كلمة الميثاق -
اليمن يُدمَّر وشعبه يُذبح من الوريد الى الوريد يومياً طوال ما يقارب ثلاث سنوات من تحالف عدوان سعودي إقليمي دولي بربري غاشم، منتهكاً بصورة وقحة الشرائع السماوية والقيم والمبادئ الإنسانية والقوانين والمواثيق الدولية، والعالم كله يتفرج بتواطؤ وصمت على شعب حضاري مسالم يباد بحرب قذرة وشاملة من الجو والبحر والبر بأقوى الأسلحة وأحدثها وأشدها فتكاً وإمعاناً في الجرم والتوحش.
لم يكتفِ نظام آل سعود وتحالفه البغيض بذلك بل أطبق حصاراً جائراً وظالماً لم يسبق أن تعرض له شعبنا على هذا النحو دون أسباب ومبررات حقيقية.. عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء شهداء وجرحى لا ذنب لهم سوى أنهم يمنيون قُدّر لهم أن يكونوا جيراناً لمملكة النفط والرمال الإرهابية التي استطاعت شراء المجتمع الدولي بالمال ليبرر كل جرائمها وأبشعها عدوانها المستمر على اليمن، واقصى ما تبديه الأمم المتحدة إزاء ما يتعرض له الشعب اليمني هو القلق المصحوب بتصوير ما يتعرض له على أنه صراع بين أطراف داخلية.
الأكثر شناعة من هذا كله هو اعتبار اطلاق صاروخ على مطار الرياض من الجيش اليمني واللجان الشعبية في سياق الدفاع عن النفس جريمة، في حين مئات آلاف الصواريخ والقنابل الذكية والغبية واستخدام النظام السعودي الأسلحة المحرمة دولياً لا يُنظر إليه إلا على استحياء بمنطق تبريري.
لهذا كله ليس أمام الشعب اليمني إلا المزيد من تعميق وحدته الوطنية ورفد الجبهات بالمقاتلين الميامين الشجعان المدافعين في حرب وجودية دفاعاً عن وطنهم وسيادته ووحدته واستقلاله وسيكون في النهاية النصر حليفهم.
وهو ما يتجسد اليوم في المسيرة الكبرى التي تشهدها العاصمة صنعاء بدعوة من المجلس السياسي الأعلى والمعبرة عن وحدة شعبنا بمشاركة كل ابنائه على اختلاف فئاتهم وانتماءاتهم الذين جمعتهم عاصمتهم التاريخية والسياسية صنعاء من الشمال والجنوب والشرق والغرب ليقولوا لتحالف العدوان السعودي وللعالم نحن الشعب اليمني هنا نقول أوقفوا عدوانكم وارفعوا حصاركم فالشعوب لا تُهزم واليمانيون كانوا وسيظلون قاهرين لكل من حاول غزو أرضهم واخضاع شعبهم، وجميعهم رحلوا يجرون أذيال الهزيمة والعار.. والأهم أن المسيرة التي تشهدها العاصمة صنعاء اليوم جاءت بدعوة من السلطة الشرعية الحقيقية المدافعة عن الأرض والعرض والحاضر والمستقبل وفي مقدمتهم المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وانصار الله وحلفاؤهم، وفي هذا رد يسقط كل رهانات العدوان السعودي وحلفائه على الفتنة الداخلية والتي هي ليست أكثر من سراب.. فالحشود الملايينية هذه تقول إن الشعب اليمني في مواجهة العدوان الخارجي موحد وعلى كافة جبهات الصمود والتصدي -العسكرية والسياسية والاقتصادية والاعلامية.
إن الشعب اليمني في هذه المسيرة يقول للمعتدي لا تراهنوا على تحقيق ما عجز في ميادين المعارك عن تحقيقه عبر الرهان على شق الصف الوطني واشعال الفتنة فالشعب اليمني موحد وخرج ليقول للمجتمع الدولي أن يعيد حساباته ويتحمل مسئولياته ويوقف العدوان السعودي من خلال موقف جدي يفرض حلاً سياسياً يحفظ لليمن سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه، وتحميل المعتدي المسئولية عن جرائم عدوانه الوحشي وحصاره الظالم.
|