الأربعاء, 30-أغسطس-2006
صعده‮ - ‬خالداحمد‮ ‬السفياني -
لم تعترف محافظة صعدة بالنظام الجمهوري إلاَّ بعد 1970م فقد ظلت مسرحاً للصراع بين القوات المؤيدة للثورة والنظام الجمهوري وفلول الرجعية والمرتزقة الذين تشبثوا بالمناطق الشمالية خاصةً مناطق صعدة، والذي جعلها محور اتهام من أقطاب النظام الجمهوري بالرجعية وتعاطفها مع الحكم المستبد ليشكل عاملاً أساسياً لحرمانها، جعلها لاتدين بالولاء لكل الرؤساء المتعاقبين خلال عقدين كاملين بل تجاوزت ذلك لتصبح مركزاً للنفوذ القبلي المعارض للسطة في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي. لكن تباشير الخير مع انتخاب علي عبدالله صالح لقيادة الوطن أخرجت صعدة من تلك العزلة السياسية لتصيغ قصة جديدة وحكاية مغايرة جديرة بالوقوف عليها والتعرف على فصولها في ظل العهد الميمون لفخامة الرئيس القائد/ علي عبدالله صالح- حفظه الله- فيا ترى ماهي حكاية محافظة صعدة.. وعلي عبدالله صالح؟

صعده‮ - ‬خالداحمد‮ ‬السفياني

‮‬من‮ ‬هنا‮.. ‬البداية‮:‬
.. والقصة كاملة والحكاية من بدايتها ان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح منذ لحظات تسلمه المسئولية الوطنية وقيادة سفينة الوطن تمكن من خلال سياسته المرنة القائمة على التسامح والعفو والحلم من تجاوز أهم معوقات القيادة للرؤساء السابقين فاستطاع بذلك أن يخلق حالة وفاق وطني، وتوحد الجبهة الداخلية مكن من تحقيق الأمن والاستقرار والذي بدوره مكن القيادة من توجيه اهتمامها صوب التنمية الوطنية وبذلك بدأت التنمية في الانطلاق مع حلول 1982م بتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية والتنموية الضرورية في عدد من محافظات الجمهورية إيذاناً بانطلاق‮ ‬تنمية‮ ‬وطنية‮ ‬شاملة‮ ‬وواسعة‮ ‬عمت‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬محافظات‮ ‬الوطن‮ ‬في‮ ‬مرحلتها‮ ‬الأولى‮.‬
وكان فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح- حفظه الله- حريصاً على رفد المحافظات النائية والبعيدة ببعض المشاريع الخدمية الهادفة مدركاً ان حضور الدولة وامتداد نطاق هيبتها لهذه المناطق النائية يتوقف تماماً على التنمية وتنفيذ المشاريع المطلوبة فتم اعتماد وتنفيذ عدد من المشاريع في مجال التعليم والصحة وهي مشاريع قليلة ومحدودة في عاصمة المحافظة »صعدة« وعزز ذلك تبني الدولة لمشروعي »مستشفى السلام بصعدة« و»مشروع طريق صعدة- باقم بطول 80كم« في 1982م على نفقة المملكة العربية السعودية الشقيقة في إطار دعمها للتنمية في اليمن‮ ‬آنذاك‮.‬
وخلال الفترة (1982-1990م) بدأت محافظة صعدة تنال قسطاً وافراً من المشاريع واهتمام الدولة والقيادة السياسية بها عزز من حضور الدولة من خلال المكاتب والجهات المسئولة والروابط الوثيقة التي سادت علاقات الرئيس القائد بالمشائخ والعلماء والشخصيات الوطنية والاجتماعية لتخلق توجهاً عاماً في المحافظة بالانقياد للدولة والرجوع إليها في شتى قضايا المواطنين والحصول على المصالح الخدمية والتنموية الضرورية لتضع بذلك البدايات الأولى للتحول والتغيير المنشود اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً.. وبدأت صعدة تتخلص من العُقد