الميثاق نت -

الخميس, 19-أكتوبر-2017
عبدالله الصعفاني -
نفس الذين قالوا لنا نحن نقتلكم من أجلكم يرفعون عقيرة نحن نستولي على منابع النفط والموانئ والجزر ونمزقكم من أجل وحدتكم.. مع ذلك فكثيرنا لم يفهم بعد مما يحدث سوى أنه يشعر بالوجع ويشكك في هوية الفاعل المجرم، مطمئناً لأناشيد المنشدين: عشت يا سبتمبر التحرير.. والله الله يا أكتوبر.
♢ خرج الربح تحت المطر، ومع ذلك ما يزال المضغوطون بمفردات الاحتراب الداخلي في صوره الانتهازية التجويعية المقيتة يراهنون على ذاكرتنا الضعيفة، فمن يقرأ لكل عريج أو أعرج خطه؟ من يمرر صدمة كهربائية ولو ضعيفة على هذا الجسد اليمني المتورم بالبلادة والتماهي مع الخيارات البائسة؟
♢ ما أبشع الذاكرة الضعيفة وهي تقرأ المشهد بصورة مبتسرة قاصرة، حتى وأهداف سبتمبر وأكتوبر تتعرض للبيع البخس في مزادات محارق التشظي وشرانق الولاءات الانتهازية الضيقة تحت وهم البحث عن دولة اتحادية عوضاً عن دولة الوحدة دون فهم أن ما أريد لليمن هو التمزق وتصارع المتمزقين الذين كذبوا علينا بمؤتمر الحوار والدولة الاتحادية ثم أكدوا كذبهم بما انتهت وتنتهي إليه الأمور حيث ليس من تعزيز لمشهد قتل اليمنيين وتدمير بلادهم سوى مشهد ارتفاع النبرة الانفصالية والتماهي مع أهداف قتل كل شيء ونزع اليمن من أهله اسماً وجسماً، وجلب كل عناصر العرقنة والصوملة معاً إلى ما وراء القول بعدم يمنية الجنوب حتى وهو قول مُجافٍ للتاريخ.
♢ لم يفهم الأغبياء من كل الأطراف دلالة أن ما يحدث اليوم في عدن ليس مقطوع الصلة بكون لجنة مشروع دستور موفنبيك جرت طباخته في أبوظبي بعد رحلة مكوكية للاطلاع على تجارب الفيدراليات لتأتي أبوظبي بنفسها هذه المرة كإحدى أدوات المخرج الأمريكي الكبير.
♢ والكارثة أن يجري الاحتراب والتمزيق على هامش الحرب، ويجري معه تعطل كل أسباب الحياة وتنمية صناعة الموت تدميراً، ومجازر وضرباً للهوية في مقتل.
♢ وهنا عندي استفهاميات لكل من زعموا وصلاً باليمنية ليلى.. ما الذي يفكر به المؤتمر الشعبي العام ومن بقي من الاشتراكيين الوحدويين وكل أطراف إنجاز الوحدة؟ هل لايزال القول: " من يصنع إنجازاً يموت للدفاع عنه " صالحاً للاستخدام الآدمي في اليمن؟ وهل اقتنع أنصار الله إلى ما تحت أيديهم من ممزق البلاد وبؤسه، فيما الوطن كله يضيع.. جغرافيا وناساً.. وأحلاماً؟
♢هل لدى تجمع الإصلاح جديد لمنتجاته البائسة وهو يكتشف في أعماقه مؤخراً أهمية تحرير عدن على صنعاء نفسها، و يرى بعينه من دفعوه لإحراق مراكبه في الشمال لا يريدونه في الجنوب، حيث القضية الجنوبية كما يفهمها الحراك والسعودية والإمارات ليست سوى الارتداد وطرد كل ما هو شمالي من بائع المجلجل وبائع الطماطم وحتى حزب الإصلاح المطلوب مقرات وأشخاصاً.
♢ والكارثة هي هذه المزايدة في الاحتفال بأعياد وراء أعياد، فيما تحرق الأهداف في شرانق الأطماع الشخصية والجهوية الضيقة ابتداء بمواقف عبدربه وانتهاءً بعم الطفلة بثينة، ومزاد البيع مستمر.
♢ يا رب احفظ اليمنيين وبلادهم.. ذلك أن عبدك البائس الفقير لا يرى إلا أحصنة طروادة، ولا يرى من معلم لجبل الجودي أو سفينة نوح.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51989.htm