخ ونشأة اليمن الحديث فقد كان نشوء المؤتمر في ظروف صعبة، كان الشطر الشمالي يعيش في عداء مع الشطر الجنوبي الذي كان يمثله حزب واحد هو الحزب الاشتراكي اليمني، وفي الشمال كانت هناك أحزاب تعمل، في الخفاء وتتصارع على الحكم ولا توجد في الساحة رؤية وطنية تؤطر هذه القوى، فجاء تكوين المؤتمر الشعبي العام بعد أن تم تشكيل لجنة للحوار لإعداد مشروع الميثاق الوطني الذي تم الاستفتاء عليه في طول البلاد وعرضها وكان ثمرة فكر يمني خالص وضع فيه اليمنيون ما يريدونه ومما توصلوا إليه من رؤى وجدوا أنها تصلح للمرحلة من منظار وطني خالص بعيداً عن التأثيرات الأيديولوجية والأفكار المعلبة التي تأتي من هنا وهناك، وكان تأسيس المؤتمر الشعبي العام بداية انطلاق لبناء اليمن الجديد الذي تحققت فيه التنمية بمختلف أشكالها ونحن عايشنا ذلك خطوة خطوة ولا يستطيع أن ينكرها إلاّ جاهل أو حاقد لأن المؤتمر قاد عملية تنموية من عام 82م وحتى 2011م شملت مختلف المجالات، ومن يجحد ذلك يغالط نفسه.. نحن نتحدث عن الآلاف من المدارس الحديثة ولا نقول الدكاكين أو الشقق لكن مدارس حديثة، وقد اختفى خلال تلك الفترة وجود مدارس مستأجرة، بينما كانت السعودية على سبيل المثال في تلك الفترة لديها ما يزيد عن 75% من مدارسها مستأجرة وهي تملك من المال ما لا يمكن مقارنته بحال اليمن أو بأي دولة عربية.. السعودية كان لديها المال الكثير والكثير جداً وتستطيع أن تبني آلاف المدارس ولكنها لم تفعل، وما حدث في اليمن هو العمل التنموي الصحيح والحقيقي.. نتحدث هنا أيضاً عن مائة ألف من الكيلومترات من الطرق الأسفلتية والمعبدة ونتحدث عن عشرات الجامعات في طول البلاد وعرضها.. ونتحدث أيضاً عما هو الأهم وهو سعي وعمل جاد لإعادة اللحمة الوطنية وتحقيق الوحدة اليمنية في يوم الـ22 من مايو 1990م التي نعتقد أنها أهم منجزات المؤتمر ويعمل المؤتمر بكل جهد للحفاظ عليها والتصدي لأي مؤامرات تستهدف الوحدة.. نعتقد أن الذكرى الـ35 للمؤتمر تعني الانتصار مجدداً للحوار والمصالحة وتعزيز الممارسة الديمقراطية التي انتهجها المؤتمر ودافع عنها دفاعاً حقيقياً وجعل اليمن واحدة من الدول الديمقراطية الحديثة والتي شهد لها العالم حتى تلك الدول التي تتآمر علينا منذ 2011م حتى اليوم لأنها رأت أن ما يحدث في اليمن شيء كبير وعظيم سيحدث تغييراً في المنطقة وليس اليمن فقط.. هذا ما تعنيه لنا الذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمر.
الممثل الحقيقي للشعب
< ما الرسائل التي يريد المؤتمر توجيهها من خلال الحشد الملاييني الذي ربما سيكون الأول من نوعه؟
- أعتقد أن المؤتمر يريد أن يقدم رسالة أساسية كبيرة للعدوان هي أن اليمن بكل رجاله صامدون ويقفون صفاً واحداً ضد العدوان ولن يفرطوا بأي شبر.. وأن العملاء هم قليل ولا يمثلون اليمن الكبير، وإنما هذه الحشود هي الممثل الحقيقي لليمن، كما يريد المؤتمر أن يؤكد للجميع أنه مازال موجوداً وأنه حزب الأحزاب والأكبر في الساحة وأن هناك عملاً جماهيرياً وتنظيمياً يتم في اليمن رغم الظروف الاستثنائية التي تواجهها البلاد.
< هل هناك رسائل موجهة للداخل؟
- بكل تأكيد هناك رسائل عدة للداخل لعل أهمها وأبرزها التأكيد على رص الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية وأن نتوحد ونتكاتف وأن نكبر على الخلافات الصغيرة من أجل الوطن وهو تعبير عن حب الشعب وتقديره للمؤتمر ولفكر المؤتمر ولجهود قيادته ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح وهذا ما ينبغي أن يفهمه كل من في الداخل والخارج أن هذا هو المؤتمر بفكره ورؤاه التي يلتف حولها الشعب ويؤيدها لأنها تعبر عن آماله وتطلعاته.