والمواريث الفكرية والاجتماعية الخاطئة ورواسب الماضي تدريجياً بمرور الوقت، وكانت زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لمحافظة صعدة في 1986م هي أول زيارة لرئيس جمهورية في ظل النظام الجمهوري منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م لتشكل عاملاً أولاً لسقوط الحواجز النفسية للعزلة التي تعيشها المحافظة، أشعرت العامة والخاص ان الثورة ثورة الجميع وان النظام الجمهوري ليس ملكاً لفئة أو جماعة أو طبقة أو هو نظام قائم لاستهداف طبقة أو فئة أو منطقة واستشعار ان الوطن يتسع للجميع والذي بدوره رسم صورة مشرقة وناصعة في أذهان وقلوب أبناء محافظة صعدة للرئيس علي عبدالله صالح كقائد حكيم وزعيم وطني فذ وخيار الوطن الوحيد لقيادة الوطن ومسيرة الثورة في قلب التحديات والعواصف والأنواء إلى رحاب الاستقرار والتنمية وشواطئ الازدهار والرخاء، فكان الاعجاب والحب منطلق ثقة مطلقة وضعها أبناء صعدة في علي عبدالله‮ ‬صالح‮.‬
صعدة‮.. ‬والوحدة‮ ‬الوطنية
وعندما قامت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م على يد فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح وثلة من أبناء اليمن الميامين ليصبح علي عبدالله صالح أول رئيس لدولة الوحدة »الجمهورية اليمنية« فانطلقت صعدة معبرةً عن أفراحها تؤيد الوحدة وتعكس ارتياح أبنائها لاختيار الرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬رئيساً‮ ‬لدولة‮ ‬الوحدة،‮ ‬وعند‮ ‬أحداث‮ ‬مؤامرة‮ ‬الردة‮ ‬والانفصال‮ ‬خرجت‮ ‬صعدة‮ ‬عن‮ ‬بكرة‮ ‬أبيها‮ ‬تؤيد‮ ‬الوحدة‮ ‬وترفض‮ ‬الانفصال‮ ‬وجموع‮ ‬القبائل‮ ‬تفد‮ ‬على‮ ‬صعدة‮ ‬وهي‮ ‬تردد‮ ‬الزوامل‮ ‬أحدها‮ ‬يقول‮:‬
سلام‮ ‬من‮ ‬روس‮ ‬العوالي‮.. ‬جاهز‮ ‬سلاحه‮ ‬والرجالي‮.. ‬معظمه‮ ‬ثوار
يوصل‮ ‬لريسنا‮ ‬المقالي‮.. ‬وحدة‮ ‬ومن‮ ‬كان‮ ‬انفصالي‮.. ‬نحرقه‮ ‬بالنار
ونذكر‮ ‬بقول‮ ‬الزامل‮ ‬الصعدي‮ ‬الذي‮ ‬قيل‮ ‬في‮ ‬إعلان‮ ‬الوحدة‮:‬
وحدة‮ ‬الشعب‮ ‬اليماني‮ ‬فوز‮ ‬ظاهر
‮ ‬لاسلمنا‮ ‬الدلهفة
وتواخينا‮ ‬وكان‮ ‬الرأي‮ ‬جابر‮ ‬في‮ ‬ثبات‮ ‬ومعرفة
أول‮ ‬الغيث
كانت صعدة ومازالت حتى قيام الوحدة الوطنية اسيرة العزلة التي فرضتها التضاريس الصعبة والجبال الشماء في مختلف المناطق، وتقديراً لمواقف صعدة الوحدوية عمدت الدولة بتوجيهات مباشرة وخاصة من الرئيس علي عبدالله صالح إلى بدء تنفيذ »مشروع خط صعدة- حرض« بطول 196كيلو متر الذي يمر عبر 7 مديريات حدودية في المحافظة هي »باقم، قطابر، منبة، غمر، رازح، شداء، الظاهر« وصولاً إلى حرض وشكل هذا المشروع عاملاً أساسياً للقضاء على العزلة المفروضة على مديريات القاطع الغربي لمحافظة صعدة، حيث بدأت عملية التنفيذ في بداية 1991م بصعوبة واشكالات خصوصاً والمشروع يمر من نقاط تماس حدودية أثارت اشكالات وخلافات مع الجوار ومرت المرحلة الأولى »الشق النهائي« بصعوبة ورعاية خاصة ومتابعة يومية من الرئيس تحول خلالها اشبه بمدير للمشروع حتى تم استكمال الشق النهائى لهذا المشروع الذي يعتبر أهم وأعظم إنجازات الثورة والوحدة في محافظة صعدة منذ قيام الثورة حتى اللحظة لأن المشروع ربط الهضبة الوسطى بالجبال الغربية ثم السهل التهامي