عبدالولي المذابي - دخلت السعودية في منحنى خطير الاسبوع الماضي بتركيز ضرباتها بشكل مكثف على المدنيين الابرياء وايقاع ضحايا بأعداد كبيرة اغلبهم من النساء والاطفال في ظل صمت مريب من المجتمع الدولي تطور الى تنديد بحق الرد اليمني في مواجهة آلة القتل السعودية..
اغمض العالم عيونه عن جريمة هران بمحافظة حجة التي اوقعت نحو ستين شهيداً وعشرات الجرحى كلهم من المدنيين ثم اعقبت ذلك بمجزرة اخرى راح ضحيتها عشرات الصيادين في الحديدة وآخر جرائمها تلك التي ارتكبتها مساء الجمعة في حي الصعدي بصنعاء وادت الى تهديم 12 منزلاً على رؤوس ساكنيها بالاضافة الى غارات اخرى في اليوم التالي استهدفت مباني كلية الشرطة التي سبق ان دمرتها في غارات سابقة.
ومن المؤسف والمخزي في نفس الوقت ان هذا السلوك الاجرامي للتحالف العدواني بقيادة السعودية لم يجد اي تنديد او ادانة من طرف مجلس الامن الدولي أو منظمة الامم المتحدة التي سارعت الى ادانة توجيه صاروخ الى مطار سعودي تنطلق منه الطائرات التي تقتل اطفال ونساء اليمن وجسدت بهذا الموقف مدى الانحطاط الذي وصلت اليه الامم المتحدة وهيئاتها!
يبدو واضحاً اليوم ان النظام السعودي تمكن من شراء هذه المنظمة وحصل على تأييدها الكامل لمواصلة جرائمه في اليمن لصرف الانظار عن عملية الاستيلاء على الحكم خارج نطاق البروتوكولات الملكية في السعودية وتمكين محمد سلمان من تأسيس مملكة جديدة له ولأولاده واقصاء كل الامراء الذين مكنتهم صلة القرابة من الحصول على مناصب سيادية.. ومن الملاحظ ان هذه العملية تزامنت مع بدء العمليات العسكرية في اليمن وهذه ليست صدفة عابرة بل مخططاً مدروساً للتعتيم على ما يجري من فوضى خلاقة داخل البلاط الملكي باستخدام الحرب على اليمن وبالتالي فإن انتهاء هذا العدوان سيكون مرتبطاً بانتهاء عملية التهيئة وتصفية الخصوم في داخل المملكة لتحقيق الاستقرار الكامل للامير الشاب الذي يسير على خطى جده الدموي عبدالعزيز آل سعود.
وسيكون على اليمنيين ان يدفعوا ثمناً كبيراً لهذه الحماقات والاطماع خصوصاً وان هذا الامير يلقى دعماً غير عادي من طرف رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الذي اطلق تغريدتين عقب حملة الاعتقالات التي طالت 12 اميراً في السعودية قال فيها انه يثق بولي العهد السعودي واكد في الثانية ان هؤلاء الامراء ابتلعوا مئات المليارات من اموال البلد، متناسياً انهم من الاسرة المالكة للثروة والحكم وليسوا مجرد موظفين.
هذه التطورات يضاف اليها الملف القطري الذي يبدو كعامل توازن يظهر في محمد سلمان قوته وسطوته على جيرانه كي يحصد لقب الرجل القوي في المنطقة وهذا يفسر سلوكه الدموي المتصاعد في اليمن الذي سيأتي بنتائج وخيمة دون شك خصوصاً مع الانهيارات المتوالية التي يُمنى به جيشه في جبهات القتال.
|