محمد أنعم - مشاركة الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر- الملايين في مهرجان السبعين كان بمثابة صفعة مؤلمة للعدوان ومرتزقته، فظهوره للمرة الثانية بين الملايين في ميدان السبعين كان قاهراً ومؤلماً جداً للمعتدين وأذيالهم الذين سخَّروا كل امكاناتهم للحيلولة دون ظهور الزعيم في المهرجان، غير مدركين -وبما روجوه من أكاذيب وسيناريوهات لاغتياله- أن زعيماً بحجم على عبدالله صالح القائد الحميري الشجاع لا يمكن أن تهز تلك الخزعبلات شعرة في رأسه.. ولا يمكن لقائد ورمز الصمود الوطني في وجه العدوان أن يتخلف أو يبحث عن ذرائع خوفاً من القناصة أو طائرات وصواريخ العدوان.. فقد اتخذ الزعيم قراره ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تثنيه، وهذا ما يدركه أبناء الشعب اليمني كافة والذين توافدوا من كل أرجاء اليمن الى ميدان السبعين لمشاهدة الزعيم في هذا المهرجان ولم يساورهم أدنى شك في أن الزعيم لن يحضر المهرجان.
نعم.. لقد حضر الزعيم المهرجان وهو على أتم الاستعداد لافتداء الشعب بروحه ولا يخشى الموت إطلاقاً لأنه يحمل قضية شعب ووطن ويؤمن بأن التضحية في سبيلها هو الشرف العظيم منذ أن وهب حياته من أجل انتصار النظام الجمهوري وأهداف الثورة اليمنية العظيمة »26 سبتمبر و14 أكتوبر«.
كانت مئات الآلاف من الجماهير قد رابطت في الميدان منذ مساء الثلاثاء الماضي استعداداً لهذه اللحظات التي سيطل فيها زعيم الشعب عليهم.. ولم تستطع القوات الأمنية إجبار تلك الآلاف على مغادرة ميدان السبعين لتتمكن من تفتيش الداخلين صباح يوم المهرجان خشية من عمل إرهابي، خاصة وأن هناك معلومات أفادت بأن هناك مخططاً لتفجيرات تستهدف المظاهرين لتفجير الوضع عسكرياً بين المؤتمر وأنصار الله..
إلا أن اللوحة الوطنية العظيمة التي رسمها الملايين في المهرجان اكتملت بظهور الزعيم واثقاً بشعبه وبأعضاء تنظيمه.. ظهر بشموخ وإباء وتحدٍّ.. غير مكترث بتقولات وتخرّصات ومؤامرات الاعداء أكان أكثر ما يقلقه ويخشاه أن يتعرض أحد من أولئك الفرسان لأذى.. ولم يفكر بنفسه على الاطلاق ولهذا جاءت كلمته مقتضبة، لكنه أوصل بذلك الحضور الشجاع رسائل للعالم وللمعتدين والمرتزقة رسائل واضحة وبشجاعة الفارس الحميري الذي لا يهاب فحيح الثعابين ولا نباح النابحين..
تغيَّر المشهد في ميدان السبعين ولوحظ أن الملايين تتدافع نحو المنصة بشكل كبير، الكل أراد الاقتراب من المنصة.. الاقتراب من الزعيم.. لذا حرص أيضاً على أن تكون كلمته مختصرة وأصر على حضوره ليفضح أولئك المتآمرين والخونة الذين يزعمون أن الشعب اليمني يقف الى جانبهم.
ظهور الزعيم فعلاً أقلق أعداء الشعب اليمني لذا سارعوا وسخروا كل امكاناتهم في محاولة للتخفيف من صدمة ذلك الحضور وتأثيرها على الرأي العام العربي والدولي، بإطلاق مزاعم أنه ظهر ضعيفاً ومرتبكاً لا حول له ولا قوة.. و.. و.. الخ.
غير أن الرسالة وصلت وأكدت أن الزعيم يظل زعيماً بحضوره.. وبمواقفه وشجاعته وسمو أخلاقه وترفّعه عن الصغائر.. وبوقوفه الى جانب شعبه وقت الشدائد وعدم التخلي عنه مهما كان حجم الخطر والتحديات.
|