الميثاق نت -

الأربعاء, 27-سبتمبر-2017
عبدالله الصعفاني -


أكتب متأملاً في الأهداف الستة لثورة 26 سبتمبر الخالدة فأنتهي إلى نتيجة واحدة مفادها.. تتعدد الثورات والحركات والمفاعلات والارتدادات الوطنية والاستفهاميات الشعبية واحدة.. وأبرزها متى ننتقل من الشعارات إلى الفعل الثوري الذي نكون فيه جديرين بأن نجعل من أهداف الثورة الأم مثلثاً للرعد والضوء والمطر بحسابات ما ينفع اليمنيين ويمكث في الأرض، ولكن..
هيهات.. مادام جحافل القيادة والسياسة المتلاحقون تعاطوا مع الأهداف بارتعاش أحياناً، وفجور في أحايين كثيرة ولم يأخذوا بمتطلبات الحاجة للشراكة الحقيقية في البناء والفرح وتقاسم الحزن، متمسكين بطاعون الاستمرار في متواليات الردة عن أهداف الثورة الأم في السلم والحرب وتحت قصف الأعداء.
ومايزال الشعب ينتظر قدوة يبدأون بأنفسهم لإيجاد حالة اصطفاف حقيقية تحول دون أن تتطاير أشرعة السفينة ليتمكن اليمن من عبور احتباسات وصدامات استدعت كل تلكم الحركات والثورات لنجد أنفسنا بعد أكثر من نصف قرن نسأل بأفواه مفتوحة..هل حقاً تحررنا من الاستعباد والاستعمار؟ وماذا يمكن تسمية تواجد المحتلين فوق منابع نفط وغاز وموانئ وجزر؟ وكيف جرى اختزال القومي والإسلامي والاشتراكي لرصيده التنظيري في مجرد مفتاح غرفة فندق في الرياض؟
تتنقل في فضائيات تلفزيونية وحوائط إليكترونية يفترض أنها يمنية فلا ترى غير مفردات فتنة ، ووجوه مريبة لملامح فاجرة ، ومواكبة إعلامية تصادر علينا الأمل حتى في أن نكون مشاريع لاجئين محترمين.
فاجر وكافر بالوطن من لا يعترف بأن أم الثورات والحركات هي أم الطموحات اليمنية الإنسانية ولكن.. مالنا نحتاج لثورات وحركات وانقلابات عدة فيما لا نزال ننظر بحسرة إلى الأهداف ؟!
من مساوئ البؤس الذي صنعناه بأيدينا خصماً من الثورة -التي نالت فيها أيدي التخريب من شمس الضحى السبتمبري- أننا صرنا نختلف على أي شيء وكل شيء.. على الثابت والمتغير.. على المهم والأهم.. الابيض والأسود وأي حاجة وكل حاجة.
يكفي لفضح الحال أننا جمعنا منجز الوحدة قطرة قطرة ، ومؤتمراً مؤتمراً، وحواراً حواراً.. ثم ينبري كثيرون للتفريط بالوحدة مرة واحدة.. يكفي أن ثورة 26 سبتمبر أعلنت تصديها للجهل نقطة نقطة وحرفاً حرفاً، فإذا بنا نعيش كابوس التهديد الذاتي بإغلاق الفصول والمدارس أمام الطلاب وسط أوجاع أولياء أمور وحيرة معلمين أكثر وجعاً.
ثم ماذا بعد ؟
ليس أقل من الاعتراف بحماقة البكاء في بيت العرس أو الفرح في سرادق للعزاء.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51800.htm