مناهج التعليم
< انجازات المؤتمر كثيرة جداً لا يمكن حصرها ولكن ماذا لو تحدثنا عن انجازاته في الجانب التربوي بصفتكم وكيل وزارة التربية لقطاع المشاريع؟
- إن المؤتمر الشعبي العام منذ نشأته كنا نتحدث عن مليون ونصف طالب وطالبة في كل مدارس الجمهورية وكان من أولويات المؤتمر الاهتمام بالإنسان ولم يكن هناك أي سقوف مالية تحد من العملية التربوية كنا نشيد بمعدل مدرسة كل يوم حتى وصلنا الى ستة عشر ألف مدرسة وهذا ليس جزافاً أو كذباً بل لدينا وثائق تؤكد وتبين هذه الحقائق وعندما تذهب الى الأرياف ستجد أن المدارس منتشرة وكأنها قلاع كبيرة وحديثة وهي فعلاً قلاع وحصون لليمن نبني فيها عقول الأجيال.. كان المؤتمر ينفق بسخاء على الجانب التربوي لإيمانه بأن نهضة الإنسان لا تكون إلا بالتعليم وقد كان هذا توجهاً صادقاً وصحيحاً لا يمكن انكاره ليس في التعليم العام فقط بل وفي التعليم الجامعي والفني وهذا واضح من خلال الجامعات المنتشرة والمعاهد الفنية التي وجدت في ظل حكومات المؤتمر الشعبي العام.
الشيء المهم أن المؤتمر وهو يعمل في مجال التعليم لم يصنع أو يدخل في مناهج التعليم أي شيء يتعلق بالمؤتمر خلال ثلاثة وثلاثين عاماً بنى فيها التعليم من الصفر، ومع ذلك لم يدخل في المناهج توجهه أو صناعة فكر معين سواءً لحزب أو لشخص أو لجهة كما أن المؤتمر وهو يعمل في مجال التعليم وقياداته التربوية كانت مؤتمرية كانت تضع مناهج تعليمية لكل اليمنيين بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم ولم يكن في مناهجنا ما يمكن أن يخرج عن هذا الاطار أو يتعارض مع الثوابت التي يجمع عليها اليمنيون وقد حرص المؤتمر في مختلف المراحل على أن ينأى بالعملية التعليمية عن الصراعات السياسية والحزبية وحرص على بناء مؤسسة تعليمية يفخر بها كل اليمنيين.
عمل غير صحيح
< تعرضت المناهج التعليمية مؤخراً الى تعديل يقحم الجانب الطائفي والمذهبي والحزبي بالعملية التربوية وهذا يشكل خطراً كبيراً على مستقبل الأجيال.. والمؤتمر الشعبي له موقف واضح ورافض لهذا التعديل.. هل تلقيتم في وزارة التربية خطاباً رسمياً بهذا الخصوص؟
- لم يكن لقيادات المؤتمر واعضائه في وزارة التربية والتعليم أي علاقة بالتعديل الذي تم او يتم للمناهج الدراسية لأنها تتم خارج العمل المؤسسي وهذا عمل غير صحيح واعتقد أن هذه هي بعض المحاولات النزقة التي ينبغي أن تتوقف وأن تعود الأمور الى نصابها فهناك ثوابت وطنية وأي تعديل أو تغيير للمناهج يجب أن يتم في ظروف طبيعية وينبغي أن يجمع عليها الجميع وتكون ظروفاً تصلح لكل القوى ويضع اليمنيون مناهجهم التي تربي أبناءهم جميعاً بعيداً عن أي توجه ديني أو مذهبي أو طائفي أو حزبي لأن التعليم للجميع ولا يخص حزب أو فئة أو طائفة، ونعتقد أن الدخول في مثل هذا عمل غير مشروع وغير قانوني ومتهور خاصة أن البلد تعيش وضعاً غير مستقر وتواجه عدواناً.. ومثل هذه الخطوة الكبيرة التي ترسم مستقبل الأمة يجب أن تتم في وضع طبيعي ويجمع عليها كل الناس.
المؤتمر ليس مع الاستسلام
< ما رؤية المؤتمر خلال الفترة القادمة؟
- في الوقت الراهن المؤتمر يرى أن الصمود في وجه العدوان يجب أن يستمر وفي ذات الوقت يسعى بكل ثقله لإيجاد مصالحة وطنية شاملة وأن يكون هناك وقف مشرف للعدوان يليق بتضحيات اليمنيين وأن يكون هناك سلام لا استسلام مهما كان، لأن المؤتمر ليس مع الاستسلام ونعتقد أن الجماهير التي ستخرج يوم 24 أغسطس ستحمل رسالة للعالم تجعله يغير موقفه تجاه اليمن بعد أن يشاهد الشعب اليمني وهو يعبر عن إرادته وأنه يجب على العالم إعادة النظر في مواقفه وأن يعاد طرح موضوع اليمن بنوع من الجدية والمصداقية والحيادية لوقف العدوان وإيجاد حل سلمي للأزمة.
