عبدالرحمن مراد -
قِيل أن أحدهم بذل جهداً في مساعدة نابليون على احتلال بلده وحين تم لنابليون مبتغاه برز للناس فجاء ذلك الخائن إلى نابليون مذعناً ومظهراً الطاعة والخضوع وطالباً أن يقبل يد الامبراطور فقال له نابليون يد الامبراطور لا تصافح خائناً وإنما لأمثالك الأموال.. وهذا هو حال الرغاليين في الرياض الذين نراهم يهللون ويحتفلون متى أعلن التحالف أنه حقق تقدماً في الجبهات ويصابون بالكآبة وضيق العيش متى كان الجيش اليمني واللجان الشعبية هم من يحرز التقدم في الجبهات، يظن الخائن الرغالي أنه على حق وهو لا يدري أن مشكلته الظنية تصطدم بكل حقائق التاريخ وحقائق المنطق والأعراف والتقاليد الإنسانية والمبادئ والقيم التي أصبحت معياراً حقيقياً في حالة الفرز التي يجب التعامل معها بصدق موضوعي فالقول بالحالة الانقلابية ليس مبرراً كافياً لمشاعر الفرح التي تعلن عن نفسها عند كل حالة تدمير وقصف وسفك لدماء اليمنيين كما أنها أي القول بالحالة الانقلابية ليست مهاداً ولا استبرقاً للقول بالانتصار على اليمن وشعبه بمبرر عفاش والحوثي لأن القتل ينال من كل أهل اليمن ولا ينال من عفاش ولا الحوثي، والتدمير يصيب كل بقاع اليمن ولا يصيب بقعة بعينها، ومهاد الدم والبساط الأحمر لم تكن طريقاً آمناً إلى السلطة ولن تؤدي إليها، وكل الذين باركوا العدوان وأيدوه لن يكون حظهم من كل ذلك سوى الازدراء والهوان والاحتقار إذا تكرمت الرياض، أما يد تبع اليماني فلا نظن أنها ستقبل أن يصافحها الرغاليون الخائنون المباركون لكل هذا الدمار.
ولعلي هنا أذكر أولئك الخونة من بائعي الوطن وهي ذكرى قد تنفعهم وتلك الذكرى التي ربما غفلوا عنها هي أن اليمن يواجه عدواناً بربريا غشوماً من »17« دولة منذ ما يقارب ثلاثة اعوام وهو محاصر من بره ومن جوه ومن بحره ولم تتمكن تلك الدول أن تحرز تقدماً كل هذا الزمن وهي تراوح مكانها، وفي ذلك آية من آيات الله ومعجزة لا يدركها إلا من كان بصيراً.. وقد رأيناكم تحتفلون بخطوات قام بها هذا أو ذاك في هذه الجبهة أو تلك تقوم الدنيا ولا تقعد إذا استيقظت خلية نائمة تم تأجيل استخدامها لوقت استراتيجي وفق تقديرات الأجهزة الاستخبارية وهي في حقيقتها من صنع الجهاز الاستخباري إبان هيكلة الجيش وتشتعل المواقع والقنوات والفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي وكأن أمراً جللاً وأمراً عظيماً قد حدث، تحتفلون بالمقدمات وتغفلون عن النتائج وأهل اليمن يقولون العبرة بالخواتم أي بالنتائج وقد آلت الأمور إلى ما آلت اليه وانتصر اليمن وأهل اليمن وخاب رجاؤكم.
أنا في حقيقة الأمر استغرب كثيراً لسوء تقديركم ولحقارتكم وهوانكم، كيف لكم أن تفرحوا بكل الذي يحدث في اليمن ثم لا نجدكم إلا فرحين ومباركين لآلة القتل التي تفتك بأهلكم وقد بان لكم الأمر واتضح، وقيل لكم من أكثر من مكان ومن مصدر إن الحرب على اليمن حرب مصالح كونية، وقال لكم عميان المملكة من حقراء الوهابية إنها حرب طائفية، وأنتم تقولون لنا إنها حرب ضد الانقلابيين من تحالف عفاش والحوثي، دعونا من كل حقائق الواقع التي تحدث عنها وأفصحت عنها الدوائر الرسمية والإعلامية ولنكن عند مفهومكم الذي تشتغلون عليه وهو مفهوم الانقلاب والكل يعرف ملابساته ولا نزيد على القول إن الحوثي وعفاش يواجهان العالم كله بكل آلته وعتاده وبكل حداثة أسلحته وقد مضى على تلك المواجهة ما يقارب الثلاثة أعوام وهذا أمر يقول لكم إن الحوثي وعفاش رقمان صعبان وقدمان ثابتان في الأرض ولو كانا حالة طارئة لسبق السيف العذل.. وصمود الحوثي وعفاش وتماسك الجبهة الوطنية واستمرار المقاومة وتحقيق الانتصارات هي الشرعية الحقيقية التي تقول بانتفاء الانقلاب, لأن الذين جاءوا بعد 2011م اغتصبوا السلطة ونحن نعلم كيف تم انتزاعها من شرعيتها ولذلك تفرحون بأي بارقة انتصار.. لأنكم صغار ودون المعنى الكبير للانتصار لأن صمود اليمن أكثر من عامين رغم الحصار البري والبحري والجوي هو الانتصار الحقيقي أمام جيوش العالم من بلاك ووتر والجنجاويد ودول الخليج والأردن والمغرب ومصر وكل المرتزقة من خونة الداخل، أي أن العالم يحارب اليمن. ويحاصره وهو صامد لا يرف له جفن، بمعنى أن استمرار اليمن وأهل اليمن في الصمود كل هذا هو انتصار حقيقي ولو جاء الرغاليون إلى القصر الجمهوري بصنعاء وهو خيال وأقرب إلى المستحيل.. أرأيتم عظمة هذا الوطن اليمني أين تكمن؟ إنها تكمن في استصغاره للعظائم.. وحقارتكم وهوانكم تكمن في استعظامكم للصغائر التي تحدث هنا أو هناك في الجبهات.. ما حدث من ضجة خلال ما سلف من أيام يدل على أنكم مازلتم صغاراً وحقراء.
|