محمد أنعم - انتهت مهمة المرتزق الشهير بوب دينار بالفشل في اليمن والذي استقدمته السعودية الى جانب مجموعة من المرتزقة الدوليين للقتال مع الملكيين الذين فروا من اليمن الى السعودية وأعلنوا الحرب ضد ثورة 26 سبتمبر 1992م والنظام الجمهوري، ومارسوا أبشع جرائم القتل والإرهاب، ولكنهم وبعد قرابة سبع سنوات من المعارك الضارية رضخوا مكرهين وعجزوا عن إعادة دوران عجلة التاريخ الى الوراء وانتصرت الثورة والجمهورية، وهُزم المخطط التآمري السعودي البريطاني الأمريكي.
مجدداً يقف الفار احمد بن دغر ليؤدي نفس الدور القذر الذي قام به المرتزق بوب دينار، ولم يتعظ من نهاية المرتزقة ولا من سوء الخاتمة التي انتهت بالبدر ومحمد بن الحسين أو غيرهما ممن استعانوا بالسعودية العدو التاريخي للشعب اليمني لقتل ابنائه وتدمير مكاسبه وضرب وحدته وتغذية الحروب والصراعات بين اليمنيين فاستغل قرار العفو العام عقب فشل مؤامرة الانفصال وعاد ليمارس دوره التآمري على اليمن من جديد، ومن أجل ذلك وبأسلوب انتهازي تآمري ترك الحزب الاشتراكي وانضم للمؤتمر الشعبي العام لتدميره من الداخل وبعد أن تفاقمت الأزمة عاد بن دغر مجدداً الى حضن اسياده من آل سعود مباركاً عدوانهم على اليمن.
نجح بن دغر وبفضل وجبات الكبسة في أن يطيح بخالد بحاح ويحل محله، لكنه كشخص فاشل لا يجيد الا التآمرات والدس ولا يمكن أن يدير وزارة..
أخيراً.. هرب بن دغر من عدن الاسبوع الماضي بجلده عائداً الى فنادق الرياض من ثورة شعب وشيكة ضده وضد كل العملاء الذين ألحقوا باليمن والشعب افضع نكبة في التاريخ سواءً باستقدام المستعمرين الجدد واحتلال العديد من المحافظات الجنوبية أو مشاركة الغزاة في نهب ثروات البلاد وتجويع الشعب بقطع مرتباته وحرمانه من أبسط الحقوق اضافة الى تورطهم في زج الشباب للالتحاق بالجماعات الإرهابية أو تجنيدهم كمرتزقة للقتال بدلاً عن الجيش السعودي.
تفيد مصادر مطلعة لـ»الميثاق« أن بن دغر والعليمي يُعدان المهندسين الرئيسيين لعمليات نهب الثروات النفطية والغازية في اليمن وتقاسم عائداتها مع الفار هادي والمخلافي وقيادات قوات الاحتلال.. وأوضحت المصادر أن بن دغر متورط بنهب المليارات وتحويلها الى أرصدة خاصة في الخارج، كما أظهرت ذلك العديد من الوثائق التي نشرت عبر العديد من وسائل الاعلام أو التي كشف بعضها خالد بحاح، خلافاً عن تورطه بصفقات تآمرية يسعى لإبرامها منها تأجير بعض الجزر والموانئ اليمنية لدول العدوان تنفيذاً لأجندتهم التآمرية تمكينهم من السيطرة على الثروات اليمنية إضافة الى تمكينهم من السيطرة على الثروات النفطية بدعوى تسديد فاتورة الحرب.
وأكدت المصادر أن فشل بن دغر وعجزه عن تحسين قبح سياسات الغزاة طوال الاشهر الماضية وفي مقدمة ذلك عدم قدرته على اقناع وزراء في حكومة فنادق الرياض بالعودة الى عدن أو حضرموت، أو معالجة قضايا المواطنين، دفعت بالقيادات العسكرية لقوات الاحتلال في عدن الى وضع بن دغر أمام خيارين إما القبض عليه ومحاكمته أو مغادرة عدن دون رجعة.. فما كان منه إلا أن قبل بالخيار الأخير.
غير أن أسئلة كثيرة تطرح نفسها عن السر من وراء اهتمام بن دغر بالمؤتمر الشعبي العام فور وصوله فنادق الرياض، دون غيرها من القضايا الأكثر أهمية المرتبطة بتداعيات الأوضاع في عدن ولحج وتعز وحضرموت وأبين، خاصة وأنه طوال فترة تنقلاته على بوارج الغزاة في المعاشيق أو المكلا لم يتطرق لما يتعرض له الشعب من قتل ومداهمات للمنازل وتعذيب وأوضاع متردية.. الخ، وفجأة صار يتباكى على مقرات المؤتمر الشعبي العام.
وبهذا الخصوص سخر مراقبون سياسيون من أساليب الخداع والمكر التي يسعى من خلالها بن دغر للبحث عن مكانة له في المشهد السياسي بعد أن أصبح مرفوضاً حتى بين العملاء انفسهم ومطلوباً شعبياً للمحاكمة لتورطه بجرائم ضد ابناء الشعب في الشمال والجنوب، مشيرين الى أنه يحاول مثله مثل بقية الخونة الذين اندسوا داخل المؤتمر الشعبي العام وتطهر منهم بعد أن ذهبوا الى الرياض لتأييد العدوان على شعبنا ووطننا، أن يجد له دوراً ولو باسم الشيطان ليواصل مهمته القذرة، وهي محاولة مفضوحة، ويدرك الجميع أنه لا علاقة للمؤتمر بالمدعو بن دغر أو رشاد العليمي أو غيرهما ممن يؤيدون العدوان على الاطلاق، وقد أكدت اللجنة العامة أن أولئك لا يمثلون المؤتمر إطلاقاً لا من قريب أو بعيد وقد اتخذ المؤتمر قراراته بشأن الخونة المؤيدين للعدوان وأعلنها عبر وسائل الإعلام.
واستغرب المراقبون تباكي بن دغر على مكاتب فروع المؤتمر وكان الأولى به لو كانت لديه بقايا غيرة وطنية أن يرفض العدوان على اليمن ومن يحتلون جزءاً غالياً من الوطن وبوقف ممارسات الغزاة الذين يدنسون أرضنا ويعتقلون الآلاف من ابناء الشعب في سجون سرية ويمارسون ضدهم ابشع اساليب التعذيب والانتهاكات بدلاً من هذه المتاجرة الرخيصة بمقرات المؤتمر.
ولم يستبعد المراقبون وجود ترتيبات سعودية إماراتية للتخلص من الفار هادي وبن دغر وغيرهما واستبدالهم بعملاء آخرين أو تنفيذ مخطط لتصفيتهم من قبل المخابرات السعودية والاماراتية لاقتناعهم بأن استمرار بقائهم يُعد كارثة على دول الخليج والمنطقة فقد تسببوا بإلحاق هزيمة نكراء بجيوش التحالف في اليمن وبسببهم أصبح المسئولون الخليجيون مطاردين في عواصم العالم كمجرمي حرب.
|