< ماذا لو تحدثنا عن انجازات المؤتمر في الجانب السياسي والديمقراطي خلال 33 عاماً؟
- اعتقد أنه في هذا الجانب يمكن أن أتحدث وبكل فخر أن أهم هذه الانجازات أنه أوجد علاقة ممتازة مع دول الجوار ومع دول العالم المختلفة فقد كانت لنا علاقات طيبة مع الاتحاد السوفييتي سابقاً ومع أمريكا في نفس الوقت وكان لنا علاقات جيدة مع السعودية وعمان وإيران ومع الصين وبريطانيا ولم نبنِِ علاقتنا مع أية دولة على حساب علاقاتنا مع دولة أخرى استطعنا خلال حكم المؤتمر أن نرسم الحدود مع سلطنة عمان ومع السعودية ووضعنا حداً لخلاف مزمن وأوقفنا تمدد السعودية واستعدنا بعض الأراضي التي سيطرت عليها وذلك من خلال ترسيم الحدود.. الجانب الآخر هو التحول نحو الديمقراطية الحقيقية من خلال انتخابات حرة نزيهة وتنافسية برلمانية ورئاسية ومحلية شهد لها العالم والدول المعنية بالرقابة على الانتخابات وشارك في كل الانتخابات الآلاف من المراقبين الدوليين الذين غطوا كل المراكز الانتخابية وشهدوا بنزاهتها الأمر الذي جعل العالم يقول إن اليمن هي رائدة الديمقراطية في دول ما بسمى بالعالم الثالث.. الجانب الآخر يتمثل بالأمن والاستقرار الذي أوجده المؤتمر وعم ربوع الوطن وهو عمل سياسي أساساً لأنه أوقف الاقتتال الذي شهدته المناطق الوسطى فقد كانت كل جماعة تصفي الأخرى.. وجاء المؤتمر ووضع الكل أمام مسئولية وطنية وأن الجميع يمكن أن يشارك في بناء الوطن وأن اليمن يتسع للجميع وبحاجة لتكاتف ابنائه وبإمكان كل فرد أن يساهم في بناء الوطن.
عمل تطوعي
< يتردد في شبكة التواصل الاجتماعي عن انفاق المؤتمر مليارات الريالات للحشد الجماهيري الذي سيقام يوم 24 أغسطس.. أنتم بصفتكم نائب رئيس لجنة الحشد ما حجم الميزانية التي رصدها المؤتمر لهذه الفعالية؟
- أخي الكريم هؤلاء ينفحون بما لديهم وما في عقولهم.. أولاً المؤتمر الشعبي العام هو حزب فقير وليس غنياً مثل تلك الأحزاب التي لديها من الأموال ما يمكن أن تغطي مثل هذه الفعاليات.. كل الفعاليات التي تحدث الآن هي عمل تطوعي وليس لدى المؤتمر إمكانية أن يدفع اي تكاليف، ونتحدى أي شخص أن يثبت أنه تم صرف ريال واحد على هذه الفعاليات والتي تعبر عن قناعات ذاتية وحماس من جماهير المؤتمر.. وما يردده المرجفون هو ادعاء كاذب واسطوانة سبق أن عزفوا عليها في عام 2011م.. لو كنا ننفق على هذه التجمعات لما كفانا مال قارون حتى نصرف على كل هذه الملايين ولو كنا نملك ذلك المال الذي تحدثوا عنه لغيرنا وجهة اليمن طولاً وعرضاً.. هؤلاء يدعون زواراً ونحن ليس لدينا دعم من السعودية ولا من قطر ولا من الكويت، نحن تنظيم يعتمد على ذاته يتقشف ولا نستطيع أن نغطي أقل متطلباتنا، وما يدعونه هو محاولة لتشويه اللوحة الجميلة التي نؤمن أنها سترسم يوم 24 أغسطس لأنها ستعبر عن اليمن وليس عن المؤتمر الشعبي العام فقط.
< كلمة أخيرة..
- يجب أن يعرف الجميع أن المؤتمر الشعبي العام لا يتحدث عن ذاته ولا يضع قضايا تخدم أشخاصاً ولا رموزاً سواءً أكان هذا الرمز علي عبدالله صالح أو غيره.. المؤتمر يطرح قضايا من أجل الوطن والشعب أولاً وأخيراً، وهذه الفعالية ليس الهدف منها تمجيد أشخاص مع أنهم عظماء ويستحقون التمجيد والشكر والتقدير، ولكنها فعالية من أجل الوطن أولاً وأخيراً..
وندعو كل اليمنيين رجالاً ونساءً من كل الأحزاب إلى أن يشاركوا في هذا الحشد لأنه يخدم اليمن لا أشخاص أو تنظيم.. كفانا ادعاءات، والكل يعرف التجمعات التي لا تخدم اليمن بل وتستعدي علينا الآخرين وتشوه صورة اليمنيين وتجعلنا في عداد القوى التي لا يرغب بها العالم.
|