الميثاق نت -

الثلاثاء, 12-سبتمبر-2017
محمد عبده سفيان -
< الطوفان البشري المؤتمري غير المسبوق في تاريخ اليمن والذي شهده ميدان السبعين والشوارع المؤدية اليه في العاصمة صنعاء يوم الخميس 24 أغسطس المنصرم بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، أسقط رهانات المراهنين ومرضى النفوس الذين راهنوا على أن المؤتمر لم يعد قادراً على جمع حشد جماهيري بهذا الحجم الهائل، معتقدين أن ما تعرض له المؤتمر من هزات عنيفة ومؤامرات قذرة وخصوصاً منذ مطلع العام 2011م بهدف اجتثاثه من الحياة السياسية والساحة الوطنية والاجتماعية قد فتَّتْ في عضده وأضعفته وفرقت أعضاءه وأنصاره، ولكن المؤتمر أثبت في كل المنعطفات والمراحل التي مر بها منذ تأسيسه في أغسطس عام 1982م أنه رقمٌ صعب وعصيٌ على الانكسار، كما أثبت من خلال الحشود الجماهيرية الغفيرة التي اكتظ بها ميدان السبعين والشوارع المؤدية اليه بعاصمة الصمود في الـ24 من أغسطس الماضي أنه مازال وسيظل التنظيم الوطني الرائد المعبّر عن آمال وطموحات الغالبية الساحقة من أبناء الشعب اليمني وأنه حزب الوسطية والاعتدال وحامل راية الثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية والبناء والسلام.
< ليست المرة الأولى التي يُسْقِط فيها الموتمر الشعبي العام رهانات مرضى النفوس الذين يحملون في قلوبهم الحقد والغل والكراهية له ولقائده المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح، فأعمى الله بصرهم وبصيرتهم وأحبط أعمالهم القذرة والدنيئة للنيل من المؤتمر والزعيم الصالح.. ففي عام 1990م راهنوا على أن المؤتمر انتهى دوره بعد إعادة وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً وإعلان التعددية السياسية والحزبية، متوهمين أنه لن يستطيع البقاء والاستمرار كتنظيم سياسي بعد انسحاب الاخوان المسلمين منه وتشكيل حزب خاص بهم «تجمع الاصلاح» وكذا انسحاب الاشتراكيين والناصريين والبعثيين والذهاب الى أحزابهم، وراهنوا أيضاً على أن المؤتمر لن يستطيع مجاراة تلك الأحزاب العريقة ولن يتمكن من الفوز في الانتخابات البرلمانية الأولى التي جرت في 27 أبريل عام 1993م سوى بعدد محدود جداً من المقاعد، لكنهم خسروا الرهان حيث حصل المؤتمر على 123 مقعداً يليه حزب الاصلاح 62 مقعداً والاشتراكي 56 مقعداً وحزب البعث العربي الاشتراكي 7 مقاعد، والتنظيم الوحدوي الناصري مقعد واحد.. كما راهنوا على عدم حصوله على نفس المقاعد في الانتخابات الثانية التي جرت في أبريل 1997م ولكنه حصل على 187 مقعداً يليه الاصلاح 53 مقعداً والوحدوي الناصري 3 مقاعد والبعث العربي الاشتراكي مقعد واحد.. فراهنوا مرة ثالثة في الانتخابات التي جرت في أبريل 2003م أنه لن يحصل على الأغلبية خاصة وأن أحزاب الاصلاح والاشتراكي والوحدوي والناصري والبعث وأحزاباً أخرى اجتمعوا ضده في تكتل واحد «اللقاء المشترك» ولكنهم خسروا الرهان حيث حصل المؤتمر على 238 مقعداً يليه الاصلاح 46 والاشتراكي 8 والوحدوي الناصري 3 والبعث مقعدين، كما خسروا رهانهم في الانتخابات المحلية الأولى التي جرت عام 2001م والثانية التي جرت عام 2006م حيث حصل المؤتمر على الأغلبية الساحقة بمقاعد المجالس المحلية على مستوى المديريات والمحافظات.. كما خسروا الرهان للمرة السادسة في الانتخابات الرئاسية الثانية التي جرت في 20 سبتمبر 2006م حيث فاز مرشح