جمال عامر - ظهر الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح في آخر مقابلة له مع الزميل نبيل الصوفي هادئاً بل اكثر من ذلك منقلبا على التصعيد الذي كان تبناه في ماله علاقة بالشراكة وشروطها مع انصار الله
وهنا فأن صالح بدى متسقاً تماماً مع تأريخه في ادارة الأزمات التي مثلت تهديداً حقيقاً لحياته او للسلطة التي يمتلكها.
وأتذكر في السياق انه وفي ذات مقيل في دار الرئاسة حين كان لايزال رئيساً سألته عن كيف افشل الانقلاب الناصري على الرغم من حداثة عهده بالسلطة مقارنة بقوة الناصريين آنذاك وسيطرتهم على اغلب قطاعات الجيش؟
فأجاب ببساطة انه ترك المؤامرة تمضي حتى تختمر..
وأذكر ما قال باقتضاب بغرض الدلالة فقط: أنه علم بالانقلاب اثناء التخطيط له من الشيخ عبدالله الأحمر الذي اخبره الشيخ مجاهد ابو شوارب رحمهما الله.
وأوضح صالح: انه ظل يتابع مسار الاعداد للانقلاب عليه حتى تتكشف كل خيوطه ويعلم حجم المنقلبين ومن هم فيما هو يخلق تحالفات جديدة..
وفي ذروة التجهيز للانقلاب الذي يبدأ من السيطرة على العاصمة قام بزيارة الى الحديدة وبرفقته القيادي الناصري عبد السلام مقبل وكان وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل واحد أهم قيادات الانقلاب..
وانتقل بعدها الى تعز وخلال هذه الزيارة كان يعمل على تفكيك الانقلاب بهدوء وروية..
كان ذلك فيما لم يكن قد مر عليه في السلطة سوى عدة اشهر..
على اية حال فقد كان كلام الزعيم مسؤولاً وفي وقته تماماً باعتبار ان نزع فتيل الصراع مسئولية دينية واخلاقية وسياسية بامتياز في ظل ما يخطط له العدوان ويحشد..
|