الميثاق نت -

الخميس, 28-سبتمبر-2017
تحقيق - فيصل الحزمي -
شهدت اليمن خلال55 عاماً منذ انتصار الثورة اليمنية في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، نهضة تعليمية في كافة مجالات ومراحل ومستويات التعليم، فالثورة اليمنية التي قامت على أساس القضاء على الفقر والجهل والمرض، أسهمت في إحداث تغيير كبير في حياة المواطن اليمني في مختلف المجالات، وباعتبار التعليم المحور الرئيسي في بناء ونهضة وتطور المجتمع، فقد ساهمت الثورة في نشر التعليم وإلزاميته من منطلق أن بناء الإنسان اليمني المتسلح بالعلم والمعرفة هو المدخل الحقيقي لإحداث التنمية الشاملة في كافة المجالات. قيادات تربوية تحدثت لـ«الميثاق» عن منجزات ثورة 26سبتمبر في مجال التعليم والى الحصيلةس..
في البداية تحدث وكيل يل وزارة التربية والتعليم لقطاع المشاريع والتجهيزات المدرسية الاستاذ عبدالكريم الجنداري قائلاً: لا شك أن الحكومات المتعاقبة بعد قيام الثورة قد واجهت تركة ثقيلة تمثلت في انتشار الأُمِّيَّة بين غالبية أبناء الشعب، يرافقها غياب المؤسسات التعليمية وغياب الوعي المجتمعي بأهمية التعليم، فكان التحدي الأكبر بعد قيام الثورة هو التخلص من تبعات ومخلفات النظام الإمامي الكهنوتي، وعلى رأسها الفقر والجهل والتخلف، وهو ما استدعى تسخير الطاقات والإمكانات في سبيل إحداث ثورة على أركان هذا المحور الخبيث، الذي ظل ملازماً للإنسان اليمني ومرتبطاً به طوال فترات حكم الإمامة لعقود طويلة. إننا اليوم ونحن نحتفل بمرور55 عاماً من عمر الثورة اليمنية الخالدة، لندرك عظمة الأهداف التي رسمها وناضل من أجلها خيرة أبناء اليمن الذين ضحّوا بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة فداءً للوطن والثورة ومبادئها العظيمة التي قامت ضد الظلم والجهل والتخلف والفقر والحرمان والفرقة والشتات، فقد أصبحت اليوم حقيقة ملموسة وواقعاً معاشاً على كافة المستويات، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وتنموياً، توّجت باستعادة اليمن لُـحمته وتاريخه وحضارته في الثاني والعشرين من مايو 1990م، التي قاد مسيرتها ورسَّخ أركانها باني نهضة اليمن الحديث فخامة الأخ علي عبداللَّه صالح -رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام- باعتبارها أحد الأهداف العظيمة التي قامت عليها الثورة اليمنية «سبتمبر وأكتوبر»، وناضل من أجلها كافة أبناء اليمن في شماله وجنوبه. واضاف: إن ما تحقق لليمن في عهد الثورة من منجزات عظيمة في مختلف المجالات، حقيقة لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد، فباستقراء بسيط لواقع التعليم في اليمن قبل قيام الثورة ندرك أن المؤسسات التعليمية تم اختزالها في عدد محدود من الكتاتيب أو «المعلامات» وبضع مدارس كانت مقتصرة على أبناء الأئمَّة وكبار التجَّار، أما اليوم فقد أضحى التعليم، الذي كفله دستور الجمهورية اليمنية كحق لكل مواطن يمني، في متناول الجميع، فقد وصلت خدمات التعليم إلى مختلف فئات وشرائح المجتمع، ذكوراً وإناثاً، في الريف والبادية والحضر، وانتشرت مدارس التعليم العام التي يربو عددها على (16) ألف مدرسة لتصل إلى مختلف مدن وقرى وسهول ووديان وجبال وصحارى وجزر اليمن. وبالرغم من التحديات المتمثلة في الزيادة الكبيرة في معدلات النمو السكاني وضرورة إيصال خدمات التعليم إلى التجمعات السكانية المنتشرة في قمم الجبال وبطون الأودية والقرى المترامية في كل مكان، فقد شرعت الحكومة، من خلال دراسة معطيات الواقع التربوي، في انتهاج سياسة التخطيط الاستراتيجي المنظِّم للعملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها المتمثلة في المعلِّم والطالب والمبنى والوسيلة التعليمية والكتاب المدرسي والإدارة المدرسية، فكانت الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم الأساسي باكورة هذا التخطيط الاستراتيجي الهادف إلى رفع معدلات الالتحاق بالتعليم من الجنسين، مع ضمان توفير التعليم النوعي والهادف، وتبعتها استراتيجية التعليم الثانوي والتحاق الفتاة، واستراتيجية محو الأُمِّيَّة وتعليم الكبار.