المؤتمر الزعيم علي عبدالله صالح بمنصب رئيس الجمهورية بحصوله على «أربعة ملايين ومائة وتسعة وأربعين ألفاً وستمائة وثلاثة وسبعين» صوتاً، فيما حصل مرشح أحزاب اللقاء المشترك المرحوم فيصل بن شملان على «مليون ومائة وثلاثة وسبعين ألفاً وخمسة وسبعين» صوتاً فقط، فكانت النتيجة صادمة لهم وأفقدتهم توازنهم ودفعهم ذلك الى رفض إجراء الانتخابات البرلمانية الرابعة في موعدها المحدد 27 أبريل 2008م خوفاً من النتائج التي توقعوا أنها ستكون صادمة لهم وبدأوا يعدون العدة لمؤامرة اجتثاث المؤتمر والقضاء على قيادته ممثلة بالزعيم صالح فعمدوا الى التصعيد السياسي والاعلامي والجماهيري والتحريض على الفوضى واشعال نار الفتنة من خلال ما أسموها «الهبة الشعبية» التي مهدت لاندلاع الفوضى التدميرية مطلع العام 2011م والتي من خلالها أفصحت احزاب «التآمر» المشترك عن نواياها الشيطانية ومخططها القذر المتمثل بإسقاط النظام وشق الصف الوطني ووحدة الجيش والأمن والزج بالوطن والشعب في أتون حرب طاحنة فنفذوا جريمة قتل عدد من الشباب المعتصمين بحي جامعة صنعاء يوم الجمعة 18 مارس 2011م وألصقوا التهمة بالرئيس صالح لتأليب الرأي العام المحلي والعالمي ضده لاجباره على مغادرة السلطة، ولكن الحقيقة أتضحت للرأي العام المحلي والعالمي فقرروا بعدها التخلص من الرئيس صالح وقادة الدولة والمؤتمر دفعة واحدة بالقتل حيث نفذوا جريمة التفجير الإرهابي لجامع دار الرئاسة أثناء أداء الرئيس صالح وكبار قادة الدولة والمؤتمر صلاة أول جمعة من رجب الحرام الموافق 3 يونيو 2011م ونتج عنها استشهاد رئيس مجلس الشورى الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني وعدد من المسئولين والضباط والافراد من الحرس الخاص واصابة الزعيم صالح ورئيس مجلس النواب الشيخ يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ونائبي رئيس الوزراء الشيخ صادق أمين أبو راس والدكتور رشاد العليمي وعضوي اللجنة العامة عبده بورجي وياسر العواضي ومحافظ صنعاء الشيخ نعمان دويد، وكتب الله للرئيس صالح ومن نجوا معه من المذبحة حياة جديدة.. ورغم أن الزعيم تنازل عن بقية فترته الرئاسية وسلم السلطة سلمياً عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير 2012م حقناً للدماء وحفاظاً على مكتسبات الوطن والشعب إلاّ أنهم استمروا في حقارتهم ودناءتهم بالسعي بكل الوسائل والاساليب القذرة للتخلص منه فطلبوا من مجلس الأمن الدولي نفيه خارج البلاد ولم يوفقوا في ذلك وطالبوا باتخاذ عقوبات ضده ووضع البلاد تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وتم ذلك وحاولوا اغتياله بحفر النفق الى منزله فاكتشف أمرهم قبل تنفيذ الجريمة وهيكلوا الجيش والأمن واقصوا كل القيادات الموالية لصالح وأقصوا الكثير من القيادات المؤتمرية من مناصبهم وعملوا بكل الوسائل لشق المؤتمر منذ 2011م وحتى اليوم وانفقوا في سبيل ذلك مليارات الريالات والتي قُدمت لهم من السعودية والإمارات وقطر ولم يسقط أمام بريق المال سوى أولئك النفر القابعين في فنادق الرياض وأبو ظبي والدوحة واسطنبول والقاهرة يقتاتون من فتات بني سعود وزائد.. أما المؤتمريون الشرفاء الأوفياء الثابتون على المبادئ الوطنية والمؤتمرية الميثاقية فقد شاهدهم العالم كأمواج البحر يوم 24 أغسطس الماضي في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51667.htm