الميثاق نت -

الخميس, 28-سبتمبر-2017
استطلاع / محمد أحمد الكامل -
الذكرى الـ55 لـ ثورة 26 سبتمبر 1962م المجيدة مناسبة عظيمة لكل أبناء الشعب اليمني جسدوا خلالها انتصارا كبيرا لإرادة شعب بأكمله في قصص تشابه تلك التي نقرأها في الحكايات الأسطورية اذا ما نظرنا الى حجم التحديات والمؤامرات على المستويين الداخلي والخارجي والتي احيكت وسعت جاهدة لوأد الثورة الوليدة آنذاك.. حول موضوع المؤامرات الداخلية والخارجية التي واجهتها ثورة 26 سبتمبر، وكيف استطاعت الانتصار عليها حاملة معها راية الحرية والعدالة والمساواة والاستقلال لكل أبناء الشعب اليمني.. كان لصحيفة «الميثاق» هذا الاستطلاع مع عدد من الأكاديميين.. فإلى الحصيلة.. * في البداية تحدث الدكتور محمد القطراني قائلا : لقد انطلقت ثورة 26 سبتمبر عام 1962م في محيط محكوم كلياً من البريطانيين في جنوب اليمن وأعوانهم من آل سعود في شمال اليمن اضافة الى من يدعمهم من دول الغرب وإيران الشاه وغيرهم.. حيث انفقوا أموالاً طائلة وسلاحاً ومرتزقة لتطويق الثورة الوليدة والسعي لإجهاضها الا أنها لم تكن ثورة نخب كما يحلو للبعض ان يسميها إنما هي ثورة شعب وتتويج ونجاح لانتفاضات وثورات سبقتها في 48 و55م وغيرها.. موضحاً ان الشعب اليمني قد هب من أقصى ارض اليمن الى أقصاها ليحمي ثورته الوليدة من محاولة الرجعية العربية والامبريالية العالمية وأدواتها.. ووقفت مصر العروبة بفرسانها الأشاوس وقائدهم البطل جمال عبدالناصر الى جانب الشعب اليمني وانحازوا للحق المبين ضد حكم الامامة المنغلق ودعموا الثورة بالمال والرجال، ولا ننسى أيضا دور العراق في دعم الثورة اليمنية العظيمة. واستطرد القطراني قائلاً: حاولت قوى الظلام ان تطفئ شمعة سبتمبر التحرير ولكن هيهات للظلام ان يطفئ نوراً أشعله الله بيد شعب أبي شامخ شموخ راسياته العالية.. لقد هزمت ثورة سبتمبر البغاة وانتصرت رغم كل ما أحاط بها من محن ومحاولات لإنهائها، بل أشعلت شرارة ثورة 14 أكتوبر المجيدة وطردت المستعمر البريطاني البغيض من ارض اليمن.. ووضعت ثورة سبتمبر ضمن أهدافها تحقيق الوحدة اليمنية في إطار الوحدة العربية الشاملة فسبتمبر التحرير ثورة وطنية قومية بامتياز قدم الشعب لأجلها قرابين من الشهداء هم وقود شعلتها إلى الأبد. * الى ذلك قال الدكتور سليم محمد علي: ان المؤامرات التي حيكت وواجهتها ثورة 26 سبتمبر 1962م المجيدة سواء على المستوى الداخلي او الخارجي كبيرة ومتعددة، فداخلياً نرى ان الجماعات الرجعية السلالية المتخلفة سعت بكل ما اوتي لها من قوة لإجهاض هذه الثورة المباركة والدفاع عن مصالحها أمام مصالح شعب ووطن بأكمله معتبرة نفسها الطبقة الأعلى وحاصرة الحق الإلهي في الحكم والسلطة بذاتها دون منازع. . وأضاف: لقد سعت تلك القوى الى وأد الثورة اليمنية في مهدها بمؤامرات ودسائس وتحالفات مع بعض المشيخات والسلطنات في جنوب الوطن آنذاك والتي فضلت الارتزاق على الحرية وتلقيها أموالاً طائلة بعد ارتباط تلك السلطنات نفسها باتفاقيات مع المستعمر البريطاني.. مستطرداً: ولا ننسى المؤامرات الخارجية التي واجهتها هذه الثورة العظيمة والمتمثلة بالدعم المادي والمعنوي الإيراني والأردني والسعودي بحد ذاته الذي لم يكتف بالدعم المالي فقط أمام ثورة الشعب اليمني على التخلف والجهل والمرض والتبعية حيث قام الطيران السعودي بالمشاركة الفعلية في صفوف القوى المعادية للثورة باستهداف وقصف مواقع ومناطق القوات الجمهورية.. إلا أن إرادة الشعب العظيم كان لها القول الفصل حيث استطاعت هذه الثورة المباركة الانتصار على كل المؤامرات الخارجية والداخلية انتصاراً اقرب الى الأساطير وعَبْر صراع طويل وصمود شعبي عظيم. وتابع قائلاً: الى جانب الدعم النسبي من رائد القومية العربية آنذاك الزعيم جمال عبدالناصر وإرساله قوات من الجيش المصري المساندة للشرفاء من أبناء هذا الوطن في شماله وجنوبه مقدمين كل أنواع التضحيات أمام قوات التخلف والرجعية والإمامية الزائلة.. مؤكداً أن ثوره الـ26من سبتمبر العظيمة صامدة لن تتزحزح لان أهدافها لم تقم على جماعة معينة او فئة بعينها بل قامت على المساواة والعدل والحرية والاستقلال في ربوع الجمهورية اليمنية بعد ذلك. * من جانبه أكد الدكتور حيدر حمود محجب: أن ثورة 26 سبتمبر المجيدة عام 1962م شكلت نقطة تحول مصيرية في مستقبل اليمن وتاريخه.. وقال: لكن قبل ذلك هناك أحداث تاريخية سابقة للثورة السبتمبرية يمكن من خلالها فهم أحداث الماضي وأسبابه والتي أدت إلى اندلاع الثورة، ومسارات التحول على المستوى الداخلي والخارجي.. فمنذُ مطلع القرن العشرين ورغم تعدد دول الاستعمار وبنية النظام الدولي والثورة التكنولوجية وتقدم العلم وكذلك الأنظمة السياسية في العالم الا أن العالم العربي -رغم كل ذلك- كان في حالة صراع بين النظامين الملكي والجمهوري.. وأضاف: اليمن بشكل خاص كانت الملكية أشبه بسلطة الفرعون، فلم يكن هناك ما يعرف بالملكية البرلمانية او حقوق الشعب في اختيار من يحكمه او أن يتمتع بأبسط الحقوق.. فقد كانت الإمامة نظام الحكم آنذاك، حكم سلالي لأسرة هم كل شيء في شمال الوطن، ظلت خلالها اليمن لعقود تعيش في كنف الاستبداد والاستعباد الإمامي الكهنوتي الرجعي ويعاني المواطن العبودية والفقر المدقع والجهل والمرض والتعذيب وانعدام ابسط احتياجاته المعيشية ومعزولاً عن العالم الخارجي ومغيباً حتى عن حقه في الحياة البسيطة.. لافتاً الى أنه ورغم تعدد الأحداث الداخلية كان هناك عوامل خارجية ساهمت اغلبها سلباً وقليل منها إيجاباً في تاريخ اليمن.. حيث قامت العديد من الدول العربية وعلى رأسها السعودية للحيلولة دون نجاح الثورة وذلك بتقديمهم الدعم بمختلف أنواعه للملكيين الاماميين ضد الثوار، في الوقت الذي تقف تلك الدول مع دول الاستعمار الغربي -وفي مقدمتها الاستعمار البريطاني- بالولاء والخضوع والولاية.. واستطرد قائلاً: ورغم ذلك إلا أن إرادة الشعب اليمني في التحرر من الاستعمار والاستبداد كانت بركاناً هائجاً يلتهم من يقف أمامه فانتصرت الثورة بتضحيات ووفاء الأحرار، مسنودين بموقف مصر الكنانة بشعبها وقيادتها وجيشها برئاسة جمال عبدالناصر والذي كان يصف تلك القوى او الدول العربية وأنظمتها التي وقفت ضد اليمن وثورتها السبتمبرية بالأنظمة الرجعية المتخلفة.. وأرجع حيدر انتصار ثورة 26 سبتمبر ضد كل المؤامرات الخارجية - وفي المقام الاول تلك التي حيكت ضد نجاحها في إنهاء الإمامة والسلالية والكهنوتية المقيتة- جهود الشعب وحلمه بالعيش الكريم وتضحيات المخلصين من اجل الجمهورية ورفضهم الذل والخنوع والعمالة والارتزاق، من اجل حياة وكرامة اليمن أرضاً وإنساناً.. مختتماً حديثه قائلاً: لقد مهدت الثورة السبتمبرية 1962م للثورة الاكتوبرية 1963م في جنوب الوطن ضد الاستعمار البريطاني وبذلك تكون الثورتان قد أفشلتا مخططات الغزاة وأنهتا الكهنوتية ومن يريدون ان يكونوا أوصياء على اليمن وشعبها.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51822.htm