د. علي الغفاري - يعتبر المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية تصريح أمين عام جامعة الدول العربية السفير والوزير/أحمد أبو الغيط خروج علی قرارات مجلس الأمن ومبادرة قمة بيروت العربية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي حيث قال في تصريحه مؤخرا وبالحرف الواحد :
(أنه أن الأوان لكي تختار الحكومة "الإسرائيلية" بين الاستيطان والسلام ذلك أن الجمع بين الأمرين "مستحيل".)
في كل الأحوال قضية فلسطين هي قضية عربية وإسلامية والجامعة العربية وحدها ليست من يخير إسرائيل بين الاستيطان والسلام باعتبار أن اسرائيل دولة إستعمارية محتلة لفلسطين و تطمح لتحقيق ما هو أكبر وأكثر من هذا :
إنها تعمل علی الإستيلاء والاستحواذ علی مدينة القدس حيث المسجد الأقصى أولی القبلتين وثالث الحرمين ، كما تعمل إسرائيل مع أمريكا وبريطانيا ودول آخری علی تقسيم وشرذمة الوطن العربي إلی عدة دول عربية صغيرة قمة لاحول لها ولا قوة وصولاً إلى تحقيق الشرق الأوسط الجديد وإقامة علاقات دبلوماسية بين العرب وإسرائيل وهذا ما يخطط له الآن .
وهاهي الشقيقة الكبری ومعها دولة الإمارات تشرعنا استيطانهما واحتلالهما لأراضي وجزر يمنية من خلال الحرب التي تشن علی اليمن وانتهاك واحتلال أراضيه وسيادته واستقلاله ومحاصرته وأن الحرب مستمرة حتی لا يكون لإيران نفوذ في اليمن وفي باب المندب ، هذا ما أعلنه ولي العهد السعودي بالمفتوح ؛ وذلك مخالف لما أشيع بأن الحرب التي شنتها السعودية علی بلادنا والتي مضی عليها 31 شهرا جاءت بناء علی طلب الشرعية ، كما أن هذا العدوان مخالف بكل المقاييس لمعاهدة الطائف الموقعة بين البلدين عام 1934 وما تلاها من اتفاقيات ومعاهدات بين البلدين آخرها معاهدة جدة للحدود الدولية البرية والبحرية وملاحقها بين اليمن والسعودية الموقعة في يونيو عام 2000 م.
لذلك فإن إحتلال السعودية والإمارات للأراضي والجزر اليمنية لا يتفق والهدف الذي من أجله شنت السعودية والدول المتحالفة معها عدوانها علی اليمن ولا يتفق والمعاهدات والاتفاقيات الموقع عليها بين السعودية واليمن فضلاً عن مخالفتهما( السعودية والإمارات) لقوانين الحروب بين الدول وقانون العلاقات الدولية .
من هذا المنطلق فان العدو الإسرائيلي هو الآخر لا يملك الحق في بناء المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة بصورة مستمرة لأن بناء المستوطنات يخالف قرارات الشرعية الدولية ، إذ أن قرارات الأمم المتحدة واضحة سواء تلك التي صدرت بعد حرب فلسطين عام 1948 أو قرارات مجلس الامن الصادرة بعد حرب يونيو 1767 أو قرارات مجلس الأمن عقب النصر المؤزر لمصر في حرب أكتوبر 1973 م وكل قرارات مجلس الأمن واضحة وتطالب إسرائيل العودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967 م والانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة ، وبالتالي لماذا لا يتمسك العرب من خلال الجامعة العربية بالقرارات الدولية بما في ذلك مبادرة قمة بيروت العربية (السعودية) الصادرة عن القمة في مارس 2002 و يكون للعرب موقف عربي مشرف بعدم السماح لإسرائيل ببناء مستوطنات جديدة في مختلف بقاع الأراضي العربية المحتلة ؛ وهكذا فإن السكوت العربي لتصريحات امين عام الجامعة العرببة يعتبر تنازلا وتفريطا بحقوق الشعب الفلسطيني والضرب عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي وبدماء الشهداء الذين سقطوا في كل مكان من أجل حقوق الشعب الفلسطيني.
|