عبدالله محمد الارياني - الخريف الاول:
اليوم الـ11 من فبراير للعام 2011م أتت متسللة إلى اليمن رياح الخريف الماسونية لتتساقط معها بعض التنظيمات السياسية اليمنية التي عملت جاهدة على تساقط أهم مؤسسات الوطن ممثلةً بالمؤسسة العسكرية(الجيش اليمني بتشكيلاته المتنوعة على رأسه اهمها ألوية الحرس الجمهوري) فكشفت بذلك خاصرة اليمن الموحد تمهيداً لإضعافه امام قوى الهيمنة والاستكبار العالمي الصهيوماسونية، وتأسيساً لسيناريوهات رياح اقليمية لاحقة.
الخريف الثاني:
اليوم الـ21 من سبتمبر للعام 2014م هبت رياح التوسع الاقليمي تغذيها عناصرها المحلية متخذة من آمال الشعب وهمومه وسيلة اساسية لبلوغ طموحاتها، ملوحة لذلك بثلاثة مطالب صورت آنذاك للشارع بأنها مطالب شرعية تمثلت بالتالي:1/ اسقاط الجرعة، 2/اسقاط الحكومة، 3/تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وشكلت عامل دفع قوي لالتفاف الشعب حولها لتعطشه للعيش بسلام آملاً بحياة كريمة ومستقرة في ظل نظام حكم يلبي طموحاته ويؤمّن احتياجاته بما يتناسب مع امكاناته المتاحة، إلا ان تلك الاماني مالبثت أن تحولت إلى سراب يحسبها الظمآن ماءً في قيعة، إذ تجلت بعد ذلك الرؤية للاعيان، حيث إن تلك الرياح لم تسقط فقط هذه الثلاثة المطالب الشعبية الملوح بها، انما اسقطت إلى جانبها تباعاً اجهزة ومؤسسات الدولة اليمنية فعمت بعد ذلك الفوضى وهيأت الساحة اليمنية الداخلية لسيناريو رياح اممية لاحقة.
الخريف الثالث:
اليوم الـ26 من مارس للعام 2015م عصفت باليمن رياح العدوان السلولي السبع عشري كسيناريو ممتد ومكمل لسيناريوهات الخط الماسوني الصهيوامريكي، متخذة من الشرعية هدفاً معلناً لها وحجة شرعية لشن العدوان لإعادة شرعية من لا شرعية له واسقاط التمرد الانقلابي لانصار الله حد قولها، إلا انه بعد ذلك ورويداً رويداً سرعان ما تجلت الاهداف الحقيقية وغير المعلنة لقوى العدوان وعملائها ومرتزقتها، إذ تمثلت تلك الاهداف بتدمير اليمن ارضاً وانساناً وسحق مؤسساته وتشويه قيمه وثقافته، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، واحلال كل ماهو مستورد محل كل ماهو وطني، ليفرض بذلك على اليمن وشعبه قانون الغاب وممارسات البطش والتنكيل بحقه واستباحة ومصادرة كافة حقوقه وموارده.
مع الاسف هذه الرياح الخريفية المستوردة لم يتساقط معها العدوان واذياله فحسب، بقدر ما تساقط معها الشعب اليمني افراداً وجماعات نتيجة عامل الامر الواقع السلطوي المفروض عليه، متخذاً من العدوان وتبعاته مبررات وحججاً واهية لممارسات غوغائية لاإنسانية تهدف لإخضاع الشعب، نتج عنها أن سقط الشعب اليمني في مشهد غير متوقع، مستبدلاً سلوكيات وسمات لطالما عرفت عبر التاريخ عنه واتسم بها، فاستبدل العزة بالذل، والحرية بالعبودية، والإقدام بالخذلان، والفزعة بالخنوع، والشدة بالهوان، والبأس بالضعف، وأصبح عاجزاً عن انتزاع حقوقه وحبيساً لمحيطه الداخلي المنغلق، وقعيداً بانتظار مقومات حياته الاساسية حتى يفرج عنها الوالي، متنازلاً بذلك عن مكتسباته الشرعية، في مشهد صارخ من الذل لم يعهده شعب الايمان والحكمة والحرية والنصرة، فبعث بذلك عصوراً وانظمة طمرتها دماء الاجداد الابرار وسواعد الآباء الاحرار فلماذا؟!
العزة والعظمة لله.. ثم للوطن.. ثم لشعب اليمن الحر الموحد.
المجد والخلود للشهداء
الشفاء العاجل للجرحى
النصر لقضية أمتنا
ولا نامت أعين الجبناء والصهاينة الجدد.
|