الميثاق نت -

الأربعاء, 18-أكتوبر-2017
استطلاع/فيصل الحزمي -
دشنت وزارة التربية والتعليم يوم الأحد 15 أكتوبر أول أيام العام الدراسي الجديد 2017-2018م في ظل غياب أهم ركيزتين من ركائز العملية التعليمية المتمثلة بالمعلم والكتاب المدرسي.. وتأتي هذه الخطوة التي لم تتضح ملامحها بعد نتيجة جهود مضنية بذلتها حكومة الانقاذ لكسر الاضراب الذي دعت اليه نقابة المهن التعليمية بداية شهر يوليو الماضي احتجاجاً على عدم صرف مرتبات المعلمين لأكثر من عام كامل، غير أن تلك الجهود تبخرت وتمخض الجبل فأراً واستطاعت قيادة وزارة التربية بعد تدخل رئيس المجلس السياسي إلزام حكومة الانقاذ بصرف نصف راتب للمعلمين والكادر التربوي.. اضافة الى تدخل رئيس البرلمان الذي عقد لقاء مع المسئولين وقيادة النقابة وتم الاتفاق على بدء الدراسة دون التزام من النقابة.. صحيفة «الميثاق» ناقشت خطورة توقف العملية التعليمية ومصير أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة، في لقاءات مع عدد من القيادات والتي أكدت في مجملها عدم رضى الكادر التربوي عن الحلول والمعالجات التي اتخذتها الحكومة وافضت في مجملها الى صرف نصف راتب..
واعتبر معلمون هذا الحل إهانة لجهود النقابة واستفزازاً للكادر التربوي لدفعهم الى الاستمرار في عملية الاضراب.
وأكدوا أن عملية الاضراب مستمرة ولا يمكن لأي سلطة أو قانون أن يجبر المعلمين على التدريس ورفع الاضراب، هذا ما أكده مدير منطقة الوحدة التعليمية أ.محمد الغويدي في حديثه لـ«الميثاق» بقوله: حقيقةً نحن في وزارة التربية والتعليم والمناطق التعليمية ومكاتب التربية على مستوى الجمهورية لدينا اشكالية كبيرة جداً تتعلق باستحقاق المعلمين من الرواتب لمدة عشر أشهر..
وأضاف: كان لدينا رؤية مالية مع رئيس حكومة الانقاذ قبل أكثر من ستة أشهر وأكدنا على ضرورة معالجة هذا الوضع لكن للأسف الشديد الحكومة لم تعطِ هذه القضية أولوية رغم كل الجهود التي بذلت من قبل قيادتي مكتب التربية بالأمانة ونقابة المهن التعليمية لايجاد معالجات مبكرة تؤمّن مرتبات للمعلمين ولكن لم نصل الى شيء.
وقال: نحن نواجه عاماً دراسياً جديداً ربما يكون شبيهاً بالنصف الآخر من العام الدراسي السابق الذي حدث فيه اضراب متقطع وانقطاع كبير للمعلمين، مع ذلك حاولنا قدر الامكان مواصلة العملية التعليمية حتى لا يتوقف التعليم ويفشل العام الدراسي لأن بلادنا تواجه عدواناً خارجياً وندرك أن توقف التعليم سيكون انتصاراً كبيراً للعدوان.. وللأسف هذا العام نواجه نفس المشكلة ولا نستطيع أن نجبر أي معلم على الحضور للمدرسة.. ويمكن القول إنهم ليسوا مضربين وإنما غير قادرين على الوصول الى مدارسهم خاصة وان معظمهم لا يمتلكون أجرة المواصلات الى مدارسهم وبعضهم انشغل في عمل آخر لتوفير لقمة العيش لأبنائهم وأسرهم.. نحن لن نعطِي للعدوان فرصة للانتصار علينا لأننا أحرص من الحكومة ومن الجميع على استمرار العملية التعليمية كوننا ندرك تماماً ماذا يعني توقف التعليم وما هي نتائجه على الوطن وعلى الأجيال.. متمنياً أن تكون قضية رواتب المعلمين من أولويات الحكومة لأن عدم صرف مرتباتهم يعني توقف التعليم وحرمان حوالي ستة ملايين طالب وطالبة من حقهم في التعليم، اضافة الى ترك ثغرة للمتربصين بالوطن لاستقطاب ابنائنا الى ما لاتُحمد عقباه.
