عبد الله الصعفاني -
الآن وبعد أن اكتمل عقد المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد وتوفر الغطاء التشريعي والقانوني المناسب سواء مجلس النواب أو الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ثم الهيئة العامة لمكافحة الفساد صار على الصحافة أن تطلق يدها لمواكبة نشاط هذه الهيئات.
ـ والأولى من انشغال الأقلام بالكيد السياسي هو أن تنشغل بالاقتراب من البرلمان.. من الحكومة.. من جهاز الرقابة وهيئة مكافحة الفساد.. من هموم الناس الحقيقية.. وسيكتشف أهل الصحافة أنهم فعلاً سلطة حقيقية قريبة من هموم الشعب وليس فقط من انتهازية السياسيين.
ـ لو انشغلت الصحافة اليمنية بما يعنيها عما لا يعنيها كثيراً سنشاهد الأخطاء وهي تتراجع.. المفسد وهو يتقزم.. العابث يتوارى ويرتدع عن غيه.
ـ عندما يسلم القلم نفسه لحزب سياسي وإرادته لمنظمة داعمة يعني أنه صار خارج اللعبة.. بعيداً عن حركة الضمير.. أي قيمة للقلم إن هو انشغل عن مهمة أجهزة الرقابة وهموم الناس الاقتصادية واستئثار القليل المنحرف بمصير الكثير الذي يعاني العزف على الطائفية البغيضة والتعصب المقيت مع المنطقة أو الجهة أوالمذهب؟!!.
ـ الصحافة.. مواكبة.. توجيه.. تنوير.. رصد للأخطاء والتجاوزات.. وليست فقط سياسة ومكايدة أحزاب.. ليست أبداً الانفتاح في اللغو أو التنابز بالتهم السياسية أو التخوين وإغفال المعاناة اليومية للناس.. وهي معاناة أكبر من الحكم المحلي المطلق وأهم من «الكوتا» الحريمية وأهم من الإصلاحات السياسية المنتظرة إصلاح النفس الأمارة بالسوء.. حتى تكون صحافتنا رؤى جادة وأفكاراً ناضجة
نقلا عن صحيفة الجمهورية