الميثاق نت - تراجيديا الأحداث في الساحة اليمنية والمنطقة أسبابها متعددة، لكن بداية الكارثة تنفذ من مناطق رخوة يتحمل مسئوليتها رجال ضعفاء وفاشلون وغير مستشعرين لمسؤولياتهم تجاه أوطانهم وأمتهم والبشرية جمعاء.. وأجيال الغد ومستقبل المنطقة.<br />

الخميس, 26-أكتوبر-2017
محمد انعم -
تراجيديا الأحداث في الساحة اليمنية والمنطقة أسبابها متعددة، لكن بداية الكارثة تنفذ من مناطق رخوة يتحمل مسئوليتها رجال ضعفاء وفاشلون وغير مستشعرين لمسؤولياتهم تجاه أوطانهم وأمتهم والبشرية جمعاء.. وأجيال الغد ومستقبل المنطقة.
ونطرح نماذج لمسؤولين فاشلين قادتهم سوء الصدف ليتحملوا مناصب مهمة في مراحل تاريخية خطيرة لكنهم حملوا المنطقة تاريخ من العار والحقوا بأجيال الأمة هزيمة جديدة في معركة قذرة كان بالإمكان رغم انه كان بالإمكان أن لايحدث كل هذا السقوط المريع الذي تزداد تداعياته على المنطقة والعالم دون توقف.
بداية النكبة ارتبطت مع بداية عام 2011م ففي بداية هذا العام الأسود تفجرت مؤامرة الربيع العبري ضد الجمهوريات العربية (اليمن وسوريا وليبيا) وفي وسط تلك الفوضى المجنونة والقتل والخراب الذي قاده "الاخوان المسلمون" تعين الفريق الركن/ عبداللطيف راشد الزياني اميناً عاماً لمجلس التعاون الخليجي والمولود في البحرين عام 1945م.. تاريخ الرجل كله مجرد شهادات لنجاحات على أوراق معلقة على الحائط.
والمؤسف جداً أن المؤهلات العلمية والعملية التي حصل عليها كونت منه مجرد خادم لملك ضعيف، مسلوب الأرض والقرار وعلى هذه الشاكلة وفي بيئة تعاني من عقدة النقص وتنفذ ولاتناقش ولا تمتلك سلطة قرار.. جاء الزياني ليتحمل مسئولية مجلس التعاون الخليجي ليس كرجل صانع قرار سياسي وإنما كموظف ينفذ مايملى عليه من سيده، لذا ارتبط تاريخ الزياني بالفشل في حل الأزمة اليمنية من خلال تنفيذ المبادرة الخليجية حيث ذهب في تنفيذ بنودها في اتجاه آخر ليفاقم الأزمة اليمنية وتسبب جهله وضعف شخصيته في تعطيل المبادرة من خلال التطبيق الانتقائي لبنودها ومن ثم عمل على تنفيذ الأجندة التأمرية السعودية.
فمنذ أن حمل الزياني ملف اليمن وقدم إلى العاصمة صنعاء في 2011م لتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية عمل على إجهاض ذلك الاتفاق التاريخي الذي رعاه الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ اليوم الأول وكأن الأمر كان مخططاً ومعد سلفاً.
صدم الزياني بعد أن وجد الشارع اليمني خرج إلى الشوارع في العاصمة ضد محاولات تأجيج الأزمة وضرورة إيجاد آلية لتنفيذ المبادرة.. بعدها غادر البلاد وترك كل شيء للمبعوث الدولي جمال بن عمر، لتذهب الأزمة باتجاهات اخرى.
الزياني كان يدرك أنه أضعف من مواجهة جمال بن عمر الذي قزمه بعدة تصريحات أكد فيها أن الأمم المتحدة هي التي تتحمل مسئولية ملف الأزمة اليمنية.
لقد فشل الزياني في إدارة ملف الأزمة اليمنية وتسبب فشله في زج المنطقة في حرب قذرة عبر توريط دول الخليج بشن عدوان على اليمن وقتل الأطفال والمدنيين وتدمير البنى التحتية.
وحتى لايذهب البعض إلى التفكير بأن الرجل كان ينفذ مخططاً في اليمن، فعليهم أن يدركوا أن فشل الزياني في اليمن لايختلف عن فشله في إدارة ملف الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي حيث نجد الزياني فشل ايضاً في وقف انهيار مجلس التعاون وتسبب بتمزيق دول المجلس.
الزياني ظل يؤدي دور موظف صغير رغم أن منصبه يفرض عليه أن يكون من صانعي القرار.. ومؤهل لادارة الأزمات ليس في اليمن فقط ولكن على مستوى دول مجلس التعاون وحلحلة الملفات الشائكة، وعدم إيصال الأزمة الخليجية إلى هذا التداعي الخطير.
واللافت للانتباه هنا هو أن نجد أمير دولة الكويت يتحرك ويتبنى مبادرات لحل الأزمة الخليجية وهو تحرك فرضه ضعف شخصية عبداللطيف الزياني الذي يؤدي دور خادم بلاط بجدارة.
لذا عندما نجد الزياني يواصل تمجيده للعدوان وتبرير جرائمه فهو بذلك مجرد بوق للعدوان ويوازي العسيري باسم مجلس التعاون الذي لم يعد إلا مجرد هيكل منزوع الروح.
استمرار لقاءات الزياني مع سفراء الدول الأجنبية والتصريحات والبيانات الصادرة حول العدوان على اليمن كلها تعكس إدارة الفشل وعجز الزياني الخروج من عقدة الخادم المطيع واستشعار خطورة السير بخيار الحرب لحل الأزمة اليمنية.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-52047.htm