عند مستوى سطح البحر، وعندما تم تنفيذ أعمال الاسفلت والأعمال الإنشائية في 2001-2002م لاستكمال مقطع (حرض- رازح) بطول 106 كيلو متر اطلق أبناء محافظة صعدة على هذا المشروع اسم »طريق الرئىس علي عبدالله صالح« عرفاناً وتقديراً لدور الرئيس القائد في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة، وفي 1993م تم افتتاح أول كلية جامعية بصعدة »كلية التربية« ليستشعر أبناء المحافظة حدوث تحولات واسعة شملت كثيراً من جوانب الحياة‮ ‬في‮ ‬محافظة‮ ‬صعدة‮.‬
دور‮ ‬سياسي‮ ‬متميز
وعندما جاءت الانتخابات المحلية الأولى 1993م شارك أبناء صعدة بفاعلية فريدة وحصد المؤتمر الشعبي العام أغلبية الدوائر الانتخابية التسع، وجاءت معركة الدفاع عن الوحدة ليقف أبناء محافظة صعدة موقفاً قوياً مؤيدا للوحدة رافضاً للانفصال وتمكنت محافظة صعدة من إعداد وتجهيز أكبر قافلة إغاثة للجبهة والمناطق المنكوبة على مستوى الجمهورية، فكانت قافلة اغاثة صعدة القضية المهمة التي لفتت أنظار اليمن برمته والقيادة السياسية نحو محافظة صعدة وحققت من خلالها على رصيد وطني متفرد وعكست اشرف المواقف في تلك الظروف الصعبة، إذ ضمت قرابة 400 سيارة محملة بالمواد الغذائية والحلويات والأغنام والمواشي والفواكه والخضروات واسهم رجال الأعمال والتجار إلى دعم المجهود الحربي بعدد من الأطقم والآليات.. بينما شكل أبناء صعدة بما يمتلكونه من الآلاف الشاحنات والمركبات الكبيرة والقاطرات ركيزة أسطول النقل الحربي البري بين المحافظات لنقل الجنود والآليات والمعدات والأسلحة والامداد مجاناً كاسهام ومبادرات وطنية خالصة لمساندة الجبهة منذ لحظات البداية حتى يوم الانتصار في 7 يوليو 1994م عندما سقطت المؤامرة..
زيارات‮ ‬الخير
في 1995/7/7م زار الرئيس علي عبدالله صالح محافظة صعدة وخلال الزيارة قام بنزول ميداني لمديريات باقم، مجز، صعدة، سحار وكتاف البقع، لم تكن الطريق ممهدة إلى كتاف »مركز مديرية كتاف البقع« والذي حتم على فخامة الرئيس القائد بعد عودته من مهرجان كتاف الجماهيري إلى التوجيه بسرعة اعتماد وتنفيذ مشروع »خط صعدة- كتاف البقع- خباش« بطول 178 كيلو متر بتكلفة تقديرية بلغت 5.5 مليار ريال ضمن قائمة من المشاريع التنموية والخدمية التي وجه الرئيس بتنفيذها عقب هذه الزيارة التاريخية ليتم استكمال تنفيذ هذا المشروع المهم في 1997م ليحقق‮ ‬انتعاشاً‮ ‬شاملاً‮ ‬للمناطق‮ ‬الشرقية‮ ‬في‮ ‬محافظة‮ ‬صعدة‮..‬
كانت جملة الزيارات واللقاءات والمواقف والثقة التي اتسمت بها علاقة الرئيس القائد بمحافظة صعدة قد شكلت ذروة العلاقة بين الرئيس ومحافظة صعدة وكانت المفاجأة عقب الانتخابات الرئاسية الأولى الحرة والمباشرة في 23 سبتمبر 1999م عندما تصدرت محافظة صعدة محافظات الجمهورية‮ ‬في‮ ‬التصويت‮ ‬لعلي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬محتلةً‮ ‬المرتبة‮ ‬الأولى‮ ‬بنسبة‮ ‬تصل‮ ‬إلى‮ ‬99‭.‬6٪‮ ‬لتعكس‮ ‬صعدة‮ ‬بذلك‮ ‬وفاء‮ ‬فريداً‮ ‬من‮ ‬نوعه‮ ‬وقالت‮ ‬بملء‮ ‬الصوت‮ »‬نعم‮.. ‬لعلي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮«.‬
