الميثاق نت -

الخميس, 19-أكتوبر-2017
اعداد: محمد عبده سفيان -
تتواصل الفعاليات الاحتفالية بالعيد الـ54 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الشماء عام 1963م بقيادة الثائر البطل راجح بن غالب لبوزة لتزلزل الأرض تحت أقدام المستعمرين البريطانيين الذين احتلوا عدن في 19 يناير عام 1839م وفرضوا سيطرتهم العسكرية على كامل المناطق الجنوبية والشرقية من الوطن والتي كانت عبارة عن مشيخات وسلطنات «23 سلطنة ومشيخة».
انطلقت ثورة 14 أكتوبر بعد عام و18 يوماً من قيام ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م في صنعاء والتي قضت على النظام الملكي الإمامي الكهنوتي الرجعي المتخلف الذي كان جاثماً على المحافظات الشمالية.. وأكدت في الهدف الأول من أهدافها الستة الخالدة على: «التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات»، وبذلك توافرت الظروف الملائمة لانطلاق الثور المسلحة ضد الاستعمار البريطاني والحكم السلاطيني في المناطق الجنوبية والشرقية ليستكمل الشعب اليمني عملية التحرر من الاستبداد الإمامي والسلاطيني والاستعمار الاجنبي.
حركة القوميين العرب
لم تمضِ سوى خمسة أشهر فقط على قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م حتى سارع بعض القوى الوطنية في الجنوب للدعوة الى عقد مؤتمر في صنعاء بتاريخ 24 فبراير 1963م بدعوة من حركة القوميين العرب التي كانت بعض عناصرها القيادية تتواجد في شمال الوطن اليمني بعد الثورة، وقد تجمع في هذا المؤتمر ما يزيد عن مائة شخصية يمثلون بعض المنظمات الثورية السرية في الجنوب وبعض الشخصيات السياسية، وقد أكد المؤتمرون ضرورة اتباع أسلوب الكفاح المسلح لتحرير جنوب اليمن المحتل، وصدر عن المؤتمر في ختام أعماله بتاريخ 5 مارس 1963م بيان أعلنوا فيه عن قيام جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل.
دور تعز في الثورة
لا يمكن الحديث عن ثورة 14 أكتوبر ومرحلة النضال والكفاح المسلح في جنوب الوطن، دون ذكر دور محافظة تعز وأبنائها المناضلين الأحرار وفي مقدمتهم مؤسس الحزب الاشتراكي وقائد العمل الفدائي في عدن الشهيد عبدالفتاح اسماعيل والشهيد مهيوب علي غالب الشرعبي «عبود» والشهيد عبدالعزيز عبدالولي ناشر العبسي ومحمد سعيد عبدالله حاجب الشرجبي «محسن» وراشد محمد ثابت وعبدالله احمد الخامري وعبده علي عبدالرحمن الشوافي واسماعيل محمد شمسان الزريقي واسماعيل الشيباني وعبد الواسع سلام الشرجبي وعبد الرحمن الصريمي وغيرهم كثر لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً..
لقد مثلت تعز أيقونة الثورة وواجهة المتطلعين للحرية والعدالة والحياة الكريمة.. فيها تم القيام بالانقلاب على الإمام أحمد بقيادة الشهيد المقدم احمد الثلايا والذي فشل بسبب عدم الاعداد والتحضير الجيد له.. وفيها تم الاعداد والتحضير لقيام الثورة لإنهاء الحكم الملكي الإمامي والتي كان مقرراً قيامها في مدينة تعز يوم 23 يوليو 1962م بحكم تواجد الإمام أحمد فيها.. ولكن مرض الإمام وتدهور حالته الصحية جعل الثوار يؤجلون موعدها، وبعد موت الإمام في 19 سبتمبر من نفس العام وإعلان ابنه محمد «البدر» إماماً خلفاً لوالده في صنعاء فجَّر الثوار الثورة في صنعاء صبيحة يوم الخميس 26 سبتمبر 1962م.
الجبهة القومية
احتضنت مدينة تعز المناضلين من ابناء جنوب الوطن ففي مطلع شهر اغسطس عام 1963م استقبلت تعز ممثلي حركة القوميين العرب فرع الجنوب اليمني القادمين من العاصمة اللبنانية بيروت والذين بدأوا التشاور لتشكيل جبهة الكفاح المسلح فتم الاتفاق على قيام الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وتم عقد الاجتماع في 19 أغسطس عام 1963م في مدينة تعز وعقدت الجبهة القومية مؤتمرها الأول بعد عام من تشكيلها في مدينة تعز للفترة من 22-26 نوفمبر عام 1965م وفي 3 يونيو عام 1964م تم افتتاح المكتب الرئيسي للجبهة القومية بمدينة تعز بحضور أبرز قادتها وفي مقدمتهم قحطان الشعبي وسالم ربيع علي ومهيوب الشرعبي «عبود».
قاعدة انطلاق الثوار
مثلت مدينة تعز قاعدة رئيسية لانطلاق ثوار 14 أكتوبر وأبطال حرب التحرير في جنوب الوطن لخوض الكفاح المسلح ضد القوات الاستعمارية البريطانية حيث تم فتح معسكرات تدريب للمقاتلين الذين توافدوا إليها من المحافظات الجنوبية ومن أبناء تعز أيضاً.. كما أنها كانت الملاذ الآمن لقادة حرب التحرير وكبار المناضلين المطاردين من قبل أجهزة المخابرات البريطانية في عدن.
لم يقتصر دور تعز على احتضان ثوار 14 أكتوبر وتدريب المقاتلين فحسب بل انطلقت منها شحنات السلاح الى جبهات القتال في لحج والضالع والى عدن نفسها وكانت أول شحنة تم ارسالها في 9 يونيو 1964م، فيما أرسلت الشحنة الثانية في نوفمبر من نفس العام.
حلقة وصل بين الثوار والعالم
شكلت مدينة تعز حلقة وصل بين قيادات ثورة 14 أكتوبر والعالم فقد كان قادة الجبهة القومية وجبهة التحرير يتنقلون عبرها الى مصر والدول الأخرى.
إذاعة تعز.. صوت الثورة
مثلت إذاعة تعز صوت الثورة «14 أكتوبر» وكانت بمثابة الناطق الرسمي لها منذ لحظة انطلاقها في 14 أكتوبر عام 1963م وحتى تحقيق الاستقلال الوطني الناجز ورحيل آخر جندي مستعمر من أرض جنوب اليمن في الـ30 من نوفمبر عام 1967م.

