الإثنين, 12-نوفمبر-2007
الميثاق نت -    عبدالله الصعفاني -
ارتبط شكل مرافقي الوجاهات الاجتماعية لفترة طويلة من الزمن بالكلاشينكوف والمسدس والجعب وما تيسر من الآلات الحادة والعبوات الناسفة..
* وهو شكل طالما استفز الناس في الشارع بما يصاحبه من كسر لإشارات المرور والانتقال عبر الجزر من شارع إلى آخر في الطريق لمنازعة البسطاء أراضيهم التي اشتروها بحر المال وعرق الجبين.. وبالقرار الحكيم الذي منع التجول بالسلاح في أمانة العاصمة ومدن المحافظات بدأت تتشكل على المرافقين مجموعة من مظاهر السلوك المتحضر التي تجعلني شخصياً أنحني احتراماً للوجاهات ومرافقيها.
* ولا أعرف الأبعاد النفسية والاجتماعية التي تجعل المرافقين بدون سلاح أكثر تحضراً فهذا من اختصاص فقهاء علم النفس وعلماء الاجتماع.. لكن ما أنا متأكد منه أنهم صاروا أفضل.. ربما لأن السلاح غلط وبالتالي فالمعطوف على الغلط غلط هو الآخر.
* وبالمناسبة كان الزميل مهيوب الكمالي كتب خبراً لإحدى الصحف الخليجية رصد فيه أن المرافقين صاروا يتوقفون كثيراً في الشارع لتناول الآيسكريم..
لا أخفي عليكم.. الخبر لفت نظري وأضاف جديداً للصور الذهنية حول علاقتهم مع الفحسة والقات فقط.
* ولقد وددت لو أناقش مع الدكتور رشاد العليمي.. ليس تأثير منع حمل السلاح على الجريمة وانحسار معدلها بالقياس إلى شهور ما قبل قرار المنع.. وإنما مناقشة التفسير الاجتماعي لهذا الانحسار وكذلك مجموعة الملاحظات السلوكية.. مثل هذا النقاش يلامس هوى في نفسي.
* وبدون تنطع أو فلسفة أجزم بالاعتقاد أن مدينتي بدون سلاح صارت أجمل.. مدن اليمن بدون مظاهر مسلحة أصبحت شاهداً حقيقياً على أننا أهل حضارة.. وأن الحضارة تتقاطع مع انتشار قطع السلاح في الأيدي بدون نظام أو رصد.. حيث نصبح كلنا معرضين لعواقب انفلات الأعصاب على مقربة من أزرار ومفاتيح صواعق قطع السلاح وكتل المفرقعات..
* لقد تخلى الوجهاء الكبار والصغار ومعهم الأدعياء عن الحركة في المدن بالأسلحة فلم تتعرض حياة أي منهم للخطر.. أولاً لأن الله هو الحافظ.. وثانياً أن من يوجد للآخرين مبرر قتله لن تنفعه مئات القطع.. ثم إن ملاحظتي البسيطة على الطريقة التي يفخخ بها المرافقون أنفسهم في السيارات تجعل منهم مجرد علب في كرتون لا يقوون على الحركة المناسبة لمواجهة أي خطر.
* وما دام الشيء بالشيء يذكر أتمنى على كل وجاهة يعيش خصومة أن يعمل على تسوية وضعه بالنزول من كوكب الغرور الأجوف.. والتواضع .. ورد المظالم إن وجدت.. وعند اليمني من الكرم والخجل ما يجعله يعفو عن طيب خاطر..
* إن في الامتثال لقرار منع حمل السلاح في المدن احتراماً لا أقول لوزير الداخلية أو أجهزة الأمن وإنما احترام للقانون الذي لا يستغني عنه أحدنا.. كبيراً كان أو صغيراً..
ولا أرى في الخضوع للقانون إلا دليل عافية في العقل.. وصحة في النفس.. وثقة كبيرة في الذات.. علاوة على ما في ذلك من حصد لمحبة الناس وحرص على أن نكون جميعاً أفراداً صالحين ننشد التطور.. نحترم القانون .. ندرك أن مكانة الواحد منا ليست في عدد سيارات المرافقين.. وليست في حجم ما لديه من سلاح وعدد المرات التي يخترق فيها النظام والقانون..
* إن الشارع ينظر باحترام للمتواضع ويطلق العنان لعبارات التهكم والسخرية من المتغطرس أو المتعالي على النظام الذي بدونه تحل الفوضى.. ويسكن العبث.. ويهرب السائح والمستثمر.. ويشعر ابن البلد بعدم الأمان..
* وسيكون رائعاً لو تخلى بعض أعضاء مجلس النواب عن عنادهم وتركوا المواقف المتعصبة مع المظاهر المسلحة.. لأنه ليس من أجل المكابرة مع الغلط انتخبهم الناس.. ثم إن ما يسردونه من المحفوظات التبريرية هي أدلة تدينهم كسلطة معنية بالتشريع ومعنية بالرقابة وليس تعزيز التنصل عن أداء الواجب بالتبرير للمظاهر المسلحة..
* لنتقِ الله جميعاً في هذه البلاد ولنتوقف عن مضغ لبان التخلف.. ولتكن البداية الاعتراف الشجاع بأن مدننا بدون سلاح صارت أحلى وأجمل.
التعليم الفني.. إلى أين..؟
ما قرأته مؤخراً على لسان مسؤول في وزارة التعليم الفني والتدريب المهني معلومات من الخطورة التي يشيب لها رأس الغراب..
أولاً.. لأنها شهادة من أحد أصحاب الدار الذي لا يمكن أن يورد معلومات بذلك الوضوح دون أن يكون على ثقة كبيرة من صحتها ومسئوليته عنها..
وثانياً.. لأنه لم يكن أكثر الناس تشاؤماً بتصور أن تستمر هذه الفجوة بين الكلام الكبير حول التعليم الفني والمهني وبين الذي يحدث في الواقع..
* والذي أتوقعه أن لا تأخذ الأخ إبراهيم حجري.. وزير التعليم الفني.. العزة بالمحافظة على الخطأ والدفاع عنه.. لأن هذا ما لا ننتظره من الوزير الجديد خاصة عندما يكون شاباً وأكاديمياً يعرف الحاجة إلى المنهج الإداري وقيمة النبش في الأدراج لإخراج النائم من الخطط..
* وفي بلد يشكو شبابه البطالة تزداد أهمية هذه الوزارة في الانتقال من فكرة التوسع في بناء المشاريع إلى تشغيل ما هو قائم.. تدريباً ناجحاً ومناهج حديثة تستوعب التطور التقني.. واستيعاباً مدروساً لما يحتاجه سوق العمل من المهارات المتخصصة..
* ولن يكون لوزارة التعليم الفني والتدريب المهني قدرة على مد جسور التعاون والتنسيق مع القطاع الخاص دون أن يتواصل مسئولو الوزارة في ما بينهم على قاعدة الشراكة في المسئولية.. الشراكة في النجاح والفشل.. أيضاً فالجزر المعزولة تفشل بدون تنسيق الجهود لمواجهة تسونامي البطالة..
* ولا ينتقص من مهابة منصب الوزير إن فتح باب مكتبه لمن يعمل معه في الوزارة.. وفتح باباً للنقاش الجريء والشفاف الذي يفضي إلى التغلب على الترهل.. والعبث والفساد ويحقق التوازن بين الهدرة والفعل..
الفكرة مطروحة على طاولة الوزير الذي أرجو أن ينتصر للصالح العام دون ادعاء أو مكابرة..
*عن الثورة
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5156.htm