توفيق الشرعبي - يستوقفنا التاريخ اليوم أمام حدث لا يمكن نسيانه أو تجاوزه والقفز عليه كونه كشف القناع عن الوجه الحقيقي للإرهاب وداعميه ومموليه وقادته..
11 سبتمبر 2001م يوم مشهود في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية والعالم اجمع شهدت فيه مدينة نيويورك الأمريكية احداثاً إرهابية مفجعة سقط نتيجتها 2973 ضحية و24 مفقوداً إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة..
أعمال إرهابية لم يكن العالم قد شهد مثيلاً لها.. تسارعت معها الاتهامات لجماعات ارهابية ودول عدة ولم تهدأ تداعياتها حتى اليوم أي بعد ست عشرة سنة من وقوعها..
ومن تلك التداعيات توجيه الاتهام المباشر للحكومة السعودية بدعمها الاشخاص المنفذين لتلك الأعمال الانتحارية التي تم تنفيذها بطائرات مدنية بعد اختطافها وتحويل مسار اتجاهها..
سبعة عشر شخصاً قاموا بتنفيذ تلك الاعمال الارهابية منهم خمسة عشر سعودياً وإماراتيان..
كانت تلك العمليات الإرهابية هي البداية الحقيقية التي كشفت عن الدول والحكومات الممولة والداعمة للتطرف والإرهاب لتبدأ معها أكثر من مؤسسة صحفية وبحثية ومركز دراسات عالمية التحري والتقصي حول الجماعات الإرهابية والدول الداعمة والممولة لها، وأكدت دعم وتمويل وإدارة السعودية للكثير من التنظيمات الجهادية والجماعات الإرهابية والمنظمات الإسلامية التي لها علاقة مباشرة بالترويج للتطرف والتشدد والتحريض على الكراهية ورفض الآخر المختلف..، ليس في بلدان أوروبية فحسب وإنما وبدرجة رئيسية في الدول العربية والإسلامية ومنها اليمن وسوريا وليبيا والعراق ومصر..
تلك المؤسسات قامت بنشر معلوماتها التي جمعتها وحصلت عليها في أكثر من صحيفة امريكية وبريطانية وأوروبية وأكدت علاقة النظام السعودي ودول خليجية أخرى بدعم وتمويل التنظيمات الإرهابية والجماعات الجهادية في اليمن وسوريا ..، والتحالف معها في حروبها التي تشنها في تلك البلدان ومدها بالأسلحة والأموال.. إضف الى ذلك تعيين قيادات تلك الجماعات الإرهابية في مناصب عسكرية عليا ومنحها رتباً عسكرية كما هو حاصل فيما يسمى "الجيش الوطني" التابع للفار هادي والممول والمدعوم والمرتبط بشكل مباشر بالنظام السعودي..!!
لقد قادت احداث 11 سبتمبر إلى التوجه صوب محاربة الإرهاب في أكثر من بلد.. ورغم تلك التوجهات العالمية إلا ان الإرهاب نما وتوسعت اعماله لتعم أكثر من دولة في مختلف انحاء العالم.. وليصبح الإرهاب وجماعاته القضية التي تشغل العالم، وذهبت التحليلات والكتابات لتتهم دولا مثل السعودية وقطر وبدعم مباشر من الولايات المتحدة الإمريكية وبريطانيا وغيرهما والتي نراها اليوم وهي تساند وتدعم النظام السعودي في عدوانه على اليمن ودعمه للجماعات الإرهابية الممولة سعودياً والشريكة في عدوانها على اليمن واليمنيين..
ونحن هنا عندما نقول إن الارهاب يمثل الصندوق الاسود للنظام السعودي وبعض الدول الخليجية التي تدَّعي حالياً قيادة تحالف دولي بشراكة امريكية لمحاربة الارهاب لا نقفز عن الحقيقة مطلقاً.. فالنظام السعودي معروف بتوجهه الفكري الوهابي المليئ بالتطرف والمحرض للكراهية ونشر الاحقاد، والمكفر لكل المخالفين له نصاً ورأياً وتوجهاً..
الكثير من مشائخ ودعاة التشدد والتطرف والارهاب تخرجوا من مدارس الوهابية السعودية سواء المنتشرة في داخل السعودية أو تلك التي تم انشاؤها من قبل دعاة هذا الفكر وبتمويل سعودي في اكثر من منطقة ومكان في العالم ..
لقد اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية تلك الأحداث لغزو بلدان وتعزيز تحالفها مع بلدان أخرى واتخاذ الارهاب ورقة وسلاحاً للتدخل في شئون البلدان الأخرى..
أحداث 11 سبتمبر صناعة سعودية بامتياز، ودعم امريكي تؤكده الأحداث اللاحقة لـ11سبتمبر ..
والحقيقة الواضحة اليوم تؤكد أن أوراق الإرهاب التي يتصاعد الجدل حولها تشهد تلاعباً وإخفاء متعمدين..!!
|