اليمن تحن شوقاً للذئاب الحمر
محمد انعم

صنعاء تنزف.. عدن أيضاً تنزف.. اليمن كلها حولها كلاب مسعورة تنهشها من كل مكان.. الشعب يتضور جوعاً وفقراً وتفتك به الأمراض ويعاني من جوع وفقر ويواجه عدواناً همجياً وحصاراً جائراً بقيادة السعودية.
الغزاة يحصدون أرواح عشرات الآلاف من الجو والبر والبحر.. والمرتزقة والخونة ينهكون الشعب في صراعات عبثية.. ويعبّدون الطرق للغزاة لنهب النفط والغاز وثروات البلاد، ليزدادوا تجبراً، والشعب اليمني ضعفاً وتمزقاً.
اليوم اليمن تحن شوقاً لأقدام أولئك الحفاة الذين صنعوا ملحمة مارد الثورة ومعجزة الذئاب الحمر، الذين وضعوا نهاية لذلك الماضي البغيض، وحرروا الأرض والإنسان من المشانق والموت جوعاً ومرضاً وقضوا على العبودية والاستبداد والاستعمار.
نقول بمناسبة الاحتفال بالعيد الـ45 لاندلاع ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان الشماء عام 1963م بقيادة البطل راجح بن غالب لبوزة.. إن الشعب اليمني في الشمال والجنوب يحتفل وهو يبكي حزناً وقهراً على خسارته في معركة الدفاع عن هذه الثورة العظيمة التي جحد الكثيرون فضلها، وتآمروا عليها ولم يكترثوا بخطورة التضحية بأعظم انتصارات هذا الشعب بعد نضال قرون من الزمن.
ما يعتمل على الواقع يؤكد أن المارد لن يظل حبيس القمقم طالما والذئاب الحمر متأهبة لإخراج اليمن من هذا المأزق والانسداد الذي وصلت إليه القوى السياسية.
إن الأوضاع التي تعيشها اليمن لا تختلف عن تلك الفصول المآساوية التي جرت أحداثها في مطلع ستينيات القرن الماضي وضاقت الأحوال واستنفد الغزاة والطغاة وعملاؤهم كل أوراقهم بعد أن أصبحت الساحة واضحة وفيها يقف الشعب اليمني ليواجه أعداءه، كما ذهبت بعض الأحزاب الى الافلاس وغيرها الى الارتماء جهاراً نهاراً في أحضان أعداء الشعب، ولم يعد بمقدورها المتاجرة بقضية الشعب اليمني مرة أخرى، فانحازت الى جانب الغزاة لاستعباد الشعب والمتاجرة بالأرض والعرض وشاركت في سفك دماء ابناء الشعب بكل وحشية خدمة لأعداء الثورة اليمنية «26 سبتمبر و14 أكتوبر».
إن تاريخ شعبنا النضالي يعلمنا أن الخونة والمرتزقة والعملاء والمتاجرين بالدين لا يمكن أن يقودوا مشروعاً وطنياً جامعاً بحجم اليمن مهما رفعوا من شعارات براقة.
نعتقد أن الظروف الموضوعية والذاتية مهيأة لثورة يمنية تحررية.. وإن لم تنطلق من صنعاء ستنطلق من كل قرية ومدينة.. والشعب العظيم الذي هزم جيوش الامبراطورية التي لم تغب عنها الشمس لن تعجزه حثالة الميليشيات والمرتزقة والجيوش الديكورية للغزاة الجدد.. فترقبوا انطلاق فجر جديد تشقه الذئاب الحمر يطوي هذا القبح والعار الذي سيُغسل بالدم.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 16-أبريل-2024 الساعة: 03:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51988.htm