85% عجز في الكتب
بيد أن المشكلة لم تعد مقتصرة على الرواتب فقط حيث نجد عقبات أخرى تقف أمام سير العملية التعليمية هذا العام وتتمثل بعدم طباعة الكتاب المدرسي.. وهذا يعني غياب أهم ركيزتين من ركائز العملية التعليمية المعلم والكتاب المدرسي، الأمر الذي جعل هذا العام الدراسي اكثر تعقيداً خاصة وأن مطابع الكتاب غير قادرة على تغطية الاحتياج حيث يصل العجز الى أكثر من 80% حسب افادة المدير التنفيذي لمطابع الكتاب المدرسي الدكتور همدان الشامي والذي أوضح في تصريح خاص لصحيفة «الميثاق» أن المؤسسة تقوم حالياً بطباعة وترحيل ما هو متوافر لديها ونتوقع أن الكمية الاجمالية سوف تتجاوز أربعة ملايين كتاب فقط أي ما نسبته 10 أو 15% بالكثير.
وأضاف: لقد طبعنا حتى اليوم من منهج الجزء الأول حوالي مليوني كتاب ونتوقع خلال الاسبوعين القادمين استكمال الكمية المتبقية والتي تقدر بـ10-15% من الكمية المطلوبة ولا يمكننا طباعة أكثر من هذه الكمية لأن مخزون المؤسسة من المواد الخام من أوراق وأحبار سينفد وبالتالي نحن بصدد البحث عن مصادر تمويل حتى يأتي الجزء الثاني ونحن على أتم الاستعداد.
تعليق الإضراب
من جهته دعا مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة صنعاء الاستاذ محمد الفضلي مديري المناطق التعليمية ومديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلمات والتربويين والتربويات الى العودة لمدارسهم ومباشرة اعمالهم كلاً في موقع عمله.. واوضح مدير تربية امانة العاصمة في منشور له انه وبناء على التوجيهات الصادرة من رئيس المكتب السياسي الاستاذ صالح الصماد والموقف المشرف من رئيس واعضاء مجلس النواب وموافقة رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية ووزير الصناعه والتجارة.. بصرف مرتبات المعلمين والمعلمات شهريا (نصف راتب نقدياً والنصف الآخر بطائق الكترونية سلعية).. وماتبع تلك التوجيهات من خطوات تنفيذية حيث تم صدور قرار وزير التربية بتشكيل غرفة عمليات في الوزارة لإعداد كشوفات المرتبات لكل المحافظات وتعمل على مدار الساعة.. علماً ان المرتبات ستصرف فقط لمن عاد وانتظم بعمله بناء على مباشرات جماعية من كل مدرسة ومنطقة ومكتب.
لافتاً الى أنه تواصل مع الاخ منذر الشرجبي وكيل وزارة الصناعة وأفاد ان الوزارة طورت البطائق السلعية بحيث تصبح بطائق الكترونية يتم تعاقد المكاتب والمناطق مباشرة مع محلات تجارية دون وسطاء مثل القرماني وبالتالي تلغى الفوارق الكبيرة في الاسعار بحيث لاتتجاوز الفائدة للتاجر حداً أقصى 10%.. مشيراً الى أنه يجري الترتيب للاجتماع بهم الاثنين او الثلاثاء القادم مع مكتب التربية للتعاقد بشأن ذلك..
داعياً قيادة النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية الى تعليق الاضراب ودعوة المعلمين للعودة الى مدارسهم فإن وفت الحكومة ونفذت توجيهات القيادة السياسية ونواب الشعب، مالم فللنقابة ان تتخذ الاجراءات التي تراها مناسبة بعد اعطاء الحكومة الفرصة لاستكمال إجراءات التنفيذ واستمرارها..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 01:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51977.htm