وفي الانتخابات المحلية الأولى في 20 فبراير 2001م حصل المؤتمر الشعبي العام في محافظة صعدة على أعضاء المحليات في المحافظة كلياً وأكثر من 90٪ من أعضاء المحليات على مستوى المديريات الـ(15) والأهم من هذا كله ان محافظة صعدة هي المحافظة الوحيدة التي ينعدم فيها تواجد الأحزاب والقوى السياسية والتنظيمات التي لاتجد لها موضع قدم في هذه المحافظة رغم محاولاتها المستميته طوال سنوات مضت، ورغم أنه كان يوجد بعض الحضور والتواجد في الساحة للتجمع اليمني للإصلاح قبل عشر سنوات إلاَّ أنه مالبث ان تلاشى وضعف كلياً ولم يعد يمثل على الخارطة أكثر من 6٪ فقط، ولعل الانسياق الكامل لأبناء محافظة صعدة وارتباطهم بهذا التنظيم الوطني الرائد هو من قبيل الاعتراف والتقدير لفخامة الرئيس القائد الرمز/ علي عبدالله صالح حفظه الله الذي تحققت في ظلال عهده الميمون والمشرق آمال الوطن وتطلعات الشعب في كل محافظات‮ ‬ومناطق‮ ‬الجمهورية‮.‬
وأتذكر موقفاً طريفاً وجميلاً حدث في الانتخابات النيابية الثانية في 27 إبريل 1997م في الدائرة (268) التي تضم مديريات »حيدان، شداء، الملاحيظ« كان الناخبون والناخبات يتوافدون من أبعد المناطق النائية ليصوتوا لمرشح المؤتمر الشعبي العام هناك الشيخ علي حسن جيلان والموقف الطريف في ذلك ان التنافس الكبير جعل القائمين على الصناديق يحاولون تلقين الناخبين والناخبات من العامة اسم المرشح في تنافس عجيب ولكن القادمات من العجائز والنساء كن يردن على الجميع بالقول: »نشاء مرشح علي عبدالله صالح..«.. »نشاء علي عبدالله صالح«.. في إشارة‮ ‬واضحة‮ ‬إلى‮ ‬التصويت‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬ومرشحه‮ ‬في‮ ‬الانتخابات‮ ‬النيابية‮ ‬هذه‮ ‬رغم‮ ‬عدم‮ ‬معرفة‮ ‬نسبة‮ ‬كبيرة‮ ‬من‮ ‬الناخبين‮ ‬من‮ ‬هو‮ ‬المرشح‮ ‬في‮ ‬الدائرة‮ ‬الانتخابية‮.‬
كانت زيارة فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح حفظه الله إلى محافظة صعدة في سبتمبر 2002م هي الزيارة التاريخية الأروع والأهم والأجمل لعلي عبدالله صالح إلى هذه المحافظة فقد شملت زيارة فخامة الرئيس القائد مختلف مناطق المحافظة وعبر خط حرض- صعدة التقى بأبناء مناطق مديريات باقم، قطابر، منبة، غمر، رازح، الظاهر وهي المديريات الغربية للمحافظة، في منبة توقف موكب الرئيس علي عبدالله صالح في مركز المديرية »الخميس« اندفع مواطنوا منبة نحو موكب الرئيس والتفوا من حوله وغالبيتهم مسلحون بأزيائهم الشعبية المتفردة وأطواق الورد التي تحيط بالهامات وحاول مرافقوا الرئيس ابعادهم!! لكن الرئيس أصدر الأوامر بتركهم وشأنهم، أهدى أحدهم طوق ورد مخصوص وضعه على هامة الرئيس القائد فطلب الرئيس من الطاقم الإعلامي تصوير هذه اللحظة الفريدة في تلاحم الرئيس بالشعب فكانت صور مدهشة.. ذكرت الشيخ/ علي حسين سالم المنبهي- عضو مجلس النواب للدائرة (226) بذلك الموقف ليضحك ملياً، قائلاً: »خفنا على فخامة الرئيس القائد وخفنا أكثر من عدم تفهم مرافقيه.. لكن فخامة الرئيس كان يعرف جيداً بمكنون حب أبناء منبة للرئيس والوطن وتعامل مع الموقف من هذا المنطلق وعندما تصدرت‮ ‬صور‮ ‬الأخ‮ ‬الرئيس‮ ‬مع‮ ‬أبناء‮ ‬منبة‮ ‬وهو‮ ‬بطوق‮ ‬الورد‮ ‬في‮ ‬الشاشات‮ ‬والصحف‮.. ‬قالوا‮: ‬خلاص‮ ‬يا‮ ‬شيخ‮ ‬علي‮.. ‬الرئيس‮ ‬منبهي‮ ‬من‮ ‬جماعتنا‮!!‬
واستمرت لقاءات الرئيس القائد في هذه الزيارة بأبناء غمر ورازح وشداء والظاهر اطلع خلال الزيارة عن كثب على كل احتياجات ومطالب التنمية ووصل إلى نقاط التماس الحدودية في كثير من المناطق.. ليدرك الرئيس عن قرب أين وصلت التنمية الشاملة في أقصى قرية حدودية في شمال البلاد واحتياجات ومطالب التنمية.كان الرئيس سعيداً وهو يرى محافظة صعدة تخطو خطوات تنموية جبارة وراضياً عن أبنائها من علماء ومشائخ وأعيان ووجهاء وشخصيات لاسهاماتهم الكبيرة في التنمية لأنه لم يعد يسمع طلب من أحدهم منذ 1995م لنفسه شخصياً وبدأت مطالبهم تتمحور حول‮ ‬التنمية‮ ‬والمشاريع‮ ‬واحتياجات‮ ‬المناطق‮ ‬في‮ ‬مجالات‮ ‬التعليم،‮ ‬الصحة،‮ ‬السدود،‮ ‬الكهرباء،‮ ‬المياه،‮ ‬الاتصالات،‮ ‬الطرق‮..‬
وشملت الزيارة القاطع الشرقي لمحافظة صعدة في كتاف والبقع والحشوة وفي قلب الرملة في اليتمة طالب أبناء اليتمة وخب والشعاف وأبناء الجوف أن يكونوا مثل أبناء صعدة ويقتدوا بهم لدفع التنمية الشاملة واحداث تغيير في حياة المناطق والناس.. وجه الرئيس القائد حفظه الله بعد ذلك بسرعة تنفيذ »خط البقع- اليتمة- حزم الجوف« بطول 178 كم لربط صعدة بالجوف عبر الصحراء القاحلة بتكلفة 7.5 مليار ريال، ووجه بتنفيذ »خط صعدة- ساقين- حيدان- الملاحيظ« بطول 94كم بتكلفة تصل إلى 7.5 مليار ريال وسفلتت شوارع صعدة الجديدة، وتوسعة طريق صنعاء- صعدة‮ ‬وتنفيذ‮ ‬طبقة‮ ‬اسفلت‮ ‬على‮ ‬مرحلتين‮ ‬وجملة‮ ‬من‮ ‬المشاريع‮ ‬الأخرى،‮ ‬وغالبية‮ ‬هذه‮ ‬المشاريع‮ ‬الاستراتيجية‮ ‬الكبيرة‮ ‬على‮ ‬وشك‮ ‬وضع‮ ‬اللمسات‮ ‬النهائية‮ ‬لها‮.‬
وفي ظل هذه الرعاية والاهتمام اللامحدود شهدت محافظة صعدة انتعاشاً غير مسبوق في حياتها منذ قيام الثورة اليمنية لتعمق العلاقة بين القائد وهذه المحافظة النائية القصية في شمال البلاد والتي يعود حقوق اكتشافها للرئيس علي عبدالله صالح..
الكابوس‮.. ‬والبلسم
كما يقال إن »الموصى لاينسى« فقد أبت عناصر الفتنة والتمرد في صعدة عام 2004م في الرجوع في مخططها المذهبي الضيق الذي يلحق أكبر الضرر بالبلاد ولم تجد القيادة السياسية من بد من التصدي للفتنة والتمرد حتى سقوطها لكن القيادة لم تلبث ان مدت جسور الود لتتجاوز المحافظة أعباء وآثار المواجهات لكن دون جدوى لتبدأ مواجهات جديدة مطلع عام 2005م، وظلت جهود فخامة الرئيس مبذولة لاحتواء الاشكالات ليتحقق ذلك فعلياً ومن ثم تبدء الدولة في تقديم المعالجات وإصلاح ما دمرته أحداث الفتنة والتمرد وتعويض المواطنين عن اضرار الحرب والمواجهات ومن ثم إصدار العفو العام وإعادة الأمور إلى نصابها فكانت سماحة وحلم الرئيس القائد علي عبدالله صالح البلسم الذي داوى الجراح وكفل إعادة الأمور إلى نصابها وعودة المياه إلى مجراها الطبيعي، كفل بدء حياة جديدة فكأن الكابوس الذي عاشته صعدة لم يكن.. وهذه الصفحة‮ ‬طويت‮ ‬من‮ ‬سجل‮ ‬هذه‮ ‬المحافظة‮ ‬لتظل‮ ‬صورتها‮ ‬المشرقة‮ ‬دوماً‮.. ‬وتستعيد‮ ‬ألقها‮ ‬مجدداً‮ ‬وهذه‮ ‬هي‮ ‬الحكمة‮ ‬في‮ ‬أجلى‮ ‬صورها‮ ‬وأجمل‮ ‬معانيها‮.‬


تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:25 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-521.htm