الميثاق نت -

الثلاثاء, 03-أكتوبر-2017
أ.د.عبدالسلام أحمد الإرياني ٭ -
من المعلوم أن الساحة اليمنية شهدت منذ صدر الاسلام عدداً من أنظمة الحكم وذلك من خلال ظهور الدويلات المتعاقبة الى غير ذلك من تلك الحركات السياسية الطامحة والهيئات الثورية الجامعة التي لم تستمر طويلاً، وكذلك أن الصراعات التي حصلت بعد قيام الثورة المباركة كانت تتخذ من الدين غطاءً لمساعيها بمالها من منطلقات ولم تكن هذه المنطلقات في الحقيقة إلا منطلقات قبلية أو أسرية سلالية أو مذهبية وهذه مثلت صعوبة واجهت ثورة سبتمبر في بدايتها وعندما نقارن بين ثورة 26 سبتمبر كمرتكز أساسي لتأسيس الحركة الوطنية اليمنية وبين الثورات التي بدأت تظهر بين الحين والآخر سنلاحظ مفارقات عجيبة وهذا يمثل صعوبة كبيرة بأن نكتب أو نبحث أو نتحدث عن أحداث الثورة اليمنية المتعاقبة في تاريخ ملىئ بالبطولات والأمجاد والكفاح والنضال رغم ما عاصرها من المآسي والأحداث التي يهتز لها ضمير الإنسانية وتضع العبرة أمام من يعتبر ويعرض تجربة لمن يهمه أن يستفيد من تجارب الآخرين. ولقد كان هذا التاريخ حرياً بأن تتسابق أقلام المؤرخين والكتاب الى تدوين أحداثه وتسجيل مجرياته يوماً بيوم وعاماً بعد عام ليضعوا الصورة الكاملة لكفاح شعب متخلف جاهل معزول ضد حكم طاغٍ مستبد لبس لباس الكهنوت وساط المواطنين بسوط الدين وألهب اجسادهم بمقارع القداسة التي فرضها لنفسه عليهم واصبغ عليها صبغة الله، وقد عرف سكان المعمورة ما قاساه هذا الشعب في ظل ذلك الحكم الفردي المتخلف من ظلم وعزلة وتعسف وتجهيل وتقتيل وافتقار ومعاناة.. ونقول إن التيار الوطني اليمني الذي تشكل آنذاك يجب أن يستشعر الخطر اليوم وأن يتصدر المشهد اليمني وأن يستلهم أخلاقيات وقيم ثوار سبتمبر إذ اجمعوا على مقارعة الظلم واشكاله على الرغم من اختلافهم في تكويناتهم السياسية ومشاربهم المختلفة لكنهم ركزوا في توجيه قواهم في تقويض هذا النظام وأسفر عنه تحوُّل كبير شمل كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبقية مجالات الحياة، وهذا عزز الدور النضالي للأحرار اليمنيين واستطاعوا المضي في تحقيق أهداف الثورة مع ادراكهم الواضح للمخاطر والصعوبات التي ستواجههم. والمتابع اليوم للمشهد السياسي اليمني سيجد أن العدو التاريخي واعوانه هو ذاته إبان ثورة 26 سبتمبر 1962م حيث كان النظام السعودي بملوكه وأعوانهم من مشائخ وعملاء اليمن هم العدو الأول آنذاك، واليوم هم أبناء الملوك والمشائخ مع تطور في تقنيات العمالة والارتزاق. وتذكر الاجيال ونحن في الصفوف الأولى الثورة وأهدافها ومبادئها لكن لم ندرك مضمون الثورة ولم تتعمق في نفوسنا مثل اليوم ولم نكن مدركين أهميتها كونها الرافعة الوحيدة للقيم الاخلاقية والمبادئ الإنسانية.
٭ المسئول العلمي والاكاديمي جامعة إب
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51877.htm