زيادة أعداد الملتحقين بالتعليم
وتابع وكيل وزارة التربية حديثة قائلاً : ولا شك أن نتائج التخطيط الاستراتيجي بدأت تؤتي أكلها، فبعد أعوام قليلة من بدء تنفيذ استراتيجية التعليم الأساسي تكنا من تحقيق التوازن على مسارات متعددة ومتوازية تستهدف كافة مكونات العملية التعليمية وربطها ببعضها كمنظومة واحدة ومتكاملة، فكان من أبرز ثمارها أن تراجعت نسبة الأُمِّيَّة والتسرّب إلى أدنى مستوياتها، وزادت أعداد الملتحقين بالتعليم لتصل إلى ستة ملايين طالب وطالبة، وارتفع عدد المباني المدرسية الجديدة إلى (1200) مدرسة سنوياً، أي بمعدل ثلاث مدارس في اليوم الواحد، وهو ما يعني، بلُغة الأرقام، أننا تجاوزنا المرحلة الأولى والمتمثلة في نشر التعليم وزيادة أعداد الملتحقين به إلى المرحلة الثانية، وهي الأهم، مرحلة تحسين نوعية التعليم وتحقيق الجودة التي تتمثل في أداء العمل بأسلوب صحيح متقن وفق مجموعة من المعايير التربوية الضرورية لرفع مستوى جودة المنتج التعليمي لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية وأهداف المجتمع وسد احتياجات سوق العمل من الكوادر المؤهّلة علمياً بأقل الجهود وأبسط التكاليف
كانت نسبة الأمية 99%
من جانبه تحدث مدير عام مكتب التربية والتعليم بامانة العاصمة الاستاذ محمد عبدالله الفضلي قائلاً: اعتقد ان منجزات ثورة 26سبتمبر في مجال التعليم لا تحتاج ليتحدث عنها اي شخص فهي واقع يتحدث عن نفسه.. ولكن كي يعرف النشء والشباب مقدار النهضة التعليمية التي احدثتها ثورة 26سبتمبر ينبغي ان يعرف الناس واقع التعليم في اليمن قبل الثورة وهذا ما سوف اركز عليه في هذه السطور، حيث قامت ثورة سبتمبر وحجم الأمية الألفبائية تكاد تكون 99%، فيما قدّر عدد أطباء اليمن حينها عام 1962م بـ 15 طبيباً، وكلهم أجانب، فيما كان عدد الرهائن في بيوت الإمام وسجونه نحو أربعة آلاف في كل من صنعاء وتعز، وكان عدد مدارس التعليم الحكومية لا يتجاوز عشر مدارس رئيسية في صنعاء وتعز وحجة. ومع هذا، وعلى الرغم من ذلك كله، انفجرت ثورة اقتلعت نظام حكم الإمامة، الذي اعتمد على وجوده وبقائه بالتجهيل ونشر الجهل والخرافة، ومحاربة التعليم والتنوير.. وبالنظر لواقع التعليم اليوم في اليمن سيتضح للجميع حجم الانجازات التي حققتها ثورة 26 سبتمبر في مجال التعليم
مجانية التعليم
الى ذلك قال مدير عام الاعلام والنشر التربوي الاستاذ اسماعيل زيدان: منجزات ثورة 26سبتمبر كثيرة فقد احدثت نقلة نوعية في مختلف المجالات.. ولو تحدثنا عن انجازاتها في الجانب التربوي فيمكن القول: إن قبل قيام الثورة كان التعليم في اليمن قائماً على نظام يعتمد على شروط خاصة للالتحاق به بعد أن يكمل الابتدائية أو ما يعادلها واحضار كفيل عن الطالب يسدد كل ما عليه من جوانب مالية ومن الشروط غير المعلنة اقتصارها على قبول ابناء الأسر المرتبطين بنظام الحكم والفئات الاجتماعية ذات المستوى الإجتماعي، وكانت المدارس أو الكتاتيب للمواطنين العاديين أقل مستوى من الناحية العلمية لبعض الفئات الاجتماعية وفي حين اتبع النظام التعليمي الأسس التقليدية في طرق التدريس «التلقين- الحفظ» ولم يكن هناك أي نظام توجيهي أو تفتيش مدرس حديث إلا أن الملاحظ أن المراكز العلمية لا تهتم بالعلوم الحديثة.. إلى جانب ذلك كان الخوف يكمن من اعتماد التعليم الحديث ومقاومته من النظام الإمامي خوفاً على مصالحه والتمسك بالتعليم التقليدي دون الاطلاع على الثقافة الحديثة التي أخذت مكانها على مستوى الساحة العربية.. وكان العامل الأكثر أهمية لتغيير أوضاع اليمن يتمثل بالبعثات التعليمية إلى بعض الأقطار العربية والدول الأجنبية والتي كان لها دور فاعل في تعرية النظام الإمامي نفسه بفضل ما تشربته من علوم جديدة فكان لها شرف الإسهام بإسقاط النظام الإمامي في اليمن.. واضاف: فالثورة جاءت من أجل الإنسان اليمني لتأخذ بيده إلى مراحل متطورة.. والتطور والتقدم وتحقيق التنمية لا يأتي إلا عن طريق التعليم وبما يواكب تطور المجتمع اليمني وقد ظهر ذلك من خلال المناهج المدرسية التي بنيت على أسس وطنية نابعة من فلسفة المجتمع اليمني وعقيدته وتراثه الحضاري الذي أنشئت لإعداده المطابع والهيئات المتخصصة ليكون في متناول التلاميذ في عموم مدارس الجمهورية. وأشار زيدان الى ان الثورة ضمنت لكافة أبناء الشعب التعليم المجاني وأوجدت وأنشئت المدارس الإبتدائية «الأساسية» والإعدادية والثانوية والتي من المؤكد لا تخلو عزلة من عزل المديريات في عموم المحافظات إلا ووجد بها أكثر من مدرسة أساسية وثانوية بل امتد التعليم إلى الجزر اليمنية وهناك أنشئت العديد من المدارس ليصبح إجمالي عدد المدارس أكثر من 16ألف مدرسة موزعة على كافة مناطق الجمهورية وعلى نحو عالٍ من المعلمين المؤهلين من كوادر الوطن الذين يزيد عددهم عن 270 ألف معلم ومعلمة تحتل المرأة نسبة 30% من المعلمات.
ثورة النور على الظلام
خالد الاشبط مدير منطقة معين التعليمية تحدث قائلا : عندما نريد التحدث عن التغيرات التي احدثتها ثورة 26 سيبتمبر عام 1962م، في اليمن ارضاً وانساناً لن يتسع هذا المقام لبيان ذلك وماتقوم به صحيفتكم الغراء من استقراء لآرائنا للتحدث عن مدى تأثير هذه الثورة المجيدة منذ إعلانها حتى يومنا هذا يعني التحدث عن 55 عاماً من الإنجازات والتحولات التي غيرت مجرى التاريخ اليمني الحضاري فكانت ثورة النور على الظلام وثورة الحق على الباطل ثورة شعب حر وأبي ثورة امة شاء الله عز وجل ان تكون فكانت.. وفيما يخص منجزات الثورة في مجال التعليم فيمكن القول: إن الثورة حققت للشعب أشياء لم يكن يتوقعها واهمها النهضة التعليمية والتنمية بكافة أشكالها وانواعها، كما لم تكن توجد أي جامعة في اليمن قبل قيام الثورة نجد الآن أنه لاتكاد تخلو محافظة من المحافظات من جامعة أو مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي سواء كليات المجتمع أو المعاهد المهنية، وما إلى ذلك، بالإضافة إلى المكانة الدولية التي استطاعت اليمن ان تحققها، فاليمن لم تكن معروفة للعالم، وكانت تعيش في عزلة سلبية بعكس العزلة الايجابية التي عاشتها اليابان أو التي عاشها الاتحاد السوفييتي أو عاشتها الكثير من الدول المتقدمة، ولهذا كان الطريق طويلاً والنضال مستمراً وتحققت الكثير والكثير من المنجزات في كل المجالات ،وابرز التحولات التي شهدتها اليمن خلال 55 عاماً هي المحافظة على النظام الجمهوري وتحقيق الوحدة وابراز اليمن كنموذج في النهج الديمقراطي الذي أرسى قواعده الزعيم علي عبدالله صالح -حفظه الله .
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 05:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51819.htm