رشيد القدسي - من الطبيعي أن يسأل كل يمني هذا السؤال: "ماذا بعد؟" فهذا حق مشروع لكل يمني حر ومحب لوطنه سواء أكان قد شارك في الاحتفالية الوطنية الجماهيرية الشعبية بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام أم لم يشارك لأسباب موضوعية منعته من المشاركة..!!!
وبالنظر لنص البيان الصادر عن الحشود الملايينية للمؤتمرالشعبي العام في ميدان السبعين الخميس 24 أغسطس 2017م.. والذي تلاه الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ /ياسر العواضي.. والمتضمن 16 فقرة احتوت في طياتها كافة الجوانب المهمة التي تعد محل اهتمام كل مواطن يمني حر.. بل وتعد -إنْ جاز التعبير- لسان حال كل مواطن ..وهذا بلا شك هو ديدن هذا التنظيم الوطني الرائد منذ تأسيسه في 24 أغسطس 1982م وحتى اليوم والحمدلله.
ولكن ..
وبالنظر إلى معاناة الجماهير التي باتت اليوم بالفعل لاتحتمل والتي يتوجب أعطاؤها أولوية الإهتمامات الوطنية لاسيما من قبل تنظيمها الوطني الرائد المؤتمر الشعبي العام، لهذا وغيره كانت ولا تزال تلكم الجماهير التي احتشدت بالملايين إلى ساحة الصمود والتصدي ميدان السبعين تعول على تنظيمها الوطني الرائد المؤتمر إخراج الوطن برمته الأرض والإنسان من عنق زجاجة تلكم الأزمات الناجمة عن العدوان البربري الغاشم والحصار الخانق.. وأقول بالتزامن مع تنفيذ الفقرة رقم 15 من البيان الخاص بإخراج مؤسسات الدولة من حالة العبث والفساد الجاثم عليها منذ بداية العدوان الخارجي وحتى اللحظة وذلك بفعل استئثار الأخوة أنصار الله الشريك الوطني للمؤتمر الشعبي العام في مواجهة العدوان .. سواء أكان لمصدر القرار فيها أم للمال العام والشئون المالية فيها بل والتموينية..الخ من مقدرات مؤسسات الدولة" تحت مبرر مواجهة العدوان ودعم الجبهات".. وأنه وفي هذه الجزئية بالذات لا يخفى علينا جميعاً حجم معاناة منتسبي مؤسسات الدولة جراء عبثية ما تُسمى اللجان الثورية بها واستمرارهم وبوتيرة عالية سياسة الإقصاء والتهميش للكادر الوطني دون وجه حق يُذكر ..الأمر الذي يخالف جملة وتفصيلاً كل المواثيق الوطنية أكان دستور الجمهورية اليمنية أم الأنظمة والقوانين الوطنية النافذة أم اللوائح المنظمة للأداء في تلكم المؤسسات..
وبالتالي فإنه ووفق للاتفاق الوطني السياسي فيما بين المؤتمر الشعبي العام والأخوة أنصار الله الموقع يوم الـ28 من شهر يوليو 2016 م، فضلاً عن متطلبات المصلحة الوطنية العليا ذات الصلة بتدعيم وتقوية جبهتنا الداخلية من خلال السعي قدماً وبأسس ومنطلقات وطنية دستورية وقانونية.. فإنه قد آن الأوان لتصحيح الخلل والإعوجاج الجلي والواضح في هذا المسار الوطني المهم الخاص بتفعيل أداء مؤسسات الدولة والحفاظ على هويتها وكينونتها الوطنية بعيدآ عن الولاءات الضيقة تلكم التي تحاول جاهدة الاستئثار بها بدون وعي وطني، الأمر الذي إن استمر فلن يضر بتماسك جبهتنا الداخلية فحسب بقدر ما سيضر بالوحدة الوطنية برمتها.
وعليه ..
فإنني شخصياً إذ اعتبر الفقرات الـ16 التي تضمنها بيان الحشود المليونية المؤتمرية بميدان السبعين ..اعتبرها بمثابة اتجاهات عمل وطنية سيما لتنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام. تلكم الاتجهات التي يتوجب البدء ببلورتها وتطبيقها عملياً في الواقع الوطني.. واعتباراً من يوم السبت 26 أغسطس 2017م وذلك من خلال تشكيل اللجان المتخصصة لمتابعة التنفيذ والتقييم الدوري للنتائج سلبآ كان أم ايجاباً..
وهذا الأمر بتقديري سيكون إن شاء الله تعالى كفيلاً بنقل هذا البيان الوطني إلى واقع ملموس.. وهو ماسيعزز ثقة تلكم الملايين بتنظيمها الوطني الرائد المؤتمر الشعبي العام.
وتلكم الآلية هي الكفيلة بالإجابة الوطنية عن تساؤل الكثير والكثير من المواطنين في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام وغيرهما عن (ماذا بعد)؟
وفق الله الجميع لما فيه الخير للوطن الأرض والإنسان.
|