الميثاق نت -

الخميس, 19-أكتوبر-2017
محمد علي عناش -
تعوَّد حزب الإصلاح عبر عناصره وقياداته وإعلامه الهائل، أن يتعامل مع الحقائق إما مبتورة او مقلوبة او مصطنعة او مضافاً إليها الكثير من التلفيقات التي يعتقد أنها ضرورة سياسية لمواجهة خصومه، والتأثير على الناس وكسب تعاطفهم وتأييدهم .كما يعمل هذه الأيام في تصوير نفسه بصورة الملاك الطاهر والضحية في نفس الوقت، على إثر ما تعرضت له مقراته في بعض المحافظات الجنوبية من مداهمات وإغلاق وإحراق، وما يتعرض له أعضاؤه وقياداته من قتل وأعتقالات من قبل الحاكم الإماراتي المحتل للجنوب وأدواته المحلية المدعومة إماراتياً..
يسوؤنا هذا الأمر وندينه يشده، لكن في نفس الوقت يسوؤنا أيضاً ان تستمر ثقافة وعقلية كوادر حزب الإصلاح في التعامل والتعاطي مع الحقيقة المرة بشكل مبتور واجتزاء من أهم سياقاتها، وتصوير حزبهم في صورة الملاك الضحية، وهو في الحقيقة لم يكن يوماً ملاكاً، ولم يكن ضحية لأحد، وإنما هو هو ضحية نفسه وضحية سياساته التي ارتكزت على دعامات متناقضة ومتنافرة، وأهدافه التي تخطت الثوابت الوطنية والدينية بل والإنسانية..
متى سيفهمون هذا الأمر ويراجعون حساباتهم؟؟ لا ادري لأنه ليس هناك مؤشرات لذلك.. ولكن ما يستوجب أن يفهموه ،أن مشهداً واحداً في فيلم لا يعكس المضمون الحقيقي الكلي والفكرة الكاملة للفيلم، وأن الفصل الواحد في الرواية، لا يرسم الصورة الحقيقية والمضمون النهائي للرواية، وما حدث لمقرات حزب الإصلاح وأعضائه في المحافظات الجنوبية ،هو الفصل الأخير في الرواية اليمنية "التآمر والخيانة" التي فصلها الأول عنوانه "شكراً سلمان" و"شكراً إمارات الخير"!!
يحاول حزب الإصلاح أن يغفل ويطمس كل فصول الرواية باستثناء الفصل الأخير، وأن يلغي الكثير من الحوادث والسياقات والمواقف التراجيدية والهزلية التي ضجت بها الرواية الواقعية ومنها مايلي: أنه الحزب الذي أرسل بداية العدوان، وفداً عريضاً طويلاً من مشائخه وقياداته من محافظتي مأرب والجوف إلى الإمارات، ليقابلوا محمد بن زايد ويقدموا له فروض الولاء والطاعة.. وأنه الحزب الذي دان استهداف البارجة العسكرية الإماراتية من قبل الجيش اليمني ولجانه الشعبية، وأعتبر ذلك تهديداً للملاحة الدولية، وقال انها سفينة مساعدات، وهي في الحقيقة بارجة عسكرية إماراتية كانت تتحرك في مياهنا وسواحلنا وتقصف مدننا وتمنع دخول بواخر الدواء والغذاء.. وانه الحزب الذي كان يرسل برقيات التعازي إلى محمد بن سلمان، في مقتل جنوده وضباطه في مأرب والمخا وباب المندب.. وأنه الحزب الذي أيد وبارك بيع الخائن هادي جزيرة سقطري للإمارات، ودافع في قنواته عن الصفقة تحت عنوان التأجير والإستثمار الاقتصادي.. وأنه الحزب الذي ظل يشكر دول التحالف ويجل مواقفهم وفي مقدمتهم السعودية والإمارات، ويناشدهم أن لا يتركوه في منتصف الطريق...
هذه فصول وأجزاء رئيسية في الرواية والحقيقة، التي تم ختمها بفصل إحراق وإغلاق مقرات الإصلاح وقتل أعضائه واعتقالهم ومحاكمتهم، بعد أن تم الاستغناء عن خدمات الإصلاح من قبل المحتل الإماراتي..
فلماذا يتجاهل حزب الإصلاح وعناصره، فصول وأجزاء الرواية برمتها، لأنه لا يريد أن يتعاطى مع حقيقة كلية ولا يريد ان يراجع نفسه ويصحح مساره ويعتذر للشعب والوطن على ما اقترفه بحقهم.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51983.htm