عبدالرحيم الفتيح ٭ - *ذات يوم قيل إن جحا ذهب لشراء حمار وفي السوق تآمر عليه باعة الحمير واعطوه حماراً متغطرساً لا يقبل احد يمتطيه ، صعد جحا على ظهر الحمار فطار الحمار وبسرعة جنونية ولم يجد جحا غير ان يتمسك بكل قوته دون ان يتمكن من إيقاف الحمار الذي راح ينقل جحا من منطقة لمنطقة وفيما الناس يصيحوا ويسألوا جحا إلى اين انت ذاهب كان يصيح بأعلى صوته ويرد عليهم إلى حيث يريد الحمار ..؟
حكاية جحا تنطبق تماما على الإخوان وقطر وأمريكا هي السمسار الذي ركّبهم الحمار ، فلا الإخوان فلحوا في مهمتهم ولا قطر كسبت بعد رهانها على الإخوان ..!
جرائم الإخوان تمتد من إفغانستان إلى اليمن مرورا بليبيا وسورية والعراق ومصر دون ان نغفل حكاية حماس في فلسطين والجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب والقضية وتأثيرها على مسار القضية ..!
كارثة الامة تتمثل اليوم وتختزل في اتجاهين هما ( قطر بأموالها ) والإخوان بجرائمهم حتى يمكن القول ان الإخوان أصبحوا عبارة عن ( بودجاردات لقطر ) التي تحاول توظيفهم لتحقيق أهدافها الناعمة في دبلوماسية خشنة يصعب بل يستحيل إنجاحها او أن تجني قطر من جرائم الإخوان سوى المزيد من الخسائر والعزلة وتأليب الرأي العام العربي ضدها وضد سياستها الداعمة لجماعة منبوذة من قبل الشارع العربي ..
إن مشروع الإخوان سقط في المنطقة كما سقطت رهانات قطر عليهم وخاب كل من راهن على هذا الثنائي وفي المقدمة امريكا التي وقعت في فخ النصيحة البريطانية بتوظيف الإخوان أو بالاصح استغلالهم لتحقيق هدف واشنطن بشرق أوسط جديد أو كبير وفي كلا الحالتين فشلت خيارات واشنطن بالوصول لغايتها عبر ومن خلال تحويل الإخوان إلى حصان طروادة ، لأن جماعة الإخوان التي اعتادت على العمل السري والانضباط العقائدي الصارم وطاعة أمراء الجماعة الذين جهزوا شباب الجماعة لتسخيرهم في خدمة مصالحهم وتحقيق اهدافهم ،تماما بذات الطريقة التي تستخدمها واشنطن مع قطر وقطر بدورها تستخدمها مع الجماعة..!
إن الجرائم الإرهابية التي قامت وتقوم بها الجماعة على امتداد الخارطة العربية وبدعم مالي ومعنوي وإعلامي وسياسي من قطر ، تجسد استراتيجية ورغبة واشنطن في تحقيق أهدافها في المنطقة ، تاكيدا لرغبة واشنطن في حماية الكيان الصهيوني لأن كل ما تقوم به الجماعة يندرج في سياق تحقيق امن إسرائيل الكبرى وتأمين وجودها في المنطقة بل وترسيخ الفكرة والحلم الصهيوني بأن يصبح وجودهم جزءا من تاريخ المنطقة وتكوينها التاريخي والحضاري والثقافي ، ويمكن استنتاج كل هذا بوضوح من خلال أداء ومواقف وتصرفات الإخوان فيما يسمى بالربيع العربي الذي سعى الإخوان للسيطرة على مساره وتحريف اهدافه وحصاد نتائجه وبدعم مالي من قطر وتشجيع واشنطن وترقب الصهاينة لجعل ثمارمايسمى الربيع العبري إخواني الهوية والهوى ولولا مصر وتدخل جيشها والتفاف الشعب حول الجيش والعقلاء في مصر الذين اسقطوا نظام المرشد وبسقوطهم في مصر سقطوا آلياً في كل النطاقات العربية ، ليتحول الإخوان إلى مجاميع إرهابية في سيناء وبقية الأقطار العربية ، فما يمارسه ويقوم به الإخوان اليوم في مصر وسورية وليبيا واليمن وبعض النطاقات العربية هو عمل إرهابي تدعمه وتموله دويلة قطر والسبب شعور قطر بتخلي واشنطن عنها لصالح أطراف اخرى في المنطقة وكما تستغل مثلا ( طهران ) حركة حماس في فلسطين نكاية بالسعودية ومصر ، فأن قطر اليوم تستغل جماعة الإخوان كورقة تساوم بها واشنطن والرياض والقاهرة وإلى جانب ورقة الإخوان توظف قطر ورقة تحالفها مع إيران في هذا الاتجاه الابتزازي ، ومع كل ما اسلفنا فان مشروع الإخوان وشرعيتهم انتهت ولم يعد هناك ما يمكن الاستفادة من هذه الجماعة غير توظيفهم لحمل رسائل امنية باتجاه هذا النظام او ذاك كما هو الحال مع مصر التي تتلقى رسائل عبر عمليات الإخوان الإرهابية من هذا الطرف او ذاك ..؟
تدرك قطر هذه الحقيقة عن الإخوان لكنها تحاول استغلالهم إلى أبعد حد وخاصة في سياق إعادة ترتيب علاقتها مع محاور التأثير الإقليمية والدولية ، لكن في المحصلة اقول جازما ان مشروع وشرعية الإخوان سقطت ، ورهان قطر على هذه الجماعة هو رهان الفاقد للحيلة مثلها مثل جحا والحمار، لا فرق فالإخوان مهرولون إلى حيث تريد قطر وقطر إلى أن ترضى عنها محاور التأثير ..؟!
٭ رئيس تحالف «تعز مسؤوليتي»
|