الميثاق نت -

السبت, 30-سبتمبر-2017
احمد ردمان -
وُلد وعاش المناضل السبتمبري وموحد اليمن الزعيم علي عبدالله صالح - رئيس المؤتمر طفولته وصباه في فترة كانت تموج بالأحداث والتحولات الكبرى يمنياً وعربياً وعالمياً.. صراعات وحروب تحررية ضد الاحتلال والهيمنة الاستعمارية الأوروبية والغربية لعل أهمها الحرب العالمية الثانية ونتائجها وانعكاساتها على الوطن العربي، وأبرزها وطنياً حركة 48 الدستورية وعربياً ثورة 32 يوليو 1952م بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر وثورة الجزائر عام 1956م ضد الاستعمار الفرنسي وثورة العراق عام 1958م ضد الوصاية والهيمنة الاستعمارية البريطانية..
طبعاً يمنياً كان الاستعمار البريطاني يحتل الشطر الجنوبي من اليمن والذي حاول ان يتعامل مع كفاح شعبنا بأساليبه الماكرة والخبيثة لكنه لم يستطع منع التأثير المتبادل لمسارات الأحداث التي يشهدها الشمال والجنوب ولعل أبرز بداية هذا التأثير هي المتغيرات التي شهدتها بفعل أهمية موقعها للمصالح الاقتصادية والاستراتيجية الجيوسياسية للاستعمار مدينة عدن فكان للصحافة والعمل المدني المنظم فيها دور كبير تجلَّى في استقبالها للأحرار الذين نجو من مذابح الامامة بعد فشل ثورة 48م والتي قاموا بها على النظام الكهنوتي الإمامي الاستبدادي المتخلف.. ومن عدن واصل أولئك الأحرار نضالهم من أجل انعتاق شعبهم فكانت حركة 55م في تعز ومحاولة اغتيال الإمام أحمد في الحديدة عام 1961م. هنا ينبغي الاشارة الى أن منطقة سنحان وبحكم قربها من عاصمة اليمن التاريخ صنعاء والتي ولد فيها الزعيم علي عبدالله صالح وعاش طفولته قد لعبت دوراً في تشكيل وعيه من وقت مبكر وتوسعت مداركه مع انضمامه الى المؤسسة العسكرية في نهاية العهد الإمامي عام 1958م. ولكن التحول الأهم في وعي القائد والمناضل علي عبدالله صالح الوطني السياسي كان بعد التحاقه بالجندية لاسيما في مدرسة الضباط عام 1960م وهو في الثامنة عشرة من عمره وهذا هو بالضبط الذي يجعله مع ثورة 26 سبتمبر عند قيامها ويكون من يومها الأول جندياً مدافعاً عنها وقد كلف والمدرعة التي كان يقودها بحماية العديد من مواقع الجيش الذي فجر الثورة اليمنية ثم اسندت له العديد من المهام العسكرية الوطنية وبشجاعته واقدامه واستعداده للتضحية في سبيل انتصار الثورة وترسيخ نظامها الجمهوري رقي في عام 1963م الى رتبة ملازم ثاني ليلتحق في العام التالي بمدرسة المدرعات لاكتساب المزيد من المهارات في مجال حرب المدرعات ويتولى مهاماً قيادية ميدانية قتالية في سلاح المدرعات من قائد فصيلة الى أركان حرب كتيبة الى قائد كتيبة وكان له مشاركات مهمة وفاعلة ومشهودة في معارك الدفاع عن العاصمة والتي حاصرتها القوات الملكية من كل الاتجاهات مدعومة من النظام السعودي بالأموال والسلاح والمرتزقة الاجانب بعد خروج القوات المصرية المساندة للثورة بعد نكسة حزيران عام 1967م حتى تحقق النصر في مطلع عام 1968م. بعد فك الحصار عن صنعاء وانتصار الثورة ونظامها الجمهوري كلف الزعيم علي عبدالله صالح بالكثير من المهام العسكرية واسندت إليه العديد من المسئوليات فكان دائماً يثبت أنه عند مستوى تحمل المسئولية بروح نضالية ووطنية مستشعراً واجبه تجاه الثورة والشعب وتضحياته دفاعاً عنها وعن نظامها الجمهوري. وهنا ينبغي التأكيد على الانعطافة التي شهدتها شخصيته بعد انتصار الثورة اليمنية 26 سبتمبر ونظامها الجمهوري وانتصار ثورة 14 أكتوبر بنيل الاستقلال الناجز ورحيل آخر جندي بريطاني من على الأراضي اليمنية في الـ30 من نوفمبر 1967م. على الصعيد السياسي والعسكري كان هذا النصر ناقصاً بدون إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عند الزعيم علي عبدالله صالح ليتعمق هذا الجانب في وعيه بعد أن اسندت إليه مهام قيادية عسكرية في الحدود الشطرية باتجاه محافظة تعز-لحج في حيفان المفاليس -طور الباحة وفي مناطق الساحل الغربي لليمن وتحديداً مناطق المخا وذوباب والوازعية باتجاه المضاربة من محافظة لحج.. في هذه المرحلة التي شهدت فيها اليمن أحداثاً وصراعات وحروباً شطرية ترسخت قناعته بأن الوحدة اليمنية ضرورة من أجل استقرار وأمن اليمن ونمائه وتطوره، ناهيك عن ان تحقيق الوحدة سيعيد تاريخ اليمن الى سياقه الوطني الحضاري الصحيح والذي عليه يبني تطوره وتقدمه وازدهاره في الحاضر والمستقبل.. في هذا الاتجاه يمكن اعتبار قرار تعيينه قائداً للواء تعز عام 1975م خطوة رئيسية مكنته من الوقوف على الكثير من الصعوبات والتحديات والتعقيدات التي يواجهها اليمن وثورته ووحدته ومن ثم التفكير في كيفية إيجاد السبل لحلها في المستقبل ومن ثم الوصول للهدف الاسمى لثورة الـ26 من سبتمبر و14 أكتوبر. لقد كان الزعيم علي عبدالله صالح حتى تلك الفترة معروفاً في الوسط العسكري والوسط السياسي من كل الاتجاهات لكن نجمه سطع كقائد عسكري وسياسي سبتمبري بعد تحمله مسئولية قيادة لواء تعز على الصعيد الوطني والاجتماعي والشعبي وجاءت الاحداث التي شهدها اليمن شماله وجنوبه في الصدارة، وكانت متسارعة بشكل عاصف أسفرت عن استشهاد ثلاثة رؤساء جمهورية في ظروف غامضة وملتبسة، واضح فيها ان اليمن كان يتعرض لمؤامرة خبيثة وحاقدة من أعدائها التاريخيين وهذا ما أكدته الوقائع.. تلك الاحداث وضعت اليمن في أتون مصير دراماتيكي مأساوي لا أحد يستطيع أن يدرك نهايته وأصبح معها أكثر المتطلعين للجلوس على كرسي السلطة يتراجعون، ويؤثرون السلامة.. وللخروج من ذلك الوضع كانت اليمن بحاجة الى فارس سبتمبري مستعد لمواجهة الاخطار والتحديات في سبيل الانتصار لليمن وثورته ووحدته وكان هذا الفارس الجمهوري هو الزعيم علي عبدالله صالح الذي قبل تحمل المسئولية بشرط أن يكون عبر الطريق الديمقراطي وهذا ما تم في 17 يوليو 1978م بانتخابه من قِبَل مجلس الشعب التأسيسي رئيساً للجمهورية، وهكذا وخلال فترة وجيزة استطاع قيادة سفينة اليمن في بحر الاحداث المتلاطم بالخلافات والصراعات ونذر الحروب التي لا تنتهي، محيداً بحكمته القوى الخارجية عن مواصلة مؤامراتها على اليمن ليمضي بسفينة اليمن صوب الأمن والاستقرار والتنمية والبناء الشامل، منتقلاً بالوطن وثورته الى الانجاز الأعظم والهدف الاسمى والمتمثل بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي رفعت رايتها خفاقة في سماء عدن في 22 مايو الأغر عام 1990م، ومعها المنجز الرديف النهج الديمقراطي التعددي في تجسيداته المعاصرة المتمثلة في حرية الرأي والتعبير والتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان.. لذا.. فإن الزعيم علي عبدالله صالح فارس ونبراس سبتمبري تسترشد به أجيال اليمن القادمة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51856.htm