الميثاق نت -

الخميس, 28-سبتمبر-2017
عادل مهدي المسعودي ٭ -
لاشك أن قيام الثورة اليمنية «26 سبتمبر الخالدة 1962م والـ14 من أكتوبر 1963م» لم تكن مجرد حدث عابر او محض صدفة ساقتها الاقدار إلينا وانما كانت تعبيراً حقيقياً صادقاً للخلاص من معاناة شعب اليمن الذي كان يُحكم بالحديد والنار وفتك به الثالوث الرهيب الفقر والجهل والمرض في ظل حكم الامامة المتسلط المستبد والاستعمار البريطاني الغاشم . ولأن ارادة الله كانت حاضرة لإحقاق الحق ونصرته فقد قيض الله لهذه المهمة الانسانية النبيلة رجالاً صدقوا ماعاهدوا الله عليه فحملوا راية الثورة ومشاعلها التنويرية في كل ربوع الوطن حاملين معها آمال وطموحات وتطلعات المستضعفين الذين اشرأبَّت اعناقهم وهفت قلوبهم للخلاص من ذلك الوضع المأساوي الرهيب الذي ذهب والى غير رجعة والذي لم يراع ذمة ولم يخف من الله ولا من عقابه ولم يخش حتى لومة لائم. هذه الثورة السبتمبرية العملاقة جاءت لتضع حداً فاصلاً بين الحق والباطل وبين الظلم والعدل الذي حمله الهدف الاول من الأهداف السبتمبرية الستة والذي تحقق خلال مسيرة الثورة المباركة، فلمس الشعب اليمني الفرق الكبير بين الحكم الملكي والنظام الجمهوري القائم على العدل والمساواة وقيم ومفاهيم الديمقراطية رغم كل الارهاصات والتحديات والمؤامرات التي اعترضت الثورة منذ الايام الاولى لقيامها.. هذه الثورة التي خرجت من رحم الشعب وصميم معاناة واوجاع المقهورين. والمستضعفين كانت المنقذ الحقيقي للشعب اليمني العظيم.. واذا كانت هذه الثورة قد خرجت من رحم الشعب وجاءت تعبيراً عن تطلعاته في العيش الكريم فإن المؤتمر الشعبي العام الذي ولد أيضاً من رحم الشعب كان عليه ان يحمل على عاتقه استكمال بناء الوطن وتحقيق طموحات وتطلعات كافة ابنائه في العيش الكريم، ومن هنا فقد جاء الميثاق الوطني ليكون الدليل النظري والمنهجي لبناء الوطن وفقاً لمنظور عصري تجديدي يتوافق مع تلك الطموحات المشروعة لشعب طالما ارهقته الأحداث والمعاناة.. ولاشك ان مَنْ يتعمق في برنامج المؤتمر الشعبي العام وحقائقه الخمس ومسيرته النظالية منذ تأسيسه برئاسة الزعيم القائد / علي عبدالله صالح وحتى اليوم سيدرك دون عناء انه التنظيم الوحيد الذي حقق أهداف الثورة فيه ورسخ قيم واسس ومضامين العدالة الاجتماعية وجذر مفاهيم التعايش والقبول بالآخر وارسى مداميك الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وعمل على بناء المشروع الوطني الأكثر اهمية والحاحاً والمتمثل في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة بعد ان بنى الجيش الوطني القوي القادر على حماية مكاسب الثورة اليمنية. ومن هنا يمكن القول ان المؤتمر الشعبي العام هو التنظيم الوطني الذي جاء من بين أوساط الشعب ليعمل على تحقيق طموحاته وتطلعاته وبالتالي فإن الربط بين تحقيق اهداف الثورة اليمنية وبين وجود المؤتمر الشعبي العام امر ليس فيه تجنٍّ او مزايدة او اقصاء لادوار الآخرين الذين كان لهم ادوار مساعدة في بناء الوطن وتحقيق تطلعات الشعب من خلال انخراطهم تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام قبل اعادة تحقيق الوحدة واعلان التعددية السياسية.. أختم فأقول: ان ثورة الـ26 سبتمبر متجددة لاتقف عند حد معين او ترتبط بأشخاص بعينهم وانما جاءت من الشعب وإليه ولاجله وستبقى كذلك مابقيت اليمن وما بقي الدم يجري في عروق وشرايين هذا الشعب العريق .
٭ أمين عام رئاسة الجمهورية عضو اللجنة الدائمة